الماء مورد طبيعي دائم متجدد، ويوجد في الطبيعة وفقا حركة تبادلية مستمرة، بين الجو من جهة، واليابسة والمسطحات المائية من جهة أخرى، فالكمية الإجمالية المتوسطة للماء من بخار ، ومسطحات مائية، ومياه جوفية تكون ثابتة.

يتوزع الماء في الكرة الأرضية بشكل كتل جليدية، وفي المحيطات، وفي المياه الجوفية، وفي البحيرات والأنهار ، وجزء من المياه يدخل الهواء كبخار نتيجة لانتقال الطاقة الشمسية، حيث يبقى عالقاً في الهواء حتى يفقد طاقته من جديد، عندها يتساقط بشكل أمطار أو ثلوج. تعد كمية الطاقة المتبادلة لتشكل ومن ثم تكاثف بخار الماء جزءاً هاماً من النقل الطاقي الذي يوجه طقس العالم من جهة أخرى يدخل جزء كبير من المياه في بناء خلايا الأجسام الحية، ويتبادل عبر العمليات الحية مثل التركيب الضوئي والتنفس.

يلخص الجدول (1-1) الحجم الإجمالي للمعدل السنوي لدورة ماء الهطولات والتبخر. حيث يتبين أن التبخر من البحار والمحيطات يزيد على كمية الهطول هناك بحوالي 45 تريليون m، أي بنسبة 9% وتمثل هذه النسبة كمية المياه المتاحة للاستعمالات البشرية التي تتحرك دائماً من اليابسة إلى المحيطات، ضمن الجداول والأنهار، ومن المحيطات إلى الجو، محققةً بذلك التوازن في الدورة المائية، ومقدمةً بذلك الماء الإضافي للإنسان ليلبي منه احتياجاته.

نجد بذلك أن الماء في الكرة الأرضية يدخل ضمن عملية توازنية مستمرة بين التبخر والنتح، والهطول، والجريان السطحي، وحركة المياه الجوفية، لتعزز بذلك صلة الوصل بين المحيط المائي واليابسة. فجزيئة الماء H₂O لا تتفكك تحت تأثير الشروط الجوية الطبيعية، بل تتحول من طور إلى آخر.

قد تؤثر الفعاليات البشرية على دورة المياه من مثل تحويل الغابات الى أراض زراعية، وتكثيف الإنتاجية الزراعية الذي يؤدي بدوره إلى اضطرابات في النمو، ويؤثر بالتالي على عملية النتح Transpiration والمناخ الكلي. حيث تزداد نسبة الأمطار الجارية والتعرية erosion وتراكم الطمي في الجسم المائي. لتتسارع دورة المواد المغذية التي تؤدي بدورها لإخصاب المياه السطحية بالمغذيات، مما يؤدي إلى تغيير في الخواص الكيميائية وبالتالي الحيوية للجسم المائي.