أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-21
1254
التاريخ: 18-4-2016
6398
التاريخ: 19-9-2021
2899
التاريخ: 23-10-2014
2166
|
إهتم القرآن الكريم بهذه السورة المباركة اهتماماً خاصاً، حيث جعلها عِدلاً لباقي القرآن، قال تعالى: { وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ}([1]). والمراد من (السبع المثاني) كما جاء في عدد من المرويات المأثورة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) هي سورة الحمد، لذا ورد التأكيد عليها في روايات الفريقين من حيث أنها أفضل سورة نزلت على قلب النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) وإليك مجموعة من هذه الروايات الشريفة:
أولا: ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله عز وجل قال لي: يا محمد { وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ} فأفرد الامتنان عليَّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش وإن الله عزَّ وجل خص محمداً (صلى الله عليه وآله) وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ما خلا سليمان (عليه السلام) فانه أعطاه منها (بسم الله الرحمن الرحيم)([2]) .
ثانيا: عن الحسن بن علي (عليهما السلام) في حديث طويل: ((جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله أعلمهم عن أشياء فكان فيما سأله: أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين الأمم ؟ فقال النبي : أعطاني الله عز وجل فاتحة الكتاب)) ([3]) .
ثالثا: عن إسماعيل بن أبان يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجابر بن عبد الله : ((يا جابر ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه ؟ قال : فقال جابر : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله علمنيها ، قال : فعلمه الحمد لله أم الكتاب ، قال : ثم قال له : يا جابر ألا أخبرك عنها ؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي فاخبرني ، قال : هي شفاء من كل داء إلا السام يعنى الموت))([4]).
رابعا: عن أبي هريرة، عن أبيّ بن كعب، قال: (( قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن ([5])، وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي)) ([6]) .
خامسا: روى مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، من حديث أبي الأحوص سلام بن سليم، عن عمار بن رُزَيق، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ((بينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعنده جبريل، إذ سمع نقيضًا- أي صوتا- فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: هذا باب قد فتح من السماء، ما فتح قط. قال: فنـزل منه ملك، فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته))([7]) .
سادسا: أخرج أبو الشيخ في الثواب، والطبراني وابن مردويه والديلمي والضياء المقدسي في المختارة، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ((أربع أنزلن من كنـز تحت العرش لم ينـزل منه شيء غيرهن: أم الكتاب، وآية الكرسي ، وخواتيم سورة البقرة ، والكوثر))([8]) .
سابعا: وأخرج أبو نعيم والديلمي عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (((فاتحة الكتاب تجزئ مالا يجزئ شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات))([9]) .
هذه مجموعة من الروايات الشريفة وبألسنة متنوعة عرضت لنا فضل سورة الفاتحة وعظمتها، الأمر الذي ينبغي أخذه بعين الإعتبار كي لا نقرأ هذه السورة المباركة قراءة لا تتعدى الحناجر، بل يجب الإستفادة من نورها وبركتها من خلال معرفتها والتدبر في معانيها وجعلها حرزاً ودرعاً في كل أمور حياتنا.
المطلب الثاني: في بيان ثواب تلاوة سورة الحمد.
لقد تقدم الكلام بنا قبل قليل في عرض جملة من الروايات التي تحدثت عن فضل سورة الفاتحة على وجه خاص، والآن نريد أن نتناول وجهاً آخر من خلال تسليط الضوء حول ما للقارئ المتدبر من فضل وثواب في تلاوته لهذه السورة الكريمة، في ضوء ما جاء من الروايات الشريفة.
والواقع أن تلاوة سورة الفاتحة تفتح لك أعظم أبواب الشرف وهي الحوار مع الله تبارك وتعالى، ولهذا جاء في الحديث القدسي: (( قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإذا قَالَ الْعَبْدُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ : حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإذا قَالَ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. وَإذا قَالَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ : مَجَّدَنِي عَبْدِي أو قَالَ فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي. وَإذا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ : هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإذا قَالَ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فَهَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ)) ([10]) .
وإليك مجموعة من الروايات الشريفة التي تناولت موضوع فضيلة تلاوة سورة الفاتحة وما لها من درجات يكسبها قارئها.
أولاً: عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ((فضل سورة الحمد ،كفضل حملة العرش، من قرأها أعطاه ثواب حملة العرش)) ([11]) .
ثانيا: عنه (صلى الله عليه وآله) : (( من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله عز وجل بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها))([12]) .
ثالثا: عنه (صلى الله عليه وآله وسلم ): ((من قرأ فاتحة الكتاب فكإنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان))([13]).
ودلالة الحديث واضحة باعتبار أن ما في هذه الكتب السماوية من الأصول الثابتة والمفاهيم العامة كالدعوة إلى التوحيد ومقارعة الظالمين ونصرة المظلومين وتحريم القبائح والفواحش، والدعوة إلى الخير والصلاح وما إلى ذلك من مفاهيم عامة أخرى، فإنها مما حملها القرآن ونادى بها، هذا من جهة المضمون، وأما من جهة القراءة وثوابها فلكونها- أي سورة الفاتحة- عِدل القرآن وهو أحسن الحديث وأعظم الكتب السماوية فمن قرأها قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.
رابعا: روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) ،عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : (( لما أراد الله عز وجل أن ينـزل فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، و ( شهد الله ) ، ( قل اللهم مالك الملك ) إلى قوله ( بغير حساب) تعلقن بالعرش ، وليس بينهن وبين الله حجاب فقلن : يا رب تهبطنا إلى دار الذنوب ، وإلى من يعصيك ونحن بالطهور والقدس متعلقات فقال سبحانه : وعزتي وجلالي ما من عبد قرئكن في دبر كل صلاة إلا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه ، وإلا نظرت إليه ، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة ، وإلا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته عليه ، ولا يمنعه دخول الجنة إلا الموت))([14]) .
قال بعض المحققين معلِّقاً على بعض فقرات هذا الحديث بقوله: ((تعلقن بالعرش)) هذا إما كناية عن تقدسهن وبعدهن عن دنس الخطايا، أو المراد تعلق الملائكة الموكلين بهن، أو أرواح الحروف كما أثبتها جماعة. والحق أن تلك الأمور من أسرار علومهم وغوامض حكمهم ونحن مكلفون بالتصديق بها إجمالا وعدم التفتيش عن تفصيلها والله يعلم ([15]) .
أقول: الذي نراه ان هذه الأمور ترتبط بعالم الملكوت أي أن لسانها وكلامها إنما هو في وجودها في عالم الملكوت لا في عالم الملك. وأما عالم الملكوت فإن لكل شيء لساناً وحياة ووجوداً وكلاماً وشعوراً. وإن عالم الملكوت شامل لكل العوالم وشامل لكل الموجودات كما قال تعالى : {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}([16]) . ،ومن هذا القبيل قوله تعالى أيضا:{ حَتَّى إذا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *** وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }([17]) .
([1]) الحجر: 87 .
([2]) عيون أخبار الرضا :ج1 ص270.
([3]) الخصال: ج1 ص355.
([4]) تفسير العياشي: ج1 ص101 ،ح9.
([5]) سوف يأتي لاحقا بيان معنى كونها (ام القرآن).
([6]) تفسير ابن كثير:ج1 ص 105.
([7]) تفسير ابن كثير: ج1،ص106.
([8]) الدر المنثور في التفسير بالمأثور:ج1 ص5.
([9]) المصدر السابق .
([10]) السنن الكبرى:ج2 ص450 .
([11]) مستدرك الوسائل:ج4 ص330.
([12]) الخصال:ص355. وفي نص آخر عنه (صلى الله عليه وآله) كما في أمالي الصدوق ص261: ((فيجزى بها ثوابها)). وهذا الثواب معلوم بإعتبار كونها عِدلاً للقرآن كما في نصوص كثيرة.
([13]) فتح القدير:ج1 ص16.
([14]) عدة الداعي ونجاح الساعي ص278.
([15]) مرآة العقول :ج12،ص507.
([16]) يس: 83.
([17]) فصلت: 20.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|