المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



قضاء الإمام علي (عليه السلام) في زمن عثمان بن عفان  
  
1016   05:32 مساءً   التاريخ: 2024-02-24
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص50-53
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

روى المتقي عن الحسن بن سعد عن أبيه : " أن يحيس وصفّية كانا من سبي الخمس ، فزنت صفية برجل من الخمس ، وولدت غلاماً فادعى الزاني ويحيس ، فاختصما إلى عثمان ، فرفعهما عثمان إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال علي : أقضي فيهما بقضاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الولد للفراش وللعاهر الحجر وجلدهما خمسين خمسين "[1].

وروى الطبري باسناده عن نوفل عن أبيه قال : " حج عثمان بن عفان ، فحج عليٌ معه ، قال : فأتى عثمان بلحم صيد صاده حلال ، فأكل منه ولم يأكل علي ، فقال عثمان : والله ما صدنا ولا أمرنا ولا أشرنا ، فقال علي ( وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً )[2]. . . وعن صبيح بن عبد الله العبسي قال : بعث عثمان بن عفان أبا سفيان بن الحارث على العروض ، فنزل قديداً ، فمر به رجل من أهل الشام معه باز وصقر ، فاستعاره منه فاصطاد به من اليعاقيب ، فجعلهن في حظيرة ، فلما مر به عثمان طبخهن ثم قدمهن اليه ، فقال عثمان : كلوا فقال بعضهم : حتى يجيء علي بن أبي طالب ، فلما جاء فرأى ما بين أيديهم ، قال علي : إنا لن نأكل منه فقال عثمان : ما لك لا تأكل ؟ فقال : هو صيد ولا يحل أكله وأنا محرم ، فقال عثمان : بيّن لنا ، فقال علي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ) فقال عثمان : أو نحن قتلناه ؟ فقرأ عليه ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً )[3].

ورواه أحمد بالاسناد مع بعض الاختلاف[4].

قال المجلسي : " روى نقلة الآثار من العامة والخاصة أن امرأة نكحها شيخ كبير فحملت ، فزعم الشيخ انه لم يصل إليها ، وأنكر حملها ، فالتبس الأمر على عثمان ، وسأل المرأة : هل افتضك الشيخ ؟ وكانت بكراً قالت : لا فقال عثمان : أقيموا الحد عليها ، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : إن للمرأة سمين : سم للمحيض وسم للبول ، فلعل الشيخ كان ينال منها فنال ماؤه في سم المحيض ، فحملت منه فأسألوا الرجل عن ذلك ، فسئل فقال : قد كنت انزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض ، فقال أمير المؤمنين : الحمل له والولد ولده ، وأرى عقوبته في الانكار فصار عثمان إلى قضائه بذلك "[5].

وروى مالك عن قبيصة بن ذويب : " إن رجلا سأل عثمان بن عفان عن الأختين من ملك اليمين : هل يجمع بينهما ؟ فقال عثمان : أحلتهما آية وحرمتهما آية ، فأما أنا فلا أحب إن اصنع ذلك قال : فخرج من عنده فلقي رجلا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسأله عن ذلك فقال : لو كان لي من الأمر شيء ثم وجدت احداً فعل ذلك لجعلته نكالا . قال ابن شهاب : أراه علي بن أبي طالب "[6].

وعن مالك انه بلغه " إن عثمان بن عفان أتي بامرأة قد ولدت في ستة اشهر ، فأمر بها إن ترجم ، فقال له علي بن أبي طالب : ليس ذلك عليها ، إن الله تبارك وتعالى ، يقول في كتابه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً )[7] وقال : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )[8] فالحمل يكون ستة اشهر ، فلا رجم عليها ، فبعث عثمان بن عفان في أثرها ، فوجدها قد رجمت "[9].

وروى الحضرمي عن محمّد بن يحيى بن حبان ، قال : " إن حبان بن منقذ كانت تحته امرأتان هاشمية وأنصارية ، فطلق الأنصارية ثم مات على رأس الحول ، فجاءت الأنصارية وقالت : لم تنقض عدتي فارتفعوا إلى عثمان ، وقال : ليس لي به علم فارتفعوا إلى علي ، فقال علي : تحلفين عند منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنك لم تحيضي ثلاث حيضات فلك الميراث ، فحلفت وأشركت في الميراث "[10].

 


[1] كنز العمال باب دعوى النسب ج 6 ص 101 حيدر آباد ، ورواه أحمد في المسند ج 1 ص 104 .

[2] سورة المائدة : 96 .

[3] جامع البيان ( تفسير الطبري ) ج 7 ص 70 . المائدة : 95 - 96 .

[4] مسند أحمد ج 1 ص 100 و 104 .

[5] بحار الأنوار ج 9 ص 484 الطبعة القديمة . وأورده الشيخ المفيد في الارشاد ص 101 .

[6] الموطأ ص 366 رقم 1134 .

[7] سورة الأحقاف : 15 .

[8] سورة البقرة : 233 .

[9] الموطأ ص 593 رقم 1502 .

[10] وسيلة المآل ص 244 مخطوط ، ورواه الوصابي في أسنى المطالب ص 57 ، رقم 50 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.