أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-09-2015
2205
التاريخ: 2023-04-18
1329
التاريخ: 2024-08-24
436
التاريخ: 2024-09-02
309
|
يقول تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة: 71]
إنَّ التعبير بجملة: «الآن جئت بالحق» طبقاً لأحد الاحتمالات المطروحة في معناها [1] هو تعبير غير مؤدب من ناحية؛ لأن مفاده أن موسى (عليه السلام) كأنه قد أحجم عن بيان الحق حتى تلك اللحظة، وهو أيضاً مظهر من مظاهر النزعة الحسية لبني إسرائيل من الناحية الأخرى؛ وذلك لأن تصريحهم «الآن جئت بالحق» جاء بعد اختتام استفساراتهم وبعد أن ظهر الأمر الإلهي لهم ظهوراً حسياً كاملاً، في حين كان بمقدروهم - بالاستمداد من عقولهم، والاعتماد على عصمة موسى (عليه السلام)، وعدم توانيه في إبلاغ الأوامر الإلهية، وملاحظة إطلاق أمره الموجه لهم ـ كان بمقدورهم ذبح مصداق للبقرة بمجرد صدق عنوان «البقرة» عليه من دون أدنى شك أو وسواس ليكونوا قد عملوا بتكليفهم؛ في هذا السياق روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: «إن الله أمر بني إسرائيل «أن تذبحوا بقرة» وإنما كانوا يحتاجون إلى ذنبها فشددوا فشدد الله عليهم» [2].
وعلى هذا الأساس تحديداً (النزعة الحسية وعدم الانتفاع من العقل) وبعد العبور من منطقة الحس، وبلوغ مرحلة التعقل، والإفادة منها في مسألة المعاد وإحياء الموتى: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 73] فعوضاً عن اتعاظهم بهذه القصة المفعمة بالعبر، وتلقيهم إياها كآية من آيات الله عز وجل، وعبورهم بفضلها من الجهل إلى العلم ومن الكفر إلى الإيمان، والانتقال إلى مسألة المعاد فإنهم قد أصيبوا بقسوة القلب وعمه الباطن: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74].
نستخلص مما سبق أن ذكر الخصوصيات المشار إليها في نهاية القصة وعدم تبيينها في بدايتها ليس هو من باب تأخير البيان عن وقت الحاجة، كي يستلزم دلالة الآيات على جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة؛ وذلك لأن المأمور بذبحه ابتداء كان مطلق البقرة بيد أن تهاون بني إسرائيل وتوسلهم بالذرائع كان السبب في طرح خصوصيات جديدة، وبتعبير أدق فإن تشددهم هو الذي أدى إلى تقييد الحكم الابتدائي المطلق والعام ببعض القيود شيئاً فشيئاً.
والشاهد على هذا المدعى هو أنه لو كان ذلك من قبيل تأخير البيان عن وقت الحاجة لاعتبرت الأسئلة المتكررة لبني إسرائيل علامة على اهتمامهم بالتعرف على «المأمور به» الحقيقي مما يعد عبادة بحد ذاته وليس مدعاة لأي ملامة أو تقريع؛ والحال أن سياق الآيات يدل، بما لا يقبل اللبس، على أن أسئلتهم المتعددة لم تكن في محلها وقد استحقوا التقريع والتوبيخ عليها بشدة [3].
تنويه: لا ينطوي تأخير البيان إلى ما قبل امتثال التكليف على محذور، بل ولا إشكال في ذلك أيضاً، كما أنه لا محذور أيضاً في نسخ التكليف قبل حلول زمان الامتثال تماماً كنسخه بعد حلول زمان الامتثال وقبل القيام بالفعل، وإن إشكال البداء المشار إليه في كلام أمين الإسلام الطبرسي [4]غير وارد.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|