أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2020
1932
التاريخ: 2024-03-09
773
التاريخ: 2024-05-21
582
التاريخ: 2024-05-15
846
|
وقد تمتعت مصر في أيامه بالرخاء والثروة والسعادة مما جلب إليها المهاجرين الساميين من الصحراء، وكذلك أهل البلاد الأخرى التي تجاورها، ولا أدل على ذلك من المنظر الذي نشاهده على مقبرة «خنوم حتب الثاني« (1) سالف الذكر، ويرجع تاريخه إلى السنة السادسة من حكم الفرعون «سنوسرت الثاني» فنشاهد «خنوم حتب» يستقبل جماعة من «العامو» سكان الصحراء الشرقية، ويبلغ عددهم سبعة وثلاثين محملين بالجزية من الكحل، وأشكال هؤلاء الأجانب وزيهم على جانب عظيم من الأهمية؛ إذ تصوِّر لنا نوع المدنية المنتشرة في المناطق التي بين مصر و«مسوبوتاميا» (ما بين النهرين)، فيشاهد في هذا المنظر أن الكاتب الملكي «نفرحتب» الذي يقدِّم هذه الجماعة يحمل لوحة مكتوبًا عليها السنة السادسة من عهد جلالة الملك «حور» مرشد الأرضين ملك الوجه القبلي والوجه البحري «خع خبر رع»، وعدد «العامو» الذين أحضرهم ابن الأمير «خنوم حتب» لإحضار الكحل، سبعة وثلاثون رجلًا. ثم يأتي بعد ذلك «خيتي» رئيس الصيادين وخلفه هؤلاء الأجانب، يتقدمهم رئيسهم ومعه غزال أليف واسم هذا الرئيس «أباشا» ويحمل لقب «حقا خاست«(2) وهو الاسم الذي حُرف فيما بعد إلى لفظة «هكسوس»، وهم القوم الذين غزوا البلاد بعد سقوط الدولة الوسطى، ويلاحظ أن هؤلاء القوم يرتدون ملابس ثمينة ملوَّنة بالألوان الجميلة الزاهية، مما يدل على أنهم لم يكونوا مجرد بدو مرتدين الجلود، بل على العكس كانت ملابسهم المزركشة تذكرنا بالرسوم والزخارف التي نشاهدها على السجاد العجمي، ولا نكون مغالين إذا قلنا إنهم أتوا من بلاد أكثر خصبًا من الصحراء القاحلة الممتدة على سواحل البحر الأحمر، ولا مشاحة في أن وجوه هؤلاء القوم تمثل الجنس السامي وبخاصة رئيسهم. ومن الطريف أن هذه الصورة عندما كشفت، ظن بعض العلماء أنها تمثل دخول «يعقوب» وأولاده مصر، أو دخول سيدنا «إبراهيم» وأسرته؛ لأنهم لم يعرفوا أي الرئيسين كان ممثلًا على هذه اللوحة، ولكن عدد من كان على اللوحة لا يتفق عدده مع أسرة سيدنا «يعقوب» ولا مع أسرة سيدنا «إبراهيم»، والواقع أن هذه الصورة ليس لها أي علاقة بحوادث التوراة مطلقًا، غير أنها تمثل لنا الحقيقة الواقعة، وهي أن مثل هذه الزيارات التي كان يقوم بها الأسيويون قد حدثت في العصر الذي نحن بصدده، وأنه ليس هناك أي اعتراض على ما جاء في قصة التوراة، وأنه يحتمل جدًّا مجيء سيدنا «يعقوب» وسيدنا «إبراهيم» إلى مصر، كما ذكرنا من قبل. وقد عثر على صورة تمثل هذه الصورة على جعران، وتصور لنا حارسًا لمائة وعشرة من العامو «البدو« (Petrie, “Scarabs”, XV, A. C).
...................................................
1- Newberry, “Beni Hassan”, Vol. I, Pl. XXVIII; Breasted, A. R. Vol. I, Par. 619. Ff
2- ومعناها «حاكم البلاد الأجنبية «.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|