أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23
166
التاريخ: 10-1-2017
1599
التاريخ: 2024-08-26
372
التاريخ: 2024-06-14
805
|
وقد ساعد الحظ بوجود بعض تلميحات في «متون الأهرام» تساعد على معرفة صورة عن متاع جنة الملوك السماوية تلك الجنة التي كانوا يغارون عليها، وحرَّموها على أفراد شعبهم في عهد الدولة القديمة، وهي التي حارب الشعب للحصول عليها إلى أن ظفر بها من بين براثن أولئك الملوك فاستمع لما يقال للملك: (Sethe, Pyr. 815)، «هل تريد أن تحيا؟ يا «حور» يا من يسيطر على حربة الصدق؟ (وهي الحربة التي لا تدع أي شخص يمر بباب الجنة غير الصادقين المبرئين أمام الله) إذا كان الأمر كذلك فينبغي عليك ألا تغلق مصراعي باب السماء، ويجب عليك ألا تحمي عقبه (أي عقب الباب)، وخذ روح «بيبي» إلى هذه السماء بين المنعمين حول الإله، والذين يحميهم الإله، وهم الذين يتكئون على صولجاناتهم وهم الذين يحرسون صعيد مصر، والذين قد ارتدوا أحسن الملابس الكتانية الأرجوانية، والذين يأكلون التين ويشربون الخمر ويتضمخون بأحسن العطور، وعند ذلك سيتكلم الروح عن «بيبي» أمام الإله العظيم، ويسمح «لبيبي» أن يصعد إلى الإله العظيم«. وفي هذه الأسطر القليلة قد صور لنا باب الجنة الذي يقف أمامه الإله «حور» مسلحًا بحربة سحرية في يده استعدادًا لمنع أي فرد الدخول فيها غير المبرئين، والظاهر أن هذه أقدم إشارة عن وجود حارس(1) لباب الجنة الذي نجده مذكورًا في كتب الديانات السماوية (راجع : Genesis 24 )، غير أن «حور» قد حذر بطريقة خفية ألا يمنع روح «بيبي» ولوج باب الجنة، ولا شك في أن هذا الخطاب الموجه إلى «حور» هو طراز من الخطابات العادية التي نجدها كثيرًا في الصيغ السحرية التي كانت عديدة شائعة في «متون الأهرام»، فهي تختلف بطبيعة الحال عن الصلوات الدينية التي يتضرع بها الفرد لربه، والواقع أن الجنة التي وصفتها لنا «متون الأهرام» هي صورة من حياة الفرعون الدنيوية نُقلت إلى عالم السماء لتمثل لنا حياة «رع» في السماء، وهي الحياة التي كان يعيشها على الأرض قبل أن يرفع نفسه إلى السماء. فنجد فيها الإله الأعظم محاطًا برجال بلاطه الذين يحملون ألقابًا مثل الألقاب التي كانوا يحملونها في الحياة الدنيا، ويعيشون في نعيم فيلبسون الأرجواني «ولباسهم فيها حرير» وطعامهم فيها التين وشرابهم الخمر وشذاهم العطور. ولا نزاع في أن هذه الصورة لها نظائرها في الكتب المنزلة (القرآن). أما روح الملك الذي كان قد سبقه فكان يمهد له السبيل للمثول أمام والده الإله العظيم «رع»، فإذا ما فرغ من الشعائر الجنازية الخاصة بدفن الملك أمكنه أن يصعد مباشرة إلى السماء ويعيش في جنة عالية. هذا ونجد في «متون الأهرام» فصلًا يبين حياته في عالم النعيم السماوي فاستمع إلى ما جاء فيه: إن «بيبي» هو أحد أولاد «جب» (إله الأرض) الأربعة الذين يجولون جنوبًا وشمالًا ويقفون متكئين على صولجاناتهم، وعطورهم ممتازة، ولباسهم الأرجواني، وطعامهم التين، وشرابهم الخمر، و«بيبي» هذا يعطر مما يعطرون به، و«بيبي» هذا يرتدي مما يرتدونه و«بيبي» هذا يأكل مما يأكلونه ويشرب مما يشربونه، و«بيبي» هذا على وئام معكم فهو يعيش مما تعيشون منه، فعليكم أن تقدموا له وجبته مما يعطيه إياكم والدكم «جب» (إله الأرض)؛ وبذلك لن يجوع واحد منكم ولن يُبلى، وعليكم أن تقبضوا بشدة على يد «بيبي» هذا للحياة أمام الشذي العَطِر. إن عظام «بيبي» هذا تجمع، وأعضاؤه قد ركبت ليجلس على عرشه (أي بعد أن فككها الموت). ومما سبق يمكننا أن نستخلص أن الجنة السماوية كما صورها ملوك مصر في عهد الدولة القديمة كانت جنة لذة ومتاع، وفي الواقع إن هي إلا صورة لحياة الفراعنة على الأرض، ولكن دعنا الآن نفهم ماذا حدث لهذه الجنة التي وُعد بها الملوك في عالم السماء في «كتاب الطريقين» الذي ظهر في العهد الإقطاعي الأول عندما بدأنا نعرف شيئًا عن عقيدة الشعب في أمر آخرته، والجنة التي كانت تصبو إليها نفسه.
............................................
1- جاء في القرآن الكريم :( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) (سورة الجن).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|