تقرح أشجار السترو Cypress canker

الفطر المسبب:

يتسبب هذا المرض عن ثلاثة أنواع من الجنس Seiridium، ولكن أكثرها ضراوة S. cardinale (Wag.) Sutt. & Gibs. (= Coryneum cardinale Wag.) من الرتبة Sphaeropsidales من الفطريات الناقصة.

الأعراض:

تحدث الإصابة على الجذع والأغصان أو الفروع. فعندما تكون الإصابة متمركزة على الجذع، تظهر الأعراض الأولى للمرض على شكل شحوب في نهاية الفروع، ويمتد تدريجياً نحو مركز الشجرة، ثم يحدث موتاً تراجعياً إذ تجف الفروع بدءاً من قممها، ويمتد الجفاف إلى الأغصان الرئيسية، ويمكن أن ينتهي الأمر بموت الشجرة بالكامل، وخاصة الأشجار الصغيرة. وعند حدوث الإصابة على قاعدة أحد الفروع أو الأغصان، تشاهد الأعراض بدءاً من قمة الفرع على شكل شحوب في الأوراق، يمتد تدريجياً نحو القاعدة، ثم تكتسب لوناً محمراً، ولا تلبث أن تتساقط على الأرض تاركة الغصن عارياً. ومن أهم المميزات التشخيصية لهذا المرض:

- ظهور بقع بنية داكنة أو بنفسجية على القلف في منطقة الإصابة، وذلك في المراحل الأولى للمرض. ثم يصبح القلف غالباً متشققاً أو متصدعاً، مشبعاً بالمواد الصمغية أو الراتنجية، ويسيل من خلال الشقوق قطرات من الراتنج.

- عند توفر الظروف المناسبة لتبوغ الفطر، تشاهد نقاط صغيرة جداً بحجم رأس الدبوس، كروية وسوداء اللون متناثرة على سطح القلف المصاب، هي عبارة عن الأجسام الثمرية للفطر التي تحتوي على الأبواغ الكونيدية. موت تراجعي للنموات الرئيسية والجانبية.

- ظهور مناطق صفراء ثم بنية موزعة بشكل غير منتظم على تاج الشجرة المصابة.

بالإضافة إلى قلف الشجرة، يصيب الفطر أيضاً ثمار السرو، وتشاهد إثمارات الفطر البوغية على سطوحها الخارجية والداخلية، وفي الإصابات الشديدة تصاب البذور أيضاً.

أعراض الإصابة بمرض تقرح أشجار السرو المتسبب عن الفطر Seiridium cardinale. (A) موت تراجعي على الفروع مع ملاحظة وجود مناطق متفرقة بلون بني محمر على تاج الشجرة. (B) تظهر منطقة الإصابة على الجذع في البداية على شكل بقعة بنية إلى بنفسجية اللون، وتلاحظ عليها إثمارات الفطر السوداء اللون (مشار إليها بسهم). (C) منطقة متقرحة على الساق مع ملاحظة القلف المتشقق أو المتصدع وإفرازات راتنجية. (D) تقرح على الجذع الرئيسي، وسقوط الأوراق الإبرية التي اكتسبت لوناً محمراً.

دورة المرض:

يتكاثر الفطر لا جنسيا بواسطة الأبواغ الكونيدية التي تتشكل في بكنيدات تظهر من خلال سطح القلف في أي وقت من العام عندما يكون الطقس رطبا ودافئا. وتحدث الإصابات الأولية بواسطة الأبواغ الكونيدية التي تغسل من السوق والفروع بواسطة مياه الأمطار، أو تنتشر من شجرة إلى أخرى بواسطة رذاذ المطر وخاصة المصحوب بالرياح، كما يمكن أن تنتشر بواسطة الحشرات. Phloeosinus spp (Coleoptera, Scolytidae)، وبواسطة الطيور، وكذلك بواسطة أدوات التقليم، وعندما تسقط على الساق أو الفروع، تنبت وتحدث الإصابة عن طريق الجروح والشقوق، ومن الممكن أيضا حدوث الإصابة بالاختراق المباشر عبر بشرة المضيف والعديسات للأنسجة الطرية غير المتضررة. وينتشر المرض لمسافات طويلة عن طريق نقل الشتول المصابة. وإن توفر الأمطار والرطوبة العالية ضروري لاحتفاظ الأبواغ بحيويتها وإنباتها.

إن الأشجار المتضررة بالصقيع، أو الواقعة تحت إجهاد الجفاف تكون عادة أكثر حساسية للإصابة من الأشجار القوية.

ومما يساعد على تطور المرض إفراز الفطر سموما تنتقل مع النسغ لتصل إلى الأجزاء العلوية من الجزء المصاب، وتؤدي إلى جفاف أوراق الشجرة المصابة، ولذلك تعزى ظاهرة جفاف أو ذبول الشجرة بدءا من قمتها نحو الأسفل رغم وجود الإصابة في قاعدتها إلى هذه السموم الفطرية.

كما تؤدي هذه السموم إلى توقف نمو الأوعية الخشبية أو تكوينها، وبالتالي ضعفها، أو هدم الخشب، ويساعد في ذلك مقدرة الفطر على إفراز أنزيمات تحلل السيللوز والبكتين.

المكافحة:

عند زراعة السرو في مواقع جديدة وفي الأحزمة الخضراء يجب اختيار الأنواع الأقل حساسية للإصابة، وخاصة في المناطق الموبوءة بالمرض، وزراعة شتول أو نباتات من مصدر موثوق. ومن الأنواع قليلة الحساسية للإصابة السرو الفضي Cupressus arizonica، و C. lusitanica، بينما السرو الدائم الاخضرار C. sempervirens متوسط الحساسية، في حين أن السرو العطري C. macrocarpa شديد الحساسية للإصابة بالتقرح.

لقد أعطى استخدام الثيرام نتائج جيدة في مجال المكافحة الوقائية. وكذلك البنليت، ومركبات ثيوفانات الميثيل في مجال المكافحة العلاجية.