المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

القـواعد السـاكـنـة Static Rules
24-3-2021
الإمام علي (عليه السلام) والملائكة
2024-04-16
حال الوزارة في أيام المستعصم بالله
25-1-2018
Particulate Biosurfactants
10-7-2019
بقاء الاحتمال conservation of probability
22-6-2018
الاتصالات
27-4-2016


التفاوت بين الناس  
  
998   08:01 صباحاً   التاريخ: 2023-12-13
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص322ــ323
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022 1128
التاريخ: 2024-04-16 1065
التاريخ: 2023-04-10 1470
التاريخ: 2024-06-02 864

إن الاختلاف والتفاوت في التركيبة الطبيعية لخلايا جسم الإنسان إنما هو قائم بحكمة إلهية للقيام بأعمال مختلفة حفاظاً على حياة الفرد.

والتفاوت القائم في التركيبة الطبيعية للأفراد جاء بحكمة ومصلحة لتسيير مختلف الأعمال حفاظاً على الحياة الاجتماعية. فالمجتمع الذي يريد أن يبقى حياً ويحيا حياة تليق به ، عليه أن ينقاد لقانون الخلقة ويقف إلى جانب التفاوت بين تركيبة الأفراد ويستفاد من هذا التفاوت في شتى الأعمال الاجتماعية.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا ، فإذا استووا هلكوا(1).

«يقول الدكتور «كارل» : إذا اهتم المجتمع بشخصية الأفراد فإنه سيقتنع بالإجبار بعدم المساواة بينهم. فكل فرد ينبغي ان يستخدم وفقاً لمميزاته الفردية ، لأن سعادة الفرد تكمن في الانسجام فيما بينه ونوع العمل المناط به . ونحن بسعينا للمساواة بين الأفراد نكون قد قضينا على هذه المميزات التي لها أهمية بالغة. وفي مجتمعاتنا اليوم يمكن الحصول على أعمال متفاوتة كثيرة ، لذا علينا أن نقنع أنفسنا بأن هناك تفاوتاً بين ابناء البشر بدل ان نسعى لتحقيق المساواة بينهم ، وأن نسعى إلى تنمية هذه القناعة عن طرق التربية والتعليم»(2).

__________________________

(1) بحار الأنوار17، ص101.

(2) الإنسان ذلك المجهول، ص305. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.