أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016
2060
التاريخ: 2024-06-05
743
التاريخ: 6-12-2015
2288
التاريخ: 22-04-2015
2279
|
الآية في القرآن:
أ- معنى الآية: الآية في اللغة هي العلامة الظاهرة [1]. وقد وردت هذه المفردة في موارد عدّة من القرآن الكريم، وأُريدَ في جميعها المعنى اللغوي نفسه، مع مراعاة بعض الجوانب والحيثيات [2]، منها:
- المعجزة: ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ...﴾[3].
- العلامة الواضحة: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[4].
- البرهان والدليل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾[5].
- العبرة: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ﴾[6].
- الأمر العجيب: ﴿...وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾[7].
- مقطع من السورة: سواء أكان كلمة أم أكثر من كلمة، وهو المعنى الاصطلاحي للآية، ومن موارد استخدامه: قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا...﴾[8] ، ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾[9].
ب- نَظْمُ كلمات القرآن وآياته: يُعدّ الوحي الإلهي العامل الأوحد في نظْم كلمات القرآن الكريم وتركيبها وصياغتها ضمن جمل وآيات، ومن القرائن والأدلّة على ذلك [10]:
- إنّ لازم إسناد كلام ما إلى متكلِّم خاصّ (وهو الوحي الإلهي بالنسبة للقرآن الكريم)، يستدعي أن يكون هو العامل الأوحد والحصري في نظم كلماته وتركيبها ضمن أسلوب تعبيري خاصّ به. وأمّا إذا كان أحد غيره قام بنظم كلماته بأسلوبه الخاصّ، فإنَّ الكلام حينئذ يُنسب إلى الثاني لا إلى الأوَّل.
- إنّ نظم القرآن الكريم يشكّل وجهاً من وجوه إعجازه، وقد تحدّى الله تعالى به الإنس والجنّ: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [11]، فلو كان لأحد غير الله تعالى يد في نظم كلمات القرآن وصياغتها، لاستلزم ذلك بطلان الإعجاز والتحدّي، وبالتالي إمّا تكذيب صاحب الوحي، وإمّا طرو الجهل عليه. والأوّل باطل بضرورة العقل والشرع، والثاني مثله.
- اتّفاق المسلمون منذ بدء نزول القرآن وإلى عصرنا الحالي على أنَّ النظْم القرآني هو من صُنع الوحي الإلهي، لا دخالة فيه لغيره تعالى.
ج- ترتيب الآيات: إنّ المعيار في ترتيب الآيات ضمن كلِّ سورة - على الترتيب الموجودة عليه الآن في القرآن الذي بين أيدينا - يكمن وفْق ترتيب نزولها، حيث كانت السورة تبتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، فتُسجَّل الآيات التي تنزل بعدها، واحدة تلو الأُخرى تدريجيّاً حسب النزول في السورة نفسها، حتَّى تنزل بسْملة أُخرى، فيُعرَف أنَّ السورة قد انتهت وابتدأت سورة أُخرى [12]. وإلى ذلك تشير الروايات المأثورة، منها: ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "وإنّما كان يُعرَف انقضاء سورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداءً لأخرى"[13].
وما روي عن ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعرف فصل السورة، حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم[14]. ووفقاً لهذا المعيار جاء ترتيب الآيات ضمن السوَر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر منه وتحت إشرافه. وهو ما خضعت له معظم آيات القرآن.
وهناك معيار استثنائي في نظْم عدد معيّن من الآيات على خلاف ترتيب نزولها، وذلك بنصٍّ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبتعيين منه (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحت إشرافه الخاصّ، حيث كان يأمر - أحياناً - كتّاب الوحي - بأمر من الوحي السماوي - بنقل آية ما، نزلت مع آيات أخرى، ضمن ترتيب سورة معيّنة، كانت قد خُتِمَت مِن قبل، إلى سورة أخرى. وهذا العمل كان استثنائياً في الخروج عن ترتيب النزول، وهو يحتاج كما تقدّم إلى تصريح خاصّ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإلى ذلك تشير الروايات، حيث روى أحمد في مسنده عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ شخَصَ ببصرِه ثمَّ صوَّبه... فقال: "أتاني جبرائيل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾[15] [16]. وروي أنَّ آخِر آية نزلت قولُهُ تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ﴾[17] فأشار جبرائيل أن توضع بين آيتَي الرِبا والدَين من سورة البقرة[18]. وروي أنّها آخِر آية نزل بها جبرائيل (عليه السلام)، وقال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ضعْها في رأس المائتين والثمانين من سورة البقرة [19]. وروي عن ابن عبّاس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السوَر ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض مَن كان يكتب فيقول: "ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا"[20].
د- عدد آيات القرآن وكلماته وحروفه:
- عدد آيات القرآن: اختلف الباحثون في القرآن الكريم في تحديد عدد آيات القرآن، وأرجع البعض هذا الاختلاف إلى أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلّها وصل للتمام، فيحسب السامع حينئذ أنّها ليست فاصلة. وقد أجمعوا على أنّ عدد آيات القرآن ستة آلاف آية، ثمّ اختلفوا في ما زاد على ذلك على أقوال: فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات، وقيل وأربع عشرة، وقيل وستّ عشر، وقيل وتسع عشرة، وقيل وخمس وعشرون، وقيل وستّ وثلاثون[21]. وروي عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: "سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ثواب القرآن... ثمّ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... وجميع آيات القرآن ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية..."[22].
- عدد كلمات القرآن: وقع الاختلاف بين الباحثين في عدد كلمات القرآن، فذكر بعضهم أنّه: سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وسبع وثلاثون كلمة[23]. وقيل غير ذلك. ولعلّ سبب الاختلاف في عدد كلمات القرآن راجع إلى أنّ للكلمة حقيقة ومجاز، ولفظ ورسم، واعتبار كلّ منها جائز، وكلّ من العلماء اعتبر أحد ما هو جائز[24].
- عدد حروف القرآن: روي عن ابن عباس أنّه قال: جميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وواحد وسبعون حرفاً[25]، وقيل: حروفه ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفاً. وقيل: ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف. وقيل: ثلاثمائة ألف وأربعون ألف وسبعمائة وأربعون حرفاً[26].
وروي عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: "سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ثواب القرآن... ثمّ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف وواحد وعشرون ألف ومائتان وخمسون حرفاً..."[27].
[1] انظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج1، مادّة"أيي"، ص168, الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة"أيي"، ص101.
[2] انظر: الزركشي، البرهان في علوم القرآن, م.س، ج1، ص266-267, الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص274-275.
[3] سورة البقرة، الآية: 211.
[4] سورة البقرة، الآية: 248.
[5] سورة الروم، الآية: 22.
[6] سورة هود، الآية: 103.
[7] سورة الأنبياء، الآية: 91.
[8] سورة فصلت، الآية: 3.
[9] سورة يونس، الآية: 1.
[10] انظر: معرفة، التمهيد في علوم القرآن، م.س، ج1، ص278-279.
[11] سورة الإسراء، الآية: 88.
[12] انظر: الزركشي، البرهان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص256-257, السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص167-170, الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص281-282, معرفة، التمهيد في علوم القرآن، م.س، ج1، ص280-284.
[13] العياشي، تفسير العيّاشي، م.س، ج1، ص19.
[14] السجستاني، سليمان بن الأشعث: سنن أبي داوود، تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحام، ط1، بيروت، دار الفكر، 1410هـ.ق/ 1990م، ج1، ح788، ص183.
[15] سورة النحل، الآية: 90.
[16] ابن حنبل، مسند أحمد، م.س، ج4، ص218.
[17] سورة البقرة، الآية: 281.
[18] انظر: السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص171.
[19] انظر: الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج2، ص214.
[20] ابن حنبل، مسند أحمد، م.س، ج1، ص57.
[21] انظر: الزركشي، البرهان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص249, السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص182.
[22] انظر: الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج10، ص212.
[23] انظر الزركشي، البرهان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص249.
[24] انظر: الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص282-283.
[25] انظر: السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص182.
[26] انظر الزركشي، البرهان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص249.
[27] انظر: الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج10، ص212.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|