أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-12
342
التاريخ: 2024-03-03
795
التاريخ: 2024-08-07
501
التاريخ: 2024-02-04
1112
|
ومما لا شك فيه أن «خنت كاوس» هي بنت الملك «منكاورع»؛ لأن «شبسكاف» مات ولم يترك له خلفا من الذكور، فقامت «خنت كاوس» مطالبة بالعرش بعده، والظاهر أنه كان لها بعض المنافسين على العرش، غير أن الدم الملكي الذي يجري في عروقها جعل لها الأولوية في تولى الملك، ولذلك كتبت على باب هرمها ملك الوجهين القبلي والبحري والأم الملكية وبنت الإله، وكل شيء تأمر به ينفذ لأجلها»، ويتضح لنا من هذا النص أنها تزوجت بأحد عظماء القوم المنتخب وليا للعهد، ولذا سميت الأم الملكية، غير أنها لم تذكر اسم زوجها لأنه ليس من دم ملكي ،خالص، وأطلقت على نفسها لقب «ملك الوجهين القبلي والبحري لا ملكة الوجهين كما فعلت الملكة «حتشبسوت» في الأسرة الثامنة عشرة، وأن هذا ليدل على سمو مكانة المرأة عند المصريين القدماء في ذلك العهد. والظاهر أن عصرها كان حافلا بالاضطرابات والمشاحنات على تولي الملك، وقد ذكرت قوائم الملوك بعض أسماء في نهاية الأسرة الرابعة غير أنها لم تذكر على هذه الآثار (1). ولما تزوجت «خنت كاوس» الوارثة الحقيقية للملك، وأنجبت «وسركاف» خلصت البلاد من تلك الفوضى السياسية، وكانت هي الحلقة الموصلة بين الأسرتين الرابعة والخامسة. وهناك أقصوصة تكاد تكون خرافة عن أصل الأسرة الخامسة، وربما كان لزواج «خنت كاوس» من أحد الأفراد أو الكهنة وتأسيس الأسرة الخامسة صلة بها، وذلك أنه جاء في ورقة «وستكار» المنسوبة لأحد السحرة أن «حرددف» بن «خوفو» مثل بين يدي والده، وهو يقدم ساحرًا اسمه «ديدى»، وقد تنبأ هذا الساحر بولادة أطفال ثلاثة ستلدهم زوجة كاهن هليوبوليس من «رع» إله الشمس، ثم تسميهم الإلهات بأسماء تشبه في لفظها أسماء الملوك الثلاثة الأول للأسرة الخامسة وهم «وسركاف»، و«سحورع» و«كاكاو»، وكذلك تنبأت الإلهات بأن كلا منهم سيحكم البلاد قاطبة. ولا شك في أن هذه القصة تنطوي على ارتباك تاريخي؛ إذ لا يعقل أن يولد «كاكاو» ثالث ملوك الأسرة الخامسة في عهد «خوفو»، ولكن المهم في هذه الخرافة أن هؤلاء الملوك هم الذين ورثوا الملك بعد أولاد خوفو وأحفاده، كما أخبر «ديدى» الساحر الملك بقوله: «إن ابنك سيحكم وابن ابنك سيحكم ثم واحد منهم»، يضاف إلى ذلك أن هؤلاء الملوك قد ولدوا من زوجة كاهن «رع» التي حملتهم من الإله نفسه، وأن الإله وعد الأم بأنهم سيحكمون، وأن أكبرهم سيكون كاهنًا أكبر لعين شمس. ومن المحتمل جدًّا أن تكون «خنت كاوس» قد تزوجت من كاهن عظيم لعين شمس، وبذلك يكون الدم الملكي يجري في أولادهما، ويعزز كهنة «رع» الذين أخذ حظهم يرتفع، ولذلك أصبح الملك يسمى «ابن الشمس»، وربما ادعى الملك نفسه أنه هو ابن الشمس الحقيقي، لأن والده هو كاهن الإله «رع» أو الصورة التي تقمص فيها «رع». وقد أقامت «خنت كاوس» في عهد وصايتها على الملك هرمًا خاصًا بها في منطقة أهرام الجيزة وهجرت المنطقة التي بنى فيها «شبسسكاف» مقبرته الغريبة في بابها. ولا غرابة في ذلك؛ فإن «خنت كاوس» أرادت أن تكون بجوار والدها «منكاورع». غير أنها لم تتخذ شكل الهرم تمامًا، بل استحدثت في المعمار المصري طرازا جديدًا يجمع بين الشكل الهرمي والهيئة الجديدة التي اختصت بها مقبرة أخيها «شبسكاف»، ولذلك جعلت قاعدة هرمها مربعة الشكل كما هو الحال في أهرام الجيزة، وأقامت على هذه القاعدة شكل تابوت لتحاكي مقبرة أخيها في دهشور، ويبلغ طول قاعدة هذا الهرم نحو 45 مترًا وارتفاعه نحو 35 مترًا، وقد قطعت القاعدة في الصخر المحلي ثم كسيت بالحجر الجيري الأملس من طرة، ووضع معبده الجنازي في داخل مربع قاعدته، ويتجه بابه شرقا، وقد كسي معظم هذا المعبد بالجرانيت الأحمر، ونقشت جدرانه بالمناظر الدينية والقرابين على كسوة من الحجر الجيري الضارب إلى السمرة. أما حجرة الدفن فقد كسيت بالجرانيت المحبب، ويتوصل إليها بوساطة منحدر مكسو بقطع الجرانيت الأحمر. وقد نحتت في جوانبها سبع حجرات صغيرة للأثاث المأتمي، ومن المدهش أننا وجدنا بابا وهميا داخل هذه الحجرة، وكان بنهايتها من الناحية الغربية حجرة من الجرانيت وضع فيها تابوت الملكة المصنوع من المرمر ، وقد عثرنا على أجزاء صغيرة منه، وأمام الهرم من الناحية الشرقية أقامت «خنت كاوس» مدينة صغيرة لكهنتها لا تزال منازلها المبنية من اللبن حافظة لشكلها، وبجوار معبد والدها الذي أقامه في الوادي شيدت «خنت كاوس» معبدها أيضًا، وهما متشابهان في نظامهما وبنائهما من اللبن، وهناك أحواض ثلاثة لماء التطهير؛ أحدهم بالقرب من الهرم، والثاني في وسط المدينة، والثالث بجوار معبد الوادي، وقد نحتت في الناحية الجنوبية الغربية من الهرم سفينة تحكي سفن الشمس التي وجدت بجوار أهرام «خوفو» و «خفرع» وغيرهما من ملوك الأسرة الخامسة، ويحيط بالهرم والمباني الملحقة به سور عظيم يجمع بينها ويجعلها وحدة قائمة بذاتها. وقد أثبتت البحوث التاريخية أخيرًا أن «خنت كاوس» ربما كانت كريس» التي ذكرها المؤرخون ونسبوا إليها إتمام الهرم الثالث، وأن التحريف جاء من النطق فحسب كما سنذكر بعد، ولا شك في أن هذه النظرية يقبلها العقل إذا علمنا أن «خنت كاوس» هي بنت «منكاورع» وأنها قد بنت معبدها بجواره، فلا يستغرب أن التي يقصدها المؤرخون الأقدمون.
...............................................
1- فذكرت ورقة تورين ومانيتون أنه كان هناك ملك حكم البلاد بين «شبسكاف» و«وسركاف»، وهو «أمحوتب وقد وجد له نصوص في محاجر سينا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|