أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-29
964
التاريخ: 2024-02-22
797
التاريخ: 2024-11-12
106
التاريخ: 2023-07-27
1163
|
الأمير الوراثي، حامل الخاتم الملكي، والمشرف على ما له قرن وما له حافر وما له ريش، (أي الحيوان الملكي)، والمشرف على مستنقعي الملاهي (أي حيث صيد الأسماك ومأكولات الصيد)، ويصف نفسه بأنه عند وصوله (إلى القصر) يصغي إليه كل البلاط، وإليه يتحدِّث الناس عن أمورهم. ومن يلاحظ رب الأرضين صفاته الحسنة، وهو الذي رقَّاه، وهو يملك الفضة والذهب، ولديه الكثير من الأحجار الكريمة، وهو رجل صدق، مثل الإله «تحوت» (إله الحكمة) ورئيس الأشياء السرية في المعابد، ورئيس الأشغال في قصر الملك، وهو أكثر دقة من الموازين، ومثل ميزان، متفوق في النصيحة، يتكلم الحسن ويعيد المرغوب فيه، حسن الإصغاء ممتاز في الكلام، وهو أمير يحل معضلات المسائل، خلو من عمل الغش، مخفف المصائب، ويعمل الأشياء على مبدأ قويم … إلخ؛ ثم يقول: إنه قد ألف نصيحة شعرية لصالح أولاده فيقول:
نصيحة مؤلف التعاليم لأولاده
إني أتحدث إليكم في أمر عظيم، وأجعلكم تصغون إليه، وإني أنقل إليكم فكرة للأبدية (أي فكرة تفكرون فيها دائمًا)، وحكمة للحياة الصحيحة حتى تمضوا مدة الحياة في نعيم، احترموا الملك «نيما عت رع» بأجسامكم، وألِّفوا بين قلوبكم وجلالته، إنه هو «الفهم» (سيا) الذي في القلوب، وعيناه تفحصان كل إنسان، وإنه «رع» الذي يرى بأشعته، وإنه يضيء الأرضين أكثر من قرص الشمس، ويجعل الأرضين أكثر نضارة من نيل عالٍ، وإنه ملأ الأرضين قوة وحياة. والأنوف تصير باردة حينما يجنح إلى الرعب، وعندما يكون طلقًا يتنسم الناس الهواء، ويعطي من يخدمونه القوة الحيوية، ويمد بالطعام من يسير على نهجه، والملك قوة حيوية، وفمه الرخاء بعينه. وإنه هو الذي يطعم من سيكون، وإنه الإله «خنوم» (المصور) لكل الأجسام، والمبدع الذي يخلق كل الناس، وهو الإلهة «باستت» (وهي الإلهة الشفيقة لها رأس قطة التي تحمي الأرضين) ومن يحترمه ينجُ بساعده، ولكنه الإلهة «سخمت» (وهي الإلهة المريعة وإلهة الحرب لها رأس لبؤة)، لمن يتعدَّى أمره، ومن يكره فإنه سيقع تحت نيره، حاربوا لاسمه، ودافعوا عن حياته، حتى تنجوا من الكريهة (القدر)، ومن كان صاحبًا للملك فإنه سيكون محترمًا، ومن كان عدوًّا للملك فإنه لا قبر له، وجسمه يُلقى في الماء، فافعلوا ذلك لتصح أجسامكم، نعم، إن ذلك لمجد لكم إلى الأبد (1). ولسنا في حاجة إلى القول بأن هذه الكلمات تنم عن الاحترام العميق الذي كانت تكنه الصدور وقتئذ لهذا الفرعون العظيم، والظاهر أن نفوذه كان ممتدًا إلى الممالك المجاورة، ولا أدل على ذلك مما وجد في خرائب «جبيل»؛ إذ عثر على مقبرة قد دُفن فيها حلي وأوانٍ مصرية، ومن بينها آنيتان للزينة من حجر الإبسيديان؛ نُقش اسم هذا الفرعون على غطائهما بالذهب.
(Academie des Inscriptions; “comptes Rendus” Mai-Juin 1922).
ولا بد أنها كانت ملك أمير أسيوي لهذه المدنية، ويحتمل أنها أرسلت له من قبل الفرعون هدية. هذا مجمل ما وصلنا عن نشاط هذا الفرعون في بعوثه وآثاره وعلاقاته الأجنبية. والآن ننتقل إلى أعماله الإنشائية في داخل البلاد، وسنتناول الكلام أولًا عن أهم مشروع حيوي للبلاد قام به، وأعني بذلك بحيرة قارون أو بحيرة «موريس» القديمة، وإصلاح أرض الفيوم.
.............................................
1- راجع كتاب الأدب المصري القديم ج،1 ص217 المؤلف.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|