أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-09
881
التاريخ: 2023-10-03
1019
التاريخ: 2023-09-26
816
التاريخ: 2023-10-05
1281
|
ودخل الروم بعد هذا في حُكم أصهار الأسرة المقدونية، ولم يكن أصهار القرن الحادي عشر من بضاعة سلفائهم أصهار القرن العاشر، وكان رومانوس أرغيروس الثالث (1028–1034) ينتسب إلى بيت عسكري شهير مما يَسَّرَ له قيادة الجنود ولكنه لم يوفق إلى النصر — كما سنرى — وكان أول ما قام به من الأعمال أَنْ ألغى تشريع باسيليوس الثاني الذي يحمى به الفقراء وصغار الملاكين من جشع أصحاب الأملاك الكبيرة، فَطَغَى هؤلاء وتَجَبَّرُوا، وأَدَّى جشعُهُم إلى انفراط العقد وتشتيت الكلمة. وكان عند رومانوس الثالث خصيٌّ اسمه يوحنا البفلاغوني، وكان لهذا إخوةٌ أربعةٌ فرَقَّاهم الخصي وأدخل أحدهم ميخائيل في خدمة البلاط، وكان ميخائيل لا يزال في عنفوان شبابه، جميل الوجه، ساحر العينين، فتعلقت به زوية فدفعها إلى قتل الفسيلفس، فدست له السم ثم خنقته في مغطس الحمام في الحادي عشر من نيسان سنة 1034، وألبست ميخائيل البفلاغوني بدلة الملك وتوَّجته وأجلسته بجانبها وأمرت بتعظيمه، وما إن تم جلوس ميخائيل الرابع على العرش حتى قام أخوه يوحنا الخصي يستأثر بالسلطة، فحصر زوية بين نساء الحرم، وألم بأخيه ميخائيل الرابع داء النقطة فاستقل الخصي بالإدارة ورقى أقرباءَه إلى الوظائف الكبرى وعزل غيرهم من ذوي الأهلية، وانتقمت زوية من يوحنا الخصي فدست له السم، ولكنه استدرك الأمر ونجا من الموت، ولم يبطش بها محافظةً على مركز أخيه ومركزه. وكان مرض ميخائيل الرابع يزداد من يوم إلى يوم، فشعر بقرب أجله، وأنبه ضميره على فظاظة ما عمله برومانوس الثالث، فشرع يوزع الحسنات ويبني الكنائس ويعمِّد الأطفال ليكفر عن خطيئته، وزار مقام القديس ديمتريوس في ثيسالونيكية ولكنه لم ينتفع، ثم أُصيب بالاستسقاء فطلب العزلة وسيم راهبًا، وبعد قليل تُوُفي في العاشر من كانون الأول سنة 1041. (1). وكان لميخائيل الرابع ابن أخت اسمه ميخائيل القلفاطي، وكانت زوية قد تَبَنَّتْه، فلما مات ميخائيل الرابع طردت زوية أخاه يوحنا الخصي وأخويه الآخرين وتوَّجت ابنها الوضعي ميخائيل الخامس القلفاطي فسيلفسًا، ولم يبر ميخائيل الخامس بأمه زوية فنفاها إلى جزيرة من جُزُر الأمراء، وأكره البطريرك ألكسيوس على أن يذهب إلى الدير، وأساء معاملة كثيرين من أهله، فاستاء سكان العاصمة من عمله — وكانوا لا يزالون يُكنون المحبة والولاء للأسرة المالكة المقدونية — فأحضروا ثيودورة أخت زوية من الدير وخلعوا عنها ثياب الرهبنة وألبسوها الحلة الملوكية وأرجعوا أختها زوية ونادوا بهما فسيلستين، فلما رأى ميخائيل الخامس القلفاطي هياج الشعب التجأ إلى دير الأستودي هو وعمه وتَقَبَّلَا النذر، ولكن ثيودورة أمرت بمعاقبتها فسحبا من هيكل كنيسة الدير وسملت أعينهما ونُفيا (1042). (2). واجتهدت زوية بعد هذا في إبعاد أُختها ثيودورة فلم توفق إلى ذلك؛ نظرًا لموقف الشعب منها، وأَحَبَّتْ واليًا اسمه قسطنطين أرتوكليني ورغبت في الزواج منه ولكن زوجته علمت بذلك فدست له السُّمَّ فمات، وكان ميخائيل الخامس قد نفى قسطنطين مونوماخوس إلى مدلَّة لتعلق زوية به، فلما مات ميخائيل ومات أرتوكليني أحبت الفسيلسة أن تتخذ منه زوجًا لها، فلم يرضَ البطريرك عن زواج ثالث ولم يسمح به. ولكن الفسيلسة أصرت فكللها كاهن القصر في الحادي عشر من حزيران سنة 1042، وبعد أن تم لها ذلك أكرهت البطريرك على تتويج قسطنطين فسيلفسًا، ففعل، وأصبح قسطنطين مونوماخوس قسطنطين التاسع (1042–1055). (3)
....................................
1- Schlumberger, G., Op. Cit., III, 150–183, 276–278; 319–372; Bréhier, L., Byzance, Op. Cit., 242-243.
2- Psellus, M., Chronographia, I, 106; Diehl, C., Figures Byzantines, I, 268–271
3- Psellus, M., Chron. I, 122–127; Diehl, C., Op. Cit., I, 271–283; Schlumberger, G., Op. Cit., II, 392–401.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|