المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الثورة الملهمة
5-03-2015
الإداري الناجح يعمل على التقليل من المعوقات
24-8-2022
السكوت من مصاديق كتمان الحق
28-8-2020
المكبس الأفرنجي French Press
18-5-2018
مراحل الجمع ومصاديقه
14-11-2020
Do not use the stairs
2024-01-26


محمد بن أحمد بن محمد الحسني السبتي  
  
968   10:43 صباحاً   التاريخ: 2024-01-13
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص189-198
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2022 2090
التاريخ: 2024-08-09 459
التاريخ: 9-3-2022 2062
التاريخ: 2023-05-09 1501

محمد بن أحمد بن محمد الحسني السبتي

فمن أشياخ لسان الدين رحمه الله تعالى الفقيد الجليل الشريف النبيه الشهير، رئيس العلوم اللسانية بالأندلس، قاضي الجماعة أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد الحسني السبتي (1) ، رحمه الله تعالى؛ كان هذا الشريف آية الله الباهرة في العربية والبيان والأدب، ويكفيه فضلاً أنه شرح الخزرجية (2) ، وافترع هضاب مشكلاتها بفهمه، من غير أن يسبقه أحد إلى استخراج كنوزها، وإيضاح رموزها، وشرح مقصورة أديب المغرب الإمام أبي الحسن حازم بن محمد القرطاجني الأندلسي الذي مدح بها الأمير  المنتصر بالله أبا عبد الله محمد الحفصي، وسمى هذا الشرح ب " رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة "، وهذا

 

189

الشرح في مجلدين كبيرين، وفيه من الفوائد ما لا مزيد عليه، رأيته بالمغرب، واستفدت منه كثيراً.

ومن فوائد الشريف المذكور أنه قال فيما جاء من الحديث في صفة وضوء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، " فأقبل بهما وأدبر " إن أحسن الوجوه في تأويله أن يكون قدم الإقبال تفاؤلاً، ثم فسر بعد ذلك على معنى أدبر وأقبل، قال: والعرب تقدم بكلامها ألفاظاً على ألفاظ أخرى، وتلتزمه في بعض المواضع، كقولهم: قام وقعد ولا تقول: قعد وقام، وكذلك أكل وشرب، ودخل وخرج، وعلى هذا النمط كلام العرب، فتكون هذه المسألة من هذا، قال: ويؤيد ما قلناه - وهو موضع النكتة - تفسيره لأقبل وأدبر في باقي الحديث على معنى أدبر ثم أقبل، ولو كان اللفظ على ظاهره لم يحتج إلى تفسير؛ انتهى.

وحدث رحمه الله تعالى عن جده لأمه قال: كنت بالمشرق، فدخلت على بعض القرائين، فألفيت الطلب يعربون عليه قول امرئ القيس(3):

كأن أبانا في أفانين ودقه ... كبير أناس في بجاد مزمل (4)

فأنشد ولا أدري هل هي له أو لغيره:

إذا ما الليالي جاورتك بساقط ... وقدرك مرفوع فعنه ترحل

ألم تر ما لاقاه في جنب جاره ... كبير أناس في بجاد مزمل

وكان بعض الناس ينشد في هذا المقصد قول الآخر:

عليك بأرباب الصدور، فمن غدا ... مضافاً لأرباب الصدور تصدراً

190

وإياك أن ترضى بصحبة ساقط ... فتنحط قدراً من علاك وتحقرا

فرفع أبو من ثم خفض مزمل ... يبين قولي مغرياً ومحذراً

 

وهذا معنى قول الشاعر:

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ... ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

وما أحسن قول أبي بحر صفوان بن إدريس المرسي رحمه الله تعالى:

 

إنا إلى الله من أناس ... قد خلعوا لبسة الوقار

جاورتهم فانخفضت هوناً ... يا رب خفض على الجوار

ومن نظم الشريف رحمه الله تعالى:

وأحور زان خديه عذار ... سبى الألباب منظره العجاب

أقول لهم وقد عابوا غرامي ... به إذا لاح للدمع انسكاب

أبعد كتاب عارضه يرجى ... خلاص لي وقد سبق الكتاب

ومن الغريب في توارد الخواطر ما وجد بخط الأديب أبي القاسم ابن جزي الكلي رحمهما الله تعالى - وسيأتيان - ما معناه: قلت هذه القطعة:

ومعسول اللمى عادت عذاباً ... على قلبي ثناياه العذاب

وقد كتب العذار بوجنتيه ... كتاباً حظ قارئه اكتئاب

وقالوا لو سلوت فقلت خيراً ... وأنى لي وقد سبق الكتاب؟

ثم عرضتها على شيخنا القاضي أبي القاسم الشريف بعد نظمها بمدة يسيرة فقال لي: قد نظمت هذا المعنى بالعروض والقافية في هذه الأيام اليسيرة، وأنشدني:

                             وأحور زان خديه عذار

الأبيات السابقة.

 

191

وهذا يقع كثيراً، ومنه ما وقع لابن الرقام حيث قال: من شعر عمي قوله:

جل في البلاد تنل عزاً وتكرمة ... في أي أرض فكن تبلغ مناك بها

جل الفوائد بالأسفار مكتسب ... والله قد قال " فامشوا في مناكبها "

فقال له الفقيه ابن حذلم: مثل هذا وقع لأبي حيان إذ قال:

يا نفس ما لك تهوين الإقامة في ... أرض تعذر كل من مناك بها

أما تلوت وعجز المرء منقصة ... في محكم الوحي " فامشوا في مناكبها "

فحصل العجب من هذا الاتفاق الغريب.

ونقلت ممن نقل من خط الفقيه محمد بن علي بن الصباغ العقيلي ما صورته: كان الشريف الغرناطي - رحمه الله تعالى - آية زمانه، وأزمة البيان طوع بنانه، له شرح المقصورة القرطاجية أغرب ما تتحلى به الآذان، وأبدع ما ينشرح له الجنان، إلى العقل الذي لا يدرك، والفضل الذي حمد منه المسلك. حدثني بنادرة جرت بينه وبين مولاي الوالد من أثق به من طلبة الأندلس وأعلامها قال: دخل والدك يوماً لأداء الشهادة عنده، فوجد بين يديه جماعة من الغزاة يؤدون شهادة، فسمع القاضي منهم، وقال لهم: هل من يعرفكم فقالوا: نعم، يعرفنا علي الصباغ، فقال القاضي: أتعرفهم يا أبا الحسن فقال له: نعم يا سيدي، معرفة محمد بن يزيد، فما أنكر عليه شيئاً بل قال لهم: عرف الفقيه أبو الحسن ما عنده، فانظروا من يعرف معه رسم حالكم، فانصرفوا راضين، ولم يرتهن والدي في شيء من حالهم، ولا كشف القاضي لهم ستر القضية.

قال محمد بن علي بن الصباغ: أما قول والدي " معرفة محمد بن يزيد " فإشارة إلى قول الشاعر (5):

192

أسائل عن ثمالة كل حي ... فكلهم يقول وما ثماله

فقلت: محمد بن يزيد منهم ... فقالوا: الآن زدت بهم جهالة

فتفطن القاضي رحمه الله تعالى لجودة ذكائه إلى أنه لم يرتهن في شيء من معرفتهم، ممتنعاً من إظهار ذلك بلفظه الصريح، فكنى واكتفى بذكاء القاضي الصحيح، رحمهما الله تعالى؛ انتهى.

ومن فوائد الشريف ما حكاه عنه تلميذه الإمام النظار أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى، ونصه: قال لي الشيخ القاضي الكبير أبو القاسم الحسني يوماً وقد جرى ذكر حتى التي للابتداء، وأن معناها التي يقع بعدها الكلام سواء كان ذلك متعلقاً بما قبلها لم يتم دونه أو لا، بل لا يكون الأمر إلا كذلك، قال: وقد حدثني بعض الأصحاب أنه سمع رجلاً يصلي أشفاع رمضان، فقرأ من سورة الكهف إلى قوله تعالى " ثم أتبع سبباً " فوقف هنالك، وركع وسجد، قال: فظننت أنه نسي ما بعد ثم ركع وسجد حتى يتذكر بعد ذلك ويعيد أول الكلام، فلما قام من السجود ابتدأ القراءة بقوله " حتى إذا بلغ " فلما أتم الصلاة قلت له في ذلك، فقال: أليست حتى الابتدائية قال القاضي الشريف المذكور: فيجب أن يفهم أن الاصطلاح في حتى وفي غيرها من حروف الابتداء ما ذكر؛ انتهى.

 

وقال الشاطبي: أنشدني أبو محمد ابن حذلم لنفسه:

شأن المحبين في أشجانهم عجب ... وحالتي بينهم في الحب أعجبها

قد كنت أبعث من ريح الصبا رسلاً ... تأتي فتطفئ أشواقي فتذهبها

والآن أرسل دمعي إثرها ديماً ... فتلتظي نار وجدي حين أسكبها

فاعجب لنار اشتياق في الحشا وقفت ... ألريح (6) تذهبها والماء يلهبها

 

193

ثم قال الشاطبي ما نصه: أخذ هذا المعنى فتممه، من قطعة أنشدناها شيخنا القاضي أبو القاسم الشريف رحمه الله تعالى عليه؛ أذكر الآن آخر بيت منها وهو:

يا من رأى النار إن تطفأ مخالفة ... فبالرياح، وإن توقد فبالماء

وأخذ عن الشريف المذكور رحمه الله تعالى جماعة غير لسان الدين، من أشهرهم العلامة النظار أبو إسحاق الشاطبي، والوزير الكاتب أبو عبد الله ابن زمرك.

قال حفيد السلطان الغني بالله بن الأحمر رحمه الله تعالى في حق ابن زمرك: إنه كان يتردد الأعوام العديدة إلى قاضي الجماعة أبي القاسم الشريف، فأحسن الإصغاء، وبذ الأئمة البلغاء، بما أوجب أن رثاه عند الوقوف على قبره بالقصيدة الفريدة التي أولها:

أغرى سراة الحي بالإطراق

وقال في موضع آخر (7) : ومما بذ به - يعني ابن زمرك - سبقاً وتبريزاً، وعرضه على نقدة البيان فرأت منه كل مذهبة خلصت إبريزاً، مرثيته للقاضي المعظم الشريف أبي القاسم الحسني من شيوخه، وهي:

أغرى سراة الحي بالإطراق ... نبأ أصم مسامع الآفاق

أمسى به ليل الحوادث داجياً ... والصبح أصبح كاسف الإشراق

فجع الجميع بواحد جمعت له ... شتى العلا ومكارم الأخلاق

هبوا لحكمكم الرصين فإنه ... صرف القضاء فماله من واق

نقش الزمان بصرفه في صفحة ... كل اجتماع مؤذن بفراق

ماذا ترجي من زمانك بعدما ... علق الفناء بأنفس الأعلاق

 

194

من تحسد السبع الطباق علاءه ... عالوا عليه من الثرى بطباق

إن المنايا للبرايا غاية ... سبق الكرام لخصها بسباق

لما حسبنا أن تحول أبؤساً ... كشفت عوان حروبها عن ساق

ما كان إلا البدر طال سراره ... حتى رمته يد الردى بمحاق

أنف المقام مع الفناء نزاهة ... فنوى الرحيل إلى مقام باق

عدم الموافق في مرافقة (8) الدنا ... فنضى (9) الركاب إلى الرفيق الباقي

أسفاً على ذاك الجلال تقلصت ... أفياؤه وعهدن خير رواق

يا آمري بالصبر، عيل تصبري ... دعني عدتك لواعج الأشواق

وذر اليراع تشي بدمع مدادها ... وشي القريض يروق في الأوراق

واحسرتا للعلم أقفز ربعه ... والعدل جرد أجمل الأطواق

ركدت رياح المعلوات لفقدها ... كسدت به الآداب بعد نفاق

كم من غوامض قد صدعت بفهمها ... خفيت مداركها على الحذاق

كم قاعد في البيد بعد (10) قعوده ... قعدت به الآمال دون لحاق

لمن الركائب بعد بعدك تنتضى ... ما بين شام ترتمي وعراق

تفلي الفلا بمناسم مفلولة ... تسم الحصى بنجيعها الرقراق

كانت إذا اشتكت الوجى وتوقفت ... يهفو نسيم ثنائك الخفاق

فإذا تنسمت الثناء أمامها ... مدت لها الأعناق في الإعناق

يا مزجي البدن القلاص خوافقاً ... رفقاً بها فالسعي في إخفاق

مات الذي ورث العلا عن معشر ... ورثوا تراث المجد باستحقاق

رفعت لهم رايات كل جلالة ... فتميزوا في حلبة السباق

195

علم الهداة وقطب أعلام النهى (11) ... حرم العفاة المجتنى الأرزاق

رقت سجاياه وراقت مجتلى ... كالشمس في بعد وفي إشراق

كالزهر في لألائه، والبدر في ... عليائه، الزهر في الإبراق

مهما مدحت سواه قيد وصفه ... وصفاته حمد على الإطلاق

يا وارثاً نسب النبوة جامعاً ... في العلم والأخلاق والأعراق

يا ابن الرسول وإنها لوسيلة ... يرقى بها أوج المصاعد راقي

ورد الكتاب بفضلكم وكمالكم ... فكفى ثناء الواحد الخلاق

مولاي إني في علاك مقصر ... قد ضاق عن حصر النجوم نطاقي

ومن الذي يحصي مناقب مجدكم (12) ... عد الحصى والرمل غير مطاق

يهني قبوراً زرتها فلقد ثوت ... منا مصون جوانح وحداق

خط الردى منها سطوراً نصها: ... لا بد أنك للفناء ملاق

ولحقت ترجمة الكتاب وصدره ... وفوائد المكتوب في الإلحاق

كم من سراة في القبور كأنهم ... في بطنها در ثوى بحقاق

قل للسحاب اسحب ذيولك نحوه ... والعب بصارم برقك الخفاق

أودى الذي غيث العباد بكفه ... يزري بواكف غيثك الغيداق

إن كان صوبك بالمياه فدرها ... در يروض ماحل الإملاق

بشر كثير نقد نعوا لما نعي ... قاضي القضاة وغاب في الأطباق

ألبستهم ثوب الكرامة ضافياً ... وأرحت من كد ومن إرهاق

يتفيأون ظلال جاهك كلما ... لفحت سموم الخطب بالإحراق

عدموا المرافق في فراقك وانطوى ... عنهم بساط الرفق والإرفاق

رفعوا سريرك خافضين رؤوسهم ... ما منهم إلا حليف سياق (13)

 

196

لكن مصيرك للنعيم مخلداً ... كان الذي أبقى على الأرماق

ومن العجائب أن يسرى بحر الندى ... طود الهدى يسري على الأعناق

إن يحملوك على الكواهل طالما ... قد كنت محمولاً على الأحداق (14)

أو يرفعوك على العواتق طالما ... رفعت ظهر منابر وعتاق

ولئن رحلت إلى الجنان فإننا ... نصلى بنار الوجد والأشواق

لو كنت تشهد حزن من خلفته ... لثنى (15) عنانك كثرة الإشفاق

إن جن ليل جن من فرط الأسى ... وسوى كلامك ما له من راق

فابعث خيالك في الكرى يبعث به ... ميت السرور لثاكل مشتاق

أغليت يا رزء التصبر مثلما ... أرخصت در الدمع في الآماق

إن يخلف الأرض الغمام فإنني ... أسقي الضريح بدمعي المهراق

وكانت وفاة الشريف المذكور سنة إحدى وستين وسبعمائة.

قال ابن الخطيب القسمطيني (16) في وفياته: وفي هذه السنة - يعني سنة 761 - توفي شيخنا قاضي الجماعة بغرناطة حرسها الله تعالى أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني، وكتب لي بالإجازة العامة بعد التمتع بمجلسه، وله شعر مدون سماه " جهد المقل " (17) وله الشرح على الخزرجية في العروض، وأقدم عليها بعد أن عجز الناس عن فكها، وكان إماماً في الحديث والفقه والنحو، وهو على

 

197

الجملة ممن يحصل الفخر بلقاءه، ولم يكن أحد بعده مثله بالأندلس؛ انتهى.

وقال في الإحاطة إن مولد الشريف كان سنة سبع وتسعين وستمائة، وأن وفاته سنة ستين وسبعمائة، وفي وفاته مخالفة لما تقدم، والله أعلم.

وما أحسن قول الشريف أبي القاسم المترجم به:

حدائق أنبتت فيها الغوادي ... دروب النور رائقة البهاء

فما يبدو بها النعمان إلا ... نسبناه إلى ماء السماء

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ترجمة الشريف السبتي (الشهير بالغرناطي) في الإحاطة 2: 129 ومقدمة رفع الحجب المستورة، والديباج: 290 والمرقبة العليا: 171.

(2) الخزرجية قصيدة للخزرجي في العروض، وشرح الشريف عليها يسمى " رياضة الأبي في شرح قصيدة الخزرجي ".

(3) ديوان أمرئ القيس: 25.

(4) شبه الجبل " أبانا " بالرجل الكبير المزمل في بجاد؛ والبجاد: كساء مخطط، وقيل في مزمل إنها مخفوضة على الجوار وحقها الرفع ولذلك قال في البيت التالي " ألم تر ما لاقاه في جنب جاره ".

(5) انظر نور القبس: 331 حيث يقال إن البيتين لعبد الصمد بن المعذل في هجاء المبرد، وقيل بل هما للمبرد نفسه، أراد أن يثبت لنفسه نسبا.

(6) ق: النار.

(7) يعني في كتابه الذي ألفه في ابن زمرك، انظر أزهار الرياض 2: 160 حيث تجد هذه المرثية.

(8) ص: عدم المرافق في موافقة؛ ق: موافقة.

(9) الأزهار: فثنى.

(10) الأزهار: فوق.

(11) الأزهار: أعلام الورى.

(12) الأزهار: فضلكم.

(13) السياق: نزع الروح.

(14) سقط هذا العجز وصدر البيت التالي من ق.

(15) ص ق: أثنى.

(16) نسبة إلى قسمطينة أو قسنطينة (بالنون) من مدن الجزائر؛ وابن الخطيب القسمطيني هو الإمام العلامة المسند المؤرخ أبو العباس أحمد بن حسن الشهير بابن الخطيب ويعرف أيضا بابن منقذ (توفي سنة 810) ومن مؤلفاته: كتاب أنس الفقير في ترجمة الشيخ أبي مدين وأصحابه وطبقته (ط. الرباط 1965) والوفيات التي جعلها خاتمة على شرحه لقصيدة ابن فرح في مصطلح الحديث. (راجع فهرست الفهارس 2: 323 ونيل الابتهاج: 57 قال: ذكره الونشريسي في وفياته) .

(17) قال لسان الدين في الإحاطة عند الحديث عن شعر الشريف " واقتنيت منه جزءا خصني به سماه جهد المقل ... ".

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.