أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-27
520
التاريخ: 2023-03-27
4531
التاريخ: 2024-10-29
157
التاريخ: 9-05-2015
2261
|
قال تعالى :{ فَبَشـر عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ }[1] ، فهذه البشـرى توفر الرغبة والدافع على الطاعات وتذكر ما اعد الله تعالى لعباده المتقين من الدرجات ويحمله على التحرز من الزلات ويؤدي الى قلبه من كدر الى صفاء [2]، ومنه قوله تعالى: { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً }[3]، فهذا يجعل في الانسان الرغبة في الحصول على هذه المكانة قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْـمُتَنَافِسُونَ }[4]، والأمثلة في الترغيب كثيرة فيما يخص السمع .
اما الترهيب الذي اعد لتزجر به بعض النفوس التي لا تطمع بما عند الله ، لذا جاء السمع مرهباً قارعاً للقلوب لما اعده الله للمعاندين، قال تعالى: { إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا }[5]، ونسب الله الرؤيا للنار؛ لأنه ابلغ كأنها تعرفهم عند رؤيتهم، فهي تزفر كالغضبان، وكذا قوله تعالى : {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ }[6].
قال تعالى : {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }[7]، بعد ان خلق الله الانسان شق له السمع والبصـر ، ليكون اهلا ً للابتلاء ولا تكون له حجة بعدم معرفة آياته عز وجل قال تعالى: { لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }[8]، فهذا دليل على عدل الله عز وجل، إذ لا يكلف الا بمقدور، ولا يكلف الا مع وجود شـروط التكليف والاختبار والابتلاء ومستلزماته فلم يكن كالذي :
ألقاه في اليم مكتوفا ً وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء
قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ }[9] ذكر صاحب مجمع البيان ان ( سمّاعون ) كناية عن اليهود والمنافقين. وقيل خاصة عن اليهود ، فهم جميعا ً مستجيبون للكذب ، واختار الله عز وجل صيغة ( فعّالون ) لما فيها من المبالغة ، فكثرة المباني تفيد كثرة المعاني في الغالب ، فهم قابلون للكذب ، فمنهم يسمعون قولك ويكذبوا عليك لما في انفسهم من حقد على الامة العربية والنبي (صلى الله عليه واله وسلم) خاصة، قال تعالى:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشـركُوا }[10]. فهذا حسد من عند انفسهم للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، ومن صفاتهم انهم يحرفون كلام الله واحكامه ومن تجاوز في العظيم يهون عليه الكذب في الصغير ، فهذه الآية واشباهها تسلية للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) يقول: كيف ان اليهود يؤمنون بك مع انهم يحرفون كلام الله في التوراة ويحرفون كلامك[11]، فهم قد امنوا بالتوراة وكانت ضلالتهم تحريف احكام التوراة تحريفاً لفظياً او معنوياً وكتمان آياتها والحاق ما ليس منها بها افتراء منهم وتساهلا ً في اقامة احكامها ومبالغة في التعصب بمذهبهم واستبعاداً لرسالة نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) وسوء الادب والطعن بالنسبة اليه بل الى حضـرة الخالق عز وجل [12].
[1] سورة الزمر : 17- 18 .
[2] القشيري: عبد الكريم بن هوزان: الرسالة القشيرية – بغداد : 261.
[3] سورة الغاشية : 11 – 12 .
[4] سورة المطففين : 26.
[5] سورة الفرقان : 12 .
[6] سورة الملك : 7 .
[7] سورة الانسان : 2.
[8] سورة النساء: 165 .
[9] سورة المائدة: 41 .
[10] سورة المائدة : 82.
[11] الزمخشري: الكشاف 1 : 194 .
[12] محمد المشقي النيسابوري: ارشاد الراغبين في الكشف عن أي القران المبين، ط1-1985م، مكتبة الهلال بيروت : 9 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|