أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-13
554
التاريخ: 2024-06-15
714
التاريخ: 2024-04-18
783
التاريخ: 2024-01-30
889
|
هذا عن آثار الملك نفسه، وما قام به من أعمال، أما عن جدته «أعح حتب» التي بقيت على قيد الحياة مدة طويلة في أيام حكمه، فلدينا لوحة تذكارية لمدير أملاك هذه الملكة العظيمة، الذي يُدعَى «كارس»، واللوحة مؤرخة بالسنة العاشرة من حكم «أمنحتب» الأول حفيدها، وقد عُثِر عليها في جبانة «ذراع أبو النجا»، وهي محفوظة الآن بالمتحف المصري؛ ولما كانت هذه اللوحة تظهر لنا ما كانت عليه هذه الجدة المسنة من العظمة، والاعتراف بالجميل للموظف المخلص، وما كان يجب عليه بدوره أن يتصف فيه من جميل السجايا أوردناها بنصها (1)، وهاك الترجمة: السنة العاشرة، الشهر الأول من فصل الصيف، اليوم الأول من حكم جلالة ملك الوجه القبلي، والوجه البحري «زسر كارع» ابن الشمس من جسده «أمنحوتب الأول» محبوب «أوزير» معطي الحياة، مرسوم صادر من أم الملك بتأسيس مقبرة وشعائر جنازية لمدير الأملاك «كارس». أمر الأم الملكية للأمير الوراثي حامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، ومدير بيتي الذهب، ومدير بيتي الفضة، والمدير العظيم لأملاك الأم الملكية «أعح حتب»، والحاجب المسمى «كارس»، لقد أمرت الأم الملكية أن يقام ضريح لك في «العربة المدفونة»، وأن يُدوَّن عليه كل الوظائف، وكل الإنعمات التي نلتها، وأن يبقى تمثالك في المعبد ضمن أتباع الإله العظيم (أي: لأجل أن يشترك في أعياد الإله)، وأن يوقف لها (أي: التماثيل) قربان من اللحم، وتعظم وتثبت قربانها كتابةً، وتقدم لك قربان ملكية كما تحب الزوجة الملكية أن يقدم للأمير الوراثي حامل خاتم الوجه البحري والحاجب «كارس».
مديح كارس: المحبوب الوحيد، الذي يسكن في جسم «سخمت»(2) (الملكة)، ومَن يقتفي خطوات أميرته؛ ولذلك فإنه حل في قلبها قبل الناس، وهو واحد يسكن في قلب سيدته حقيقة، وهو الذي يفضي إليه بالأسرار، والذي يقف على مشاريع سيدته؛ ومَن يتجاوز حديثه ما في داخل القصر، ومَن يجد الكلام (أي: يجد حلًّا للكلام)، ومَن يجعل الصعب سهلًا، ومَن تعتمد سيرته على كلامه، ومَن تقر به إليها حقيقة، ومَن يعرف سوانح القلب، السعيد المنطق في حضرة سيدته، والمهاب كثيرًا في بيت الأم الملكية، الرزين في الملمات الممتاز القول، ومَن يخفي في نفسه أحوال القصر، ومَن فمه مختوم على ما يسمعه، الأمير الذي يحل المعضلات، مدير البيت العظيم «كارس» المرشد اليَقِظ لأعمال الأم الملكية، ومَن لا يفضل الليل على النهار الحاجب «كارس».
نداء لقارئي النقش: يقول: يا أيها الأمراء والكتَّاب والمرتلون والتابعون، ورجال الجيش، إن آلهتكم المحلية ستمد حكم وستحييكم، وإن وظائفكم سترثها أولادكم بعد عمر طويل، إذا قلتم قربانًا يقدِّمه الفرعون ﻟ «آمون» ذي الريشتين الرفيعتين رب الحياة، واهب الحب، ورب الدفن، ومَن يمنح الدفن بعد الشيخوخة، لأجل أن يعطي قربانًا من خبز وبقر وإوز، وكل شيء جميل طاهر ممَّا يقدم على مائدة رب الكل، لمدير الخزانة الملكية، ومدير البيت العظيم للأم الملكية «كارس»؛ لأنه رجل صدق أمام الأرضين، ومستقيم حقًّا، بريء من المين، وعميد العدالة، وحامي البائس، ومنجي مَن لا خلاص له، وجاعل المتخاصمين يخرجان من عنده منشرحين بما يخرج من فمه، يزن بالقسطاس المستقيم، والثاني الذي يحييه (الملك) بالاسم، ومَن ينحني مثل الإله في ساعته (أي: ساعة خدمته) ليستمع إلى الحديث، وإنه في قلب سيدته حقيقة، ومَن رفعت منزلته أميرة الأراضين، مدير ما له ثدي، وما له قرن وحافر (كناية الحيوان بأنواعه)، مدير البيت العظيم «كارس» بن «عقا»، والذي وضعته ربة البيت «تشا».
مغزى هذا النقش
ومما جاء على هذه اللوحة نفهم أن الملكة المسنة لا بد كانت مغرمة بمدير قصرها، وإن شئتَ فقُلْ: مدير خاصتها، كما يُعبَّر عن ذلك الآن، وأنها بأمرها إقامة قبر له في «جبانة أوزير» المقدسة الواقعة في البلد المقدس (العرابة)، قدمت له هدية ثمنية كان يطمح إلى مثلها كل مصري يريد أن يكون له ضريح فخم بجوار إله الموتى العظيم، الذي يسكن في ذلك البلد المقدس. والواقع أنه إذا كان «كارس» هذا صادقًا في نصف ما قصه علينا، فإنه كان حقيقة جدير بأحسن قبر يمكن للملكة المسنة سيدته أن ترفع بنيانه في العرابة، فأي عاهل من عواهل عصرنا لا يقدم عن طيب خاطر ونفس مطمئنة، ما يكافئ به خدمات رجل يحل المعضلات ويجعل الصعب سهلًا، ويضاف إلى ذلك أنه فضلًا عن حل المعضلات يجمع إلى نفسه تلك الصفة التي لا يقدر على إحرازها إلا القليل من الناس، وهي قدرته على أن يطبع على لسانه، ويختم عليه مما يصل إلى مسامعه؟ ولكن من الجائز أن أمثال أولئك الموظفين الذين تخرج في مدرستهم «كارس» كانوا وقفًا على مصر منذ ثلاثة آلاف وأربعمائة سنة مضت، وأنهم أصبحوا لا يتخرجون في تلك المدرسة بعدُ. ولقد ضربت الملكة «أعح حتب» المثل في معاملة خدَّامها المخلصين، وهي بذلك تقدم المثل الأعلى لعالمنا الجديد قبل مماتها بقليل، في حياة حفيدها.
................................................
1- راجع: Urkunden IV, p. 45–49.
2- سخمت هي إلهة القوة والحرب في صورة لبؤة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|