إن سيرورة تكوين حمض الكبريت أكثر تعقيداً من سيرورة تكوين حمض النتروجين. فسلسلة التفاعل يمكن أن تبتدئ بطيف واسع من مركبات الكبريت المختزلة والمؤكسدة جزئياً ذات المنشأ الطبيعي بمعظمها. ويحتوي كبريتيد الهدروجين وكبريتيد الكربونيل وثنائي كبريتيد الكربون ومركابتان المثيل methyl mercaptan وكبريتيد
ثنائي المثيل وثنائي كبريتيد ثنائي الميثيل على الكبريت في أدنى حالة أكسدته (2-)  .

وتنطلق هذه المركبات من المحيطات ومن التربة في ظروف اختزال نتيجة لسيرورات حيوية مكروية متنوعة، سوف نناقش بعض سمات تكوينها في الفصل الخامس عشر. وتعزز درجات الحرارة العالية الأنشطة الحيوية المكروية، ولذا يكون انبعاث مركبات الكبريت المختزلة كبيراً في المناطق المدارية على وجه الخصوص.
وبعد وصول مركبات الكبريت إلى الجو مباشرة تبدأ سلسلة التفاعلات. ويتأكسد كبريتيد الهدروجين وثنائي كبريتيد الكربون وكبريتيد الكربونيل بواسطة الهدروكسيل معطية جذر التيونيل (thionyl (SH بوصفه ناتجاً أولياً:

ومن بين مركبات الكبريتيد الثلاثة، يتفاعل كبريتيد الهدروجين وكبريتيد الكربون بسرعة. أما كبريتيد الكربونيل COS الذي ينبعث مباشرة من المحيطات أو يتكون بأكسدة ثنائي كبريتيد الكربون، فهو مستقر حركياً نسبياً فيما يخص تفاعل الأكسدة 15.5.
ويؤدي المزيد من أكسدة اليونيل إلى تكوين ثاني أكسيد الكبريت:
 

وتولّد العوالق النباتية المركبة ضوئياً (phytoplankton) التي تعيش عند سطح الماء في المحيطات مقداراً كبيراً من كبريتيد ثنائي المثيل، وهو من الناحية الكمية أكثر مركبات الكبريت المُرجَعة أهمية التي تنطلق إلى الغلاف الجوي. ويتفاعل جذر الهدروكسيل مع كبريتيد ثنائي المثيل بانتزاع أو إضافة الهدروجين:
 

تتضمن نواتج الأكسدة الأخرى أكسيد كبريت ثنائي المثيل dimethylsufoxide وحمض كبريتيك الميثان methane sulfonic acid ، وقد وجد كلاهما في المعلقات الجوية فوق البحار . ويتكون أيضاً ثاني أكسيد الكبريت. إلا أن مسارات وآليات سلاسل التفاعل المعقدة تلك تتحدد حتى الآن على نحو واضح.
وبواسطة هذه السيرورات يمكن لجميع مركبات الكبريت المرجعة أن تتأكسد، وأحد نواتج الأكسدة الرئيسية هو ثاني أكسيد الكبريت الذي يتحول في النهاية إلى حمض الكبريت. وفي المناطق البعيدة عن الأنشطة البشرية، تعتبر مركبات الكبريت المرجعة المنبعثة، وخاصة كبريتيد ثنائي المثيل، المصدر الرئيسي لثاني أكسيد الكبريت الذي يُؤدي إلى فرط حموضة المعلقات والمتساقطات الجوية.
وينطلق ثاني أكسيد الكبريت أيضا بكميات كبيرة في الجو مباشرة في أثناء استخلاص الكبريت من فلزاته واحتراق الوقود الأحفوري وهذا المصدر البشري الإضافي هو الذي يؤدي إلى الحموضة الزائدة في بعض المناطق القارية التي تزدحم بالأنشطة الصناعية.