المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نونية ابن الخطيب  
  
2260   09:40 صباحاً   التاريخ: 2023-12-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص: 32-40
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016 2396
التاريخ: 21-4-2022 1748
التاريخ: 2024-01-13 366
التاريخ: 2024-02-22 289

نونية ابن الخطيب

ولصاحب الترجمة لسان الدين ابن الخطيب قصيدة طنانة بهذا الوزن والقافية، مدح بها السلطان أبا سالم المريني حين فتح تلمسان، وقد رأيت إيرادها في هذا الباب، لما اشتمل عليه آخرها من شرح أمر الاغتراب، الذي حير الألباب، وللمناسبة أسباب، لا تخفى على من له فكر مصيب، وكل غريب للغريب نسيب، وهي (1) :

أطاع لساني في مديحك إحساني ... وقد لهجت نفسي بفتح تلمسان

فأطلعتها تفتر عن شنب المنى ... وتسفر عن وجه من السعد حياني (2)

كما ابتسم النوار عن أدمع الحيا ... وجف بخد الورد عارض نيسان

كما صفقت ريح الشمال شمولها ... فبان ارتياح السكر في غصن البان

تهنيك بالفتح الذي معجزاته ... خوارق لم تذخر سواك لإنسان

خففت إليها والجفون ثقيلة ... كما خف شثن الكف من أسد خفان

وقدت إلى الأعداء فيها مبادراً ... ليوث رجال في مناكب عقبان

تمد بنود النصر منهم ظلالها ... على كل مطعام العشيات مطعان

جحاجحة (3) غر الوجوه كأنما ... عمائمهم غيها معاقد تيجان

أمدك فيها الله بالملإ العلا ... فجيشك، مهما حقق الأمر، جيشان

 

32

لقد جُليت منك البلاد لخاطب ... لقد جنيت منك الغصون إلى جاني

لقد كست الإسلام بيعتك الرضى ... وكانت على أهليه بيعة رضوان

ولله من ملك سعيد ونصبة ... قضى المشتري فيها بعزلة كيوان

وسجل حكم العدل بين بيوتها ... وقوفاً مع المشهور من رأي يونان

فلم تخش سهم القوس صفحة بدرها ... ولم تشك فيها الشمس من بخس ميزان

ولم يعترض مبتزها قطع قاطع ... ولا نازعت نوبهرها كف عدوان (4)

تولى اختيار الله حسن اختيارها ... فلم يحتج الفرغان فيها لفرغان

ولا صرفت فيها دقائق نسبة ... ولو خفقت فيها طوالع بلدان

وجوه القضايا في كمالك شأنها ... وجوب إذا خصت سواك بإمكان

ومن قاس منك الجود بالبحر والحيا ... فقد قاس تمويهاً قياس سفسطاني

وطاعتك العظمى بشارة رحمة ... وعصيانك المحذور نزغة شيطان

وحبك عنوان السعادة والرضى ... ويعرف مقدار الكتاب بعنوان

ودين الهدى جسم وذاتك روحه ... وكم وصلة ما بين روح وجثمان

تضن بك الدنيا ويحرسك العلا ... كأنك منها بين لحظ وأجفان

بنيت على أساس أسلافك العلا ... فلا هدم المبنى ولا عدم الباني

وصاحت بك العليا فلم تك غافلاً ... ونادت بك الدنيا فلم تك بالواني

ولم تك في خوض البحار بهائب ... ولم تك في نيل الفخار بكسلان

لقد هز منك العزم لما انتضيته ... ذوائب رضوى أو مناكب ثهلان

ولله عينا من رآها محلة ... هي الحشر لا تحصى بعد وحسبان

وتنور عزم فار في إثر دعوة ... يعم الأقاصي والأداني بطوفان

عجائب أقطار، ومألف شارد ... وأفلاذ آفاق، وموعد ركبان

إذا ما سرحت اللحظ في عرصاتها ... تبلد منك الذهن في العالم الثاني

جنى حان والنصر العزيز اهتصاره ... إذا انتظمت بالقلب منها جناحان

 

33

فمن سحب لاحت بها شهب القنا ... ومن كثب بيض بدت فوق كثبان

مضارب في البطحاء بيض قبابها ... كما قلبت للعين أزهار سوسان

وما إن رأى الراءون في الدهر قبلها ... قرارة عز في مدينة كتان

تفوت التفات الطرف حال اقتبالها ... كأنك قد سخرت جن سليمان

فقد أطرقت من خوفها كل بيعة ... وطأطأ من إجلالها كل إيوان

وقد ذعرت خولان بين بيوتها ... غداة بدت منها البيوت بخولان

فلو رميت مصر بها وصعيدها ... لأضحت خلاء بلقعاً بعد عمران

ولو يممت سيف بن ذي يزن ... لما تقرر ذاك السيف في غمد غمدان

تراع بها الأوثان في أرض رومة ... إذا خيمت شرقاً على طرق أوثان

وتجفل إجفال النعامى ببرقة ... ليوث الشرى ما بين ترك وعربان

وعرضاً كيوم العرض أذهل هوله ... عياني، وأعياني تعدد أعيان

وجيشاً كقطع الليل للخيل تحته ... إذا صهلت مفتنة رجع ألحان

فيومض من بيض الظبى ببوارق ... ويقذف من سمر الرماح بشهبان

ويمطر من ودق السهام بحاصب ... سحائبه من كل عوجاء مرنان

وجرداً إذا ما ضمرت يوم غاية ... تعجبت من ريح تقاد بأرسان

تسابق ظلمان الفلاة بمثلها ... وتذعر غزلان الرمال بغزلان

ودون مهب العزم منك قواضب ... أبى النصر يوماً أن تلم بأجفان

نظرت إليها والنجيع لباسها ... فقلت: سيوف أم شقائق نعمان

تفتح ورداً خدها حين جردت ... ولا ينكر الأقوام خجلة عريان

كأن الوغى نادت بها لوليمة ... قد احتفلت أوضاعها منذ زمان

فإن طعمت بالنصر كان وضوءها ... نجيعاً ووافاها الغبار بأشنان

لقد خلصت لله منك سجية ... جزاك على الإحسان منك بإحسان

فسيفك للفتح المبين مصاحب ... وعزمك والنصر المؤزر إلفان

فرح واغد للرحمن تحت كلاءة ... وسرحان في غاب العدا كل سرحان

 

34

ودم والمنى تدني إليك قطافها ... ميسر أوطار ممهد أوطان

وكن واثقاً بالله مستنصراً به ... فسلطانه يعلو على كل سلطان

كفاك العدا كاف لملكك كافل ... فضدك نضو ميت بين أكفان

رضى الوالد المولى أبيك عرفته ... وقد أنكر المعروف من بعد عرفان

فكم دعوة أولاك عند انتقاله ... إلى العالم الباقي من العالم الفاني

فعرفت في السراء نعمة منعم ... وألحفت في الضراء رحمة رحمان

عجبت لمن يبغي الفخار بدعوة ... مجردة من غير تحقيق برهان

وسنة إبراهيم في الفخر قد أتت ... بكل صحيح عن علي وعثمان

ومن مثل إبراهيم في ثبت موقف ... إذا ما التقى في موقف الحرب صفان

إذا هم لم يلفت بلحظة هائب ... وإن من لم ينفث بلفظة منان

فصاحة قس في سماحة حاتم ... وإقدام عمرو تحت حكمة لقمان

شمائل ميمون النقيبة أروع ... له قصبات السبق في كل ميدان

محبته فرض على كل مسلم ... وطاعته في الله عقدة إيمان

هنيئاً أمير المسلمين بنعمة ... حبيت بها من مطلق الجود منان

لزينت أجياد المنابر بالتي ... أتاح لها الرحمن في آل زيان

قلائد فتح هن لكن قدرها ... ترفع أن يدعى قلائد عقيان

أمولاي، حبي في علاك وسيلتي ... ولطفك بي دأباً بمدحك أغراني

أياديك لا أنسى على بعد المدى ... نعوذ بك اللهم من شر نسيان

فلا جحد ما خولتني من سجيتي ... ولا كفر نعماك العميمة من شاني

ومهما تعجلت الحقوق لأهلها ... فإنك مولاي الحقيق وسلطاني

وركني الذي لما نبا بي منزلي ... أجاب ندائي بالقبول وأواني

وعالج أيامي وكانت مريضة ... بحكمة من لم ينتظر يوم بحران

فأمنني الدهر الذي قد أخافني ... وجدد لي السعد الذي كان أبلاني

 

35

وخولني الفضل الذي هو أهله ... وشيكاً وأعطاني فأفعم أعطاني (5)

تخونني صرف الحوادث فانثنى ... يقبل أرداني، ومن بعد أرداني

وأزعجني من منشئي ومبوئي ... ومعهد أحبابي ومألف جيراني

بلادي التي فيها عقدت تمائمي ... وجم (6) بها وفري وجل بها شاني

تحدثني عنها الشمال فتنثني ... وقد عرفت مني شمائل نشوان

وآمل أن لا أستفيق من الكرى ... إذا الحلم (7) أوطاني بها ترب أوطاني

تلون إخواني علي وقد جنت ... علي خطوب جمة ذات ألوان

وما كنت أدري قبل أن يتنكروا ... بأن خواني كان مجمع خواني

وكانت، وقد حم القضاء، صنائعي ... علي بما لا أرتضي شر أعواني

فلولاك بعد الله يا ملك العلا ... وقد فت ما ألفيت من يتلافاني

تداركت مني بالشفاعة منعماً ... بريئاً رماه الدهر في موقف الجاني

فإن عرف الأقوام حقك وفقوا ... وإن جهلوا باءوا بصفقة خسران

وإن خلطوا عرفاً بنكر وقصروا ... وزنت بقسطاس قويم وميزان

وحرمة هذا اللحد يأبى كمالها ... هضيمة رد أو حطيطة نقصان

وقد نمت عن أمري ونبهت همة ... تحدق من علو إلى صرح هامان

إذا دانت الله النفوس وأملت ... إقالة ذنب أو إنالة غفران

فمولاك يا مولاي قبلة وجهتي ... وعهدة إسراري وحجة إعلاني

وقفت على مثواه نفسي قائماً ... بترديد ذكر أو تلاوة قرآن

ولو كنت أدري فوقها من وسيلة ... إلى ملكك الأرضى لشمرت أرداني

وأبلغت نفسي جهدها غير أنني ... طلابي ما بعد النهاية أعياني

قرأت كتاب الحمد فيك لعاصم ... فصح أدائي واقتدائي وإتقاني

36

فدونكها من بحر فكري لؤلؤاً ... يفصل من حسن النظام بمرجان

وكان رسول الله بالشعر يعتني ... وكم حجة في شعر كعب وحسان

ووالله ما وفيت قدرك حقه ... ولكنه وسعي ومبلغ إمكاني

رسالة لسان الدين إلى أبي سالم

وكتب لسان الدين رحمه الله قبل هذه القصيدة نثرا ًمن إنشائه يخاطب به السلطان أبا سالم المذكور، وذلك أنه ورد على لسان الدين وهو بشالة سلا كتاب السلطان المذكور بفتح تلمسان، وكان وروده يوم الخميس سابع عشر شعبان عام واحد وستين وسبعمائة، ونص ما كتب به لسان الدين:

مولاي فتاح الأقطار والأمصار، فائدة الأزمان والأعصار، أثير هبات الله الآمنة من الاعتصار، قدوة أولي الأيدي والأبصار، ناصر الحق عند قعود الأنصار، مستصرخ الملك الغريب من وراء البحار، مصداق دعاء الأب (8) المولى في الأصائل والأسحار، أبقاكم الله سبحانه لا تقف إيالتكم عند حد، ولا تحصى فتوحات الله تعالى عليكم بعد، ولا تفيق أعداؤكم من كد، ميسراً على مقامكم ما عسر على كل أب كريم وجد، عبدكم الذي خلص إبريز عبوديته لملك ملككم المنصور، المعترف لأدنى رحمة من رحماتكم بالعجز عن شكرها والقصور، الداعي إلى الله سبحانه أن يقصر عليكم سعادة العصور، ويذلل بعز طاعتكم أنف الأسد الهصور، ويبقي الملك في عقبكم وعقب عقبكم إلى يوم ينفخ فيه الصور، فلان من الضريح المقدس بشالة، وهو الذي تعددت على المسلمين حقوقه، وسطع نوره وتلألأ شروقه، وبلغ مجده السماء لما سبقت فروعه ووشجت عروقه، وعظم ببيوتكم فخره فما فوق البسيطة فخر يفوقه، حيث الجلال قد رست هضابه، والملك قد كسيت بأستار الكعبة الشريفة قبابه، والبيت العتيق قد ألحفت الملاحف الامامية أثوابه، والقرآن العزيز ترتل أحزابه.

37

والعمل الصالح يرتفع إلى الله ثوابه، والمستجير يخفي بالهيبة سؤاله فيجهر بنعرة العز جوابه، وقد تفيأ من أوراق الذكر الحكيم حديقة، وخميلة أنيقة، وحط بجودي الجود نفساً في طوفان العز غريقة، والتحف رفرف الهيبة التي لا تهتدي النفس فيها إلا بهداية الله تعالى طريقة، واعتز بعزة الله وقد توسط جيش الحرمة المرينية حقيقة، إذ جعل المولى المقدس المرحوم أبا الحسن مقدمة وأباه وجده سيقة، يرى بركم بهذا اللحد الكريم قد طنب عليه من الرضى فسطاطاً، وأعلق به يد العناية المرينية اهتماماً واغتباطاً، وحرر له أحكام الحرمة نصاً جلياً واستنباطاً، وضمن له حسن العقبى التزاماً واشتراطاً، وقد عقد البصر بطريقة رحمتكم المنتظرة المرتقبة، ومد اليد إلى لطائف شفاعتكم التي تتكفل بعتق المال كما تكفلت بعتق الرقبة، وشرع في المراح بميدان نعمتكم بعد اقتحام هذه العقبة، لما شنفت الأذن البشرى التي لم يبق طائر إلا سجع بها وصدح، ولا شهاب دجنة إلا اقتبس من نورها واقتدح، ولا صدر إلا انشرح، ولا غصن عطف إلا مرح، بشرى الفتح القريب، وخبر النصر الصحيح الحسن الغريب، فتح تلمسان الذي قلد المنابر عقود الابتهاج، ووهب الإسلام منيحة النصر غنية عن الانتهاج، وألحف الخلق ظلاً ممدوداً، وفتح باب الحج وكان مسدوداً، وأقر عيون أولياء الله الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً، وأضرع بسيف الحق جباهاً أبية وخدوداً، وملككم حق أبيكم الذي أهان عليه الأموال، وخاض من دونه الأهوال، وأخلص فيه الضراعة والسؤال، من غير كد يغمز عطف المسرة، ولا جهد يكدر صفو النعم الثرة، ولا حصر ينفض به المنجنيق ذؤابته، ويظهر بتكرار الركوع إنابته.

فالحمد لله الذي أقال العثار، ونظم بدعوتكم الانتثار، وجعل ملككم يجدد الآثار، ويأخذ الثار، والعبد يهنئ مولاه، بما أنعم الله تعالى به عليه وأولاه، فإذا أجال العبيد قداح السرور فللعبد المعلى والرقيب، وإذا استهموا حظوظ الجذل فلي القسم الوافر والنصيب، وإذا اقتسموا فريضة شكر الله فلي الحظ

 

38

والتعصيب، لتضاعف أسباب العبودية قبلي، وترادف النعم التي عجز عنها قولي وعملي، وتقاصر في ابتغاء مكافأتها وجدي وإن تطاول أملي، فمقامكم المقام الذي نفس الكربة، وآنس الغربة، ورعى الوسيلة والقربة، وأنعش الأرماق، وفك الوثاق، وأدر الأرزاق، وأخذ على الدهر بالاستقالة العهد والميثاق.

وإن لم يباشر العبد اليد العالية بهذا الهناء، ويمثل بين يدي الخلافة العظيمة السنا والسناء، ويمد بسبب اليد إلى تلك السماء، فقد باشر به اليد التي يحن مولاي لتذكر تقبيلها، ويكمل فروض المجد بتوفية حقوقها الأبوية وتكميلها، ووقفت بين يدي ملك الملوك الذي أجال عليها القداح، ووصل في طلب وصالها بالمساء الصباح، وكان فتحه إياها أبا عذرة الافتتاح، وقلت: يهنيك يا مولاي رد ضالتك المنشودة، وجبر لقطعتك المعرفة المشهودة، ورد أمتك المودودة، فقد استحقها وارثك الأرضى، وسيفك الأمضى، وقاضي دينك، وقرة عينك، مستنقذ دارك من يد غاصبها، وراد رتبتك إلى مناصبها، وعامر المثوى الكريم، وساتر الأهل والحريم. مولاي: هذه تلمسان قد طاعت، وأخبار الفتح على ولدك الحبيب إليك قد شاعت، والأمم إلى هنائه قد تداعت، وعدوك وعدوه قد شردته المخافة، وانضاف إلى عرب الصحراء فخفضته الإضافة، وعن قريب تتحكم فيه يد احتكامه، وتسلمه السلامة إلى حمامه، فلتطب يا مولاي نفسك، وليستبشر رمسك، فقد نمت بركتك وزكا غرسك، نسأل الله أن يورد على ضريحك من أنباء نصره ما تفتح له أبواب السماء قبولا، ويترادف إليك مدداً موصولاً، وعدداً آخرته خير لك من الأولى، ويعرفه بركة رضاك ظعناً وحلولا، ويضفي عليك منه ستراً مسدولا.

ولم يقنع العبد بخدمة النثر، حتى أجهد القريحة التي ركضها الدهر فأنضاها، واستشفها الحادث الجلل فتقضاها، فلفق من خدمة المنظوم ما يتغمد حلمكم تقصيره، ويكون إغضاؤكم إذا لقي معرة العتب وليه ونصيره، وإحالة مولاي

 

39

على الله في نفسي جبرها، ووسيلة عرفها مجده فما أنكرها، وحرمة بضريح مولاي والده شكرها، ويطلع العبد منه على كمال أمله، ونجح عمله، وتسويغ مقترحه وتتميم جذله:

أطاع لساني في مديحك إحساني ... إلى آخر القصيدة التي تقدمت.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مطلعها وبعض أسطر من الرسالة التالية في أزهار الرياض 1: 286.

(2) ق ص: حنان.

(3) الجحاجحة: السادة.

(4) المبتز: الكوكب الذي له حظوظ كثيرة؛ والنوبهر: تاسع البروج.

(5) الأعطان: جمع عطن، يعني الساحة، وأفعم: ملأ.

(6) جم: كثر وطال.

(7) ص: الحكم.

(8) في الأصول: الأدب؛ والمعنى أنه صدق فيه دعاء أبيه أبي الحسن.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف