أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-27
949
التاريخ: 2023-10-02
1148
التاريخ: 2023-11-08
949
التاريخ: 2024-09-18
239
|
وأَهَمُّ مؤلفات قسطنطين السابع سيرة جده باسيليوس الأول وإرشاداته في إدارة الدولة وقد دَوَّنَها خصيصًا لابنه ووريثه، ورسالته في الثيمات، وكتابه في التشريفات، ووصفه لكيفية نقل المنديل المقدس من الرها إلى القسطنطينية. وبين المؤلفين الذين كتبوا في ظل قسطنطين السابع: يوسف غناسيوس Genesius الذي دوَّن أخبار لاوون الخامس ولاوون السادس (813–886)، وبين الموسوعات التي أُعدت في كنف هذا الفسيلفس: أخبار القديسين لسمعان متافراستس Metaphrastes، وقاموس سويداس Suidas، وهو مُؤَلَّفٌ نفيسٌ كثيرُ الفائدة يبين معاني المفردات وأسماء الأشخاص والأشياء (1). وفي طليعة رجال العلم في القرن العاشر البطريرك نيقولاووس ميستيكوس؛ فقد خلف مائة وخمسين رسالة وَجَّهَها إلى أمير أقريطش العربي، وسمعان البلغاري، ورومانوس ليكابينوس، وعدد من الباباوات والأساقفة والرهبان. ومما جاء في رسالته إلى أمير أقريطش قوله: «الروم والعرب أعظمُ قوتين في العالم يَعْلُوَان ويَتَأَلَّقان كالشمس والقمر في السماء؛ ولذا يجبُ أَنْ نعيش إخوة على الرغم من اختلافنا في الطبائع والعادات والدين. « وعاصر باسيليوس الثاني لاوون الشماس، وشاهد حوادثَ الحرب البلغارية، فكتب عشرة كتب في حوادث السنوات (959–975) ، وذكر أشياء عن الحرب العربية. وآثاره مفيدة جدًّا لتاريخ نيقيفوروس فوقاس ويوحنا جيمسكي؛ لأنه المرجع اليوناني المعاصر الوحيد، ومن أَشْهَر مُؤَرِّخِي القرن العاشر مؤلفان مجهولان، أحدهما أَكْمَلَ تاريخ ثيوفانس والآخر ذيَّل تاريخ هامارتولوس (2)، وبين هؤلاء أيضًا لاوون النحوي وسمعان الماييستر واللوغوثيت (3). وقارب القرنُ العاشرُ النهايةَ، وتعددت الحروبُ ورافقها نصرٌ مبين، فتغنى الناسُ بالحرب وتضاءلتْ عنايتُهُم بالعلم، ومن هنا قول حنة كومنينة في القرن الثاني عشر: إن معظم الناس أعرضوا عن العلم في الفترة بين عهد باسيليوس الثاني وعهد قسطنطين مونوماخوس، وإنه لم يبقَ من يعنى به سوى أفراد قلائلُ، سهروا الليالي في طلب المعرفة على ضوء القناديل (4). وفي منتصف القرن الحادي عشر عاد بعضُ كبار العلماء وفي طليعتهم ميخائيل بسلوس إلى المطالبة بتشجيع العلم والعطف عليه، فكان لكلامهم وقعٌ في نفس الفسيلفس قسطنطين مونوماخوس فوعد خيرًا، فانقسموا فئتين، فئة تطالب بإنشاء مدرسة للفلسفة بزعامة بسلوس نفسه، وفئة تطالب بمدرسة للحقوق، واشتد الجدل في هذا الموضوع ووصل إلى الشارع، فحقق الفسيلفس طَلبتَهم في السنة 1045 بإنشاء مدرسة للحقوق ومدرسة للفلسفة (5). واشتهر ميخائيل بسلوس برسائله وبمؤلفاته في اللاهوت والفلسفة ولا سيما فلسفة أفلاطون، وفي العلوم الطبيعية، وفقه اللغة، والتاريخ، ويعتبر تاريخه أفضل المراجع لتاريخ القرن الحادي عشر (6). ويَرى رجالُ الاختصاص أَنَّ القصائد الحماسية والأهازيج الشعبية تطورت تطورًا سريعًا في العصر المقدوني، فتألقتْ بانتصاراتِ الأسرة المقدونية واعتزَّتْ بِعِزِّها، وهم يرون أيضًا أن القتال المتواصل في الجبهات الشرقية الجنوبية فسح في المجال للمغامرات الحربية وللبسالة الفردية، فهزَّ الشعراء ورجال الزجل هزًّا ودفع بهم إلى النظم والمفاخرة، وأشهر ما يُنسب إلى هذه الفترة ملحمة باسيليوس ديجينس أكريتس، وديجينس digenes لفظٌ يونانيٌّ معناه المولود من شعبين، فوالد باسيليوس كان عربيًّا مسلمًا وأُمُّهُ روميةٌ مسيحية، وأَكريتس akrites لفظٌ يونانيٌّ أيضًا معناه الذي ينتسب إلى حُدُود الدولة، وباسيليوس هذا قضى معظمَ حياته في مناطق الحدود محاربًا العرب مُغَامِرًا منتصرًا، وقد حفظت لنا ملحمتُهُ دوافعَ القتال والاستماتة (فهي في نظره الدفاع عن الأرثوذكسية وعن الروم)، كما خلدت صورًا رائعة لقلاع أسياد البر وقصورهم في آسية الصغرى (7)، ولا يزال أبناء قبرص يتغنون بأمجاد باسيليوس حتى يومنا هذا، كما لا يزال أبناء طرابزون يُشيرون إلى مثواه ويؤكدون أن زيارة قبره تحمي الصغار من الأرواح الشريرة، ولا يزال بعض رجال الاختصاص يُتابعون البحث في تاريخ هذه الملحمة، وهم يَمِيلُون إلى الاعتقاد بأنها نشأتْ أولًا حول مغامرات ديجينس في الحروب العربية في أواخرِ القرنِ الثامنِ، ثم تطورت فازدهرتْ بأمجاد الأسرة المقدونية، ويرون علاقةً متينةً بينها وبين قصة بطَّال غازي التركية وبعض نواحي ألف ليلة وليلة العربية(8)، ويلمس المؤرخ الروسي كرمزين صلةً وثيقةً بين هذه الملحمة وبعض أساطير الروس القديمة (9). بقي علينا أن نشير إلى مؤلَّفين مفيدين خلفهما ميخائيل أَتالياتس Attaliates: أولهما يتضمنُ حوادث السنوات 1034 حتى 1079، وفيه وصفٌ دقيقٌ لِمَا جَرَى في أواخر عهد المقدونيين، وهو مبنيٌّ — إلى حدٍّ كبيرٍ — على الخبرة الشخصية، والثاني موجزٌ في الحقوق وَضَعَهُ أَتالياتس للمحامين وغيرهم ممن يرغب في الاطلاع (10).
.....................................
1- Krumbacher, K., Gesch. Der Byz. Litt. 568.
2- Shestakov, S. P., Continuation of Theophanes, (Congrès International des Etudes Byzan-tines, 1929).
3- Leo the Grammarian, Symeon Magister, (Corpas Script. Hist. Byz.).
4- Anna Comnena, Alexias, V, 8; Buckler, G., Anna Comnena, 262.
5- Fuchs, F., Hohern Schulen von Konstantinopel, 24-25.
6- Psellus, Michael, Chronographia, Bibliotheca Graeca Medii Aevi, IV; French Translationby E. Renaud, in 2 Vols., Paris, 1926-1927.
7- Bury, J. B., Romances Chivalry on Greek Soil, 18-19.
8- Grégoire, H., Autour Digenes Akritas, Byzantion, 1931, 481–508, 1932, 287–320.
9- Pascal, P., Le Digenis Slave, Byzantion, 1935, 301–334.
10- Vasiliev, A. A., Byz. Emp., 371.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|