المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الغلاف الغازي The Atmosphere
2024-12-01
الشكل البيضوي لدوران الأرض حول الشمس والشكل الدائري Eccentricity
2024-12-01
الآفات التي تصيب الطماطم ومكافحتها
2024-12-01
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30

اثر البراءة من حيث
28-1-2016
نشأة المدن وتطورها - مدن القرن التاسع عشر
24/9/2022
Praestol
14-9-2019
الأسماء المستحبة وأثرها / أسماء الأنبياء (عليهم السلام)
2024-10-28
العوامل التي تؤثر على معدل تحسين الابقار
2024-10-16
مستويات النمو الخلقي
30-5-2020


أول خطبة خطبها علي (عليه السلام) بالكوفة  
  
7370   03:04 مساءاً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص221-223
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

 أقبل الإمام (عليه السلام) المسجد الاعظم فصلى فيه ركعتين ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله (صلى الله عليه وآله) وقال :

اما بعد يا أهل الكوفة فان لكم في الإسلام فضلا ما لم تبدلوا وتغيروا دعوتكم إلى الحق فأجبتم وبدأتم بالمنكر فغيرتم إلا أن فضلكم فيما بينكم وبين الله فاما في الأحكام والقسم فأنتم أسوة من أجابكم ودخل فيما دخلتم فيه إلا أن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل ، فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق واما طول الأمل فينسي الآخرة ألا ان الدنيا قد ترحلت مدبرة والآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة منهن بنون فكونوا من أبناء الآخرة ، اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل الحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه وأعز أنصار الحق وأذل الناكث المبطل عليكم بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه من المنتحلين المدعين المقبلين لنا يتفضلون بفضلنا ويجاحدوننا امرنا وينازعونا حقنا ويدافعوا بنا عنه فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيا إلا أنه قد قعد عن نصرتي منكم رجال فانا عليهم عاتب زار فاهجروهم واسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا ليعرف بذلك حزب الله عند الفرقة .

فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعي وكان صاحب شرطته فقال والله اني لأرى الهجر وسماع المكروه لهم قليلا والله لئن امرتنا لنقتلهم فقال علي سبحان الله يا مال جزت المدى وعدوت الحد وأغرقت في النزع فقال يا أمير المؤمنين :

لبعض الغشم أبلغ في أمور * تنوبك من مهادنة الأعادي

فقال علي (عليه السلام) هكذا قضى الله يا مال ، قال النفس بالنفس فما بال الغشم وقال ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ، والإسراف في القتل ان تقتل غير قاتلك فقد نهى الله عنه وذلك هو الغشم .

فقام إليه أبو بردة بن الأعوف الأزدي وكان ممن تخلف عنه فقال يا أمير المؤمنين أرأيت القتلى حول عائشة والزبير وطلحة بم قتلوا قال قتلوا شيعتي وعمالي وقتلوا أخا ربيعة العبيدي رحمة الله عليه في عصابة من المسلمين قالوا لا ننكث كما نكثتم ولا نغدر كما غدرتم فوثبوا عليهم فقتلوهم فسألتهم أن يدفعوا إلي قتلة اخواني اقتلهم بهم ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم فأبوا علي وقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ودماء قريب من ألف رجل من شيعتي فقتلتهم بهم أ في شك أنت من ذلك ؟ قال قد كنت في شك فاما الآن فقد عرفت واستبان لي خطا القوم وإنك أنت المهدي المصيب .

قال نصر : وكان أشياخ الحي يذكرون انه كان عثمانيا وقد شهد مع علي على ذلك صفين لكنه بعد ما رجع كان يكاتب معاوية فلما ظهر معاوية اقطعه قطيعة بالفلوجة وكان عليه كريما . ثم إن عليا تهيا لينزل وقام رجال ليتكلموا فلما رأوه نزل جلسوا وسكتوا . وفي رواية انه لما قدم الكوفة نزل على باب المسجد فدخل وصلى ثم تحول فجلس إليه الناس فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة فقيل استأثر الله به فقال إن الله لا يستأثر بأحد من خلقه إنما أراد الله بالموت إعزاز نفسه وإذلال خلقه وقرأ : {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [البقرة: 28], ودخل عليه سليمان بن صرد الخزاعي فعاتبه وعذله وقال له : ارتبت وتربصت وراوغت وقد كنت من أوثق الناس في نفسي وأسرعهم فيما أظن إلى نصرتي فما قعد بك عن أهل بيت نبيك وما زهدك في نصرهم فقال يا أمير المؤمنين لا تردن الأمور على أعقابها ولا تؤنبني بما مضى فيها واستبق مودتي تخلص لك نصيحتي وقد بقيت أمور تعرف بها وليك من عدوك فسكت عنه .

وجلس سليمان قليلا ثم نهض فخرج إلى الحسن بن علي وهو قاعد في المسجد فقال ألا أعجبك من أمير المؤمنين وما لقيت منه من التبكيت والتوبيخ فقال له الحسن انما يعاتب من ترجى مودته ونصيحته فقال إنه بقيت أمور سيستوسق فيها القنا وينتضى فيها السيوف ويحتاج فيها إلى اشباهي فلا تستشبعوا غيبتي ولا تتهموا نصيحتي فقال له الحسن رحمك الله ما أنت عندنا بالظنين.

ودخل عليه سعد بن قيس فسلم عليه ، فقال له علي وعليك السلام وإن كنت من المتربصين فقال حاش الله يا أمير المؤمنين لست من أولئك قال فعل الله ذلك .

ودخل عليه مخنف بن سليم فإذا بين يديه رجال يؤنبهم وهم عبد الله بن المعتم العبسي وحنظلة بن الربيع التميمي وكانت لهما صحبة وأبو بردة بن عوف الأزدي وغريب بن شرحبيل الهمداني وهو يقول لهم ما أبطأ بكم عني وأنتم أشراف قومكم والله لئن كان من ضعف النية وتقصير البصيرة انكم لبور وإن كان من شك في فضلي ومظاهرة علي انكم لعدو قالوا حاش الله يا أمير المؤمنين نحن سلمك وحرب عدوك ثم اعتذروا بمرض أو غيبة أو عذر آخر ونظر إلى مخنف فقال لكن مخنف بن سليم وقومه لم يتخلفوا ولم يكن مثلهم مثل القوم الذين قال الله تعالى وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كان لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.

وأتم علي الصلاة يوم دخل الكوفة فلما كانت الجمعة وحضرت الصلاة صلى بهم وخطب وأقام بالكوفة واستعمل العمال فبعث يزيد بن قيس الأرحبي على المدائن جوخى كلها وبعث مخنف بن سليم على أصبهان وهمدان فلما هرب بالمال قال عذرت القردان فما بال الحلم وبعث قرظة بن كعب على البهقباذات وقدامة بن مظعون الأزدي على كسكر وعدي ابن الحارث على مدينة بهرسير واستانها وأبا حسان البكري على ستان العالي وسعد بن مسعود الثقفي على استان الزوابي وربعي بن كأس على سجستان وخليد إلى خراسان فلما دنا من نيسابور بلغه ان أهل خراسان قد كفروا ونزعوا أيديهم من الطاعة وقدم عليهم عمال كسرى من كابل فقاتل أهل نيسابور فهزمهم وحصر أهلها وبعث إلى علي بالفتح .

وبعث الأشتر على الموصل ونصيبين ودارا وسنجار وآمد وهيت وعانات وما غلب عليه من أرض الجزيرة .

وبعث معاوية بن أبي سفيان الضحاك بن قيس الفهري على ما في سلطانه من أرض الجزيرة وكان بيده حران والرقة والرها وقرقيسيا وكان من بالكوفة والبصرة من العثمانية قد هربوا فنزلوا الجزيرة في سلطان معاوية فخرج الأشتر يريد الضحاك بن قيس بحران فلما بلغ ذلك الضحاك بعث إلى أهل الرقة فأمدوه وجل أهلها عثمانية فالتقى بهم بمرج مرينا بين حران والرقة فرحل الأشتر حتى نزل عليهم فاقتتلوا قتالا شديدا فلما كان المساء رجع الضحاك بمن معه فسار ليلته كلها حتى أصبح بحران وأصبح الأشتر فرأى ما صنعوا فتبعهم حتى اتى حران فحصرهم و أتى الخبر معاوية فبعث عبد الرحمن بن خالد في خيل يغيثهم فلما بلغ ذلك الأشتر كتب كتائبه وعبا جنوده وخيله ثم ناداهم الأشتر الا تنزلون أيها الثعالب الرواغة احتجرتم احتجار الضباب ثم تركهم وانصرف لما علم بالمدد وبلغ عبد الرحمن بن خالد انصرافه فانصرف .

وحشر علي أهل السواد فلما اجتمعوا أذن لهم فلما رأى كثرتهم قال إني لا أطيق كلامكم ولا أفقه عنكم فاسندوا امركم إلى أرضاكم في أنفسكم وأعمه نصيحة لكم ، قالوا نرسا ما رضي فقد رضيناه وما سخط فقد سخطناه ، فتقدم فجلس إليه ، فقال اخبرني عن ملوك فارس كم كانوا ؟

قال كانت ملوكهم في هذه المملكة الآخرة اثنين وثلاثين ملكا ، قال كيف كانت سيرتهم قال ما زالت سيرتهم في عظم امرهم واحدة حتى ملكنا كسرى بن هرمز فاستأثر بالمال والأعمال وخالف أولينا واخرب الذي للناس وعمر الذي له واستخف بالناس فأوغر نفوس فارس حتى ثاروا إليه فقتلوه فقال يا نرسا ان الله عز وجل خلق الخلق بالحق ولا يرضى من أحد الا بالحق وفي سلطان الله تذكرة مما خول الله وانها لا تقوم مملكة الا بتدبير ولا بد من امارة ، ثم أمر على أهل السواد امراءهم ؛ ثم كتب إلى العمال في الآفاق ، كتب إلى جرير بن عبد الله البجلي مع زحر بن قيس وكان جرير عاملا لعثمان على ثغر همدان يخبره بوقعة الجمل ونكثهم بيعته وفعلهم بعامله عثمان بن حنيف وعفوه عنهم ومسيره إلى الكوفة فخطبهم جرير فقال أيها الناس هذا كتاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو المأمون على الدين والدنيا وقد كان امره وامر عدوه ما نحمد الله عليه وقد بايعه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان ولو جعل هذا الامر شورى بين المسلمين كان أحقهم بها ألا وان البقاء في الجماعة والفناء في الفرقة وعلي حاملكم على الحق ما استقمتم فان ملتم أقام ميلكم فقال الناس سمعا وطاعة رضينا رضينا فكتب جرير جواب كتابه بالطاعة ، وكان مع علي رجل من طئ ابن أخت الجرير فكتب إلى خاله أبياتا مع زحر بن قيس منها :

جرير بن عبد الله لا تردد الهدى * وبايع عليا انني لك ناصح

فان عليا خير من وطئ الحصى * سوى احمد والموت غاد ورائح

فإنك ان تطلب به الدين تعطه * وان تطلب الدنيا فبيعك رابح

أبى الله الا انه خير دهره * وأفضل من ضمت عليه الأباطح

 

وقال جرير في ذلك من أبيات :

مضينا يقينا على ديننا * ودين النبي مجلي الظلم

امين الآله وبرهانه * وعدل البرية والمعتصم

رسول المليك ومن بعده * خليفتنا القائم المدعم

عليا عنيت وصي النبي * نجالد عنه غواة الأمم

له الفضل والسبق والمكرمات * وبيت النبوة لا يهتضم

فسر الناس بخطبة جرير وشعره وقال ابن الأزور القسري يمدح جريرا في خطبته :

لعمر أبيك والأنباء تنمى * لقد جلى بخطبته جرير

اتاك بأمره زحر بن قيس * وزحر بالتي حدثت خبير

فكنت بما اتاك به سميعا * وكدت إليه من فرح تطير

فأحرزت الثواب ورب حاد * حدا بالركب ليس له بعير

ليهنك ما سبقت به رجالا * من العلياء والفضل الكبير

ثم اقبل جرير من ثغر همدان حتى ورد على علي (عليه السلام) بالكوفة فبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس من الطاعة .

وكتب علي (عليه السلام) إلى الأشعث بن قيس مع زياد بن مرحب الهمداني والأشعث عامل عثمان على آذربيجان وقد كان عمرو بن عثمان تزوج ابنة الأشعث بن قيس : اما بعد لولا هنات كن فيك كنت المقدم في هذا الأمر قبل الناس ولعل امرك يحمل  بعضه بعضا ان اتقيت الله ثم إنه كان من بيعة الناس إياي ما قد بلغك وكان طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي على غير حدث واخرجا أم المؤمنين وسارا إلى البصرة فسرت إليهما فالتقينا فدعوتهم إلى أن يرجعوا فيما خرجوا منه فأبوا فأبلغت في الدعاء وأحسنت في البقية وان عملك ليس لك بطعمة ولكنه أمانة وفي يديك مال من مال لله وأنت من خزان الله عليه حتى سلمه إلي ولعلي ان لا أكون شر ولاتك لك ان أسقمت ولا قوة الا بالله ؛ وهذا الكتاب هو عزل للأشعث .

فقام زياد بن مرحب فخطب وذكر ما جرى لأهل الجمل ثم قام الأشعث فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن أمير المؤمنين عثمان ولاني آذربيجان فهلك وهي في يدي وقد بايع الناس عليا وطاعتنا له كطاعتنا من كان قبله وقد كان من أمر طلحة والزبير ما قد

بلغكم وعلي المأمون ما غاب عنكم وعنا ؛ فلما أتى منزله دعا أصحابه فقال إن كتاب علي قد أوحشني وهو آخذ مال آذربيجان وأنا لاحق بمعاوية ، فقالوا الموت خير لك من ذلك أ تدع مصرك وجماعة قومك وتكون ذنبا لأهل الشام فاستحيا فسار حتى قدم على علي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.