أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-18
1666
التاريخ: 2023-05-30
1323
التاريخ: 2023-07-20
1283
التاريخ: 2023-05-21
1178
|
لم تمض على المعركة العظمى التي وقعت بين الدولتين العثمانية والصفوية والتي قادها زعيما الدولتين اي معركة جالديران إلا 19 او 20 سنة كانت بمثابة هدنة غير موقعة بين الطرفين رغم حدوث بعض المعارك التي قادها قادة ميدانيون، وتمخض عنها تثبيت الحكم لعثماني في القسم الاكبر من شمال العراق. وفي هذه الفترة توفي السلطان العثماني سليم الاول عام 1520 وتقلد العرش ابنه سليمان الذي تلقب بالقانوني، كما توفي الشاه اسماعيل الصفوي عام 1524 واعتلى ابنه طهماسب الاول عرش الدولة الصفوية، التي اتسمت السنوات العشر الأولى من عهده بالاضطرابات والصراع على النفوذ بين زعماء القزلباش. ولم ينته الصراع بين الدولتين العثمانية والصفوية بل ساد جو من ا العداء على العلاقة بينهما، ولم يتوقف العثمانيون من اتهام الصفويين بالقيام بنشاطات معادية ضدهم وبخاصة في الاناضول. وتنتهي هذه الفترة بالحملة السلطانية الثانية الى المنطقة، والتي قادها السلطان سليمان بنفسه، وتسمى في التاريخ العثماني (عراقين سفري) اي الحملة على العراقيين عراق العرب وعراق العجم. لقد سبق قيام السلطان سليمان القانوني بحملته على إيران ثم العراق بعض الاحداث التي سرعت في اندلاع الصراع مجددا. فقد شهدت تخلي الامير الكردي شرف خان امير بتليس عن تبعيته للعثمانيين ولجوئه للصفويين، وتلقيه دعماً عسكرياً منهم، وكان شرف خان من الأمراء الاكراد الذين يحكمون في المنطقة منذ القرن الثامن، وكان قد. خضع للحكم العثماني في عهد السلطان سليم وعهد اليه بحكم بتليس ولا نعرف دوافعه لهذا العمل، وربما تأثر بالدعاية الصفوية التي تزايدت في المنطقة. بالمقابل نعرف عن لجوء الوالي الايراني أولامه تكلو خان الى الدولة العثمانية، اذ عينه السلطان سليمان القانوني والياً على حصن كيف (حسنكيف) وجميع اراضي بتليس اي الاراضي التي كانت تحت عهدة شرف ومنح له 400 ألف دوقة (مليوني آقجه) كمخصصات سنوية. ويبدوا ان أولامه لم يتمكن من الدخول الى بتليس رغم محاصرته لها، واضطر الى التراجع بعد وصول قوة ايرانية بقيادة شرف بك (وربما شرف خان حاكم بتليس الذي التجأ الى الصفويين) وقد وصلت اخبار هذه الهزيمة الى مسامع السلطان سليمان. من جانب آخر نجد ان الشاه طهماسب شجع الثورات الي قامت في الاناضول ضد العثمانيين، منها تلك التي قام بها بابا ذو النون عام 1526، وقلندر جلبي عام 1527 ولعل أبرز الاحداث التي سبقت حملة 1534 اعلان ذو الفقار خان تبعيته للدولة العثمانية بعد قيامه بحركته الاستقلالية ضد الدولة الصفوية. فقد استغل أحد الزعماء الاكراد من قبيلة موصلو وهو ذو الفقار بن علي بك ضعف النفوذ الصفوي في العراق الاوسط والجنوبي، فقام في صيف 1527 بحركة بارعة اغتال فيها ابراهيم خان والي العراق الصفوي اثناء توجهه للقاء الشاه طهماسب. وانضمت القوة التي كان يقودها ابراهيم خان على الاثر الى اتباع ذو الفقار وتوجه على رأس تلك القوات الى بغداد فدخلها وحاصر القلعة ثم استولى عليها وأعلن استقلاله عن الدولة الصفوية. وتشير رواية تاريخية اخرى ان ذو الفقار كان الوالي الصفوي المعين من قبل الشاه طهماسب وقد لقب بـ (خليفة الخلفاء) ولا يعرف السبب الذي دفعه الى تغيير ولائه للدولة العثمانية. لقد أدرك ذو الفقار منذ بداية حركته ان امكاناته لا تقارن ازاء سطوة الصفويين. ولهذا بادر الى الاستعانة بالدولة العثمانية، فأظهر ولائه لها وامر بذكر اسم السلطان سليمان القانوني (1566-1520) في الخطبة ونقش اسمه على النقود، وبعث اليه بسفارة للإعراب عن ولائه له. ويبدو ان ما أقدم عليه ذو الفقار لقي ترحيباً كبيراً عند العثمانيين اذ لم يتأخروا في الاقرار بالأمر الواقع واصدار السلطان سليمان القانوني اوامره بتقليد ذو الفقار لواء بغداد وذلك في 12 نيسان سنة 1529. ولكن يظهر ان الخطوة العثمانية تجاه ما قام به ذو الفقار لم تتجاوز ارسال كتاب التقليد والهدايا اليه، وذلك لأن وضع الدولة العثمانية لم يكن يسمح بأن تقوم بأكثر مما قامت به لأسباب قد يأتي في مقدمتها انشغالها في الحروب في اوروبا وعدم امكانية توجيه قسم من ثقلها العسكري نحو المنطقة، لأن ذلك يعني المواجهة مع الصفويين، الامر الذي يتطلب تدخل السلطان شخصياً في المسألة وقيادته حملة عسكرية وهذا ما حدث بالفعل ولكن بعد خمس سنوات. لذلك جهز الشاه طهماسب الذي تولى العرش في 1524 جيشاً كبيراً تقدم به الى بغداد وفرض عليها الحصار. وفشلت هجمات الجيش الصفوي كافة امام صلابة المقاومة، التي قادها ذو الفقار، غير ان أخوين من اقرباء ذو الفقار قاما باغتيال الثائر غدراً عام 1530 فانهارت المقاومة وعادت سيطرة الصفويين الى العراق مرة أخرى. الشاه طهماسب واليا جديدا على بغداد هو محمد خان تكلو. كما. عدداً آخر الشخصيات الفارسية حكاماً على عدد من مدن العراق وامر بتعزيز دفاعات بغداد ثم عاد الى قزوين. وفي الوقت الذي سقطت فيه بغداد بيد، الصفويين تعرضت البصرة الى الحملة البرتغالية. فقد بدأ الاهتمام البرتغالي بالبصرة منذ نهاية العقد الثاني من القرن السادس عشر، وقد جاءتها اول حملة برتغالية في عام 1529 عندما استعان راشد بن مغامس امير البصرة بالبرتغاليين ضد خصمه امير الحويزة، فبعث نائب الملك في الهند حملة بقيادة تافرز دي سوزا غير ان خلافا دب بين القائد البرتغالي وامير البصرة فقام بتدمير بعض القرى التابعة للبصرة ثم عاد ادراجه الى هرمز. وقد كان سبب الخلاف هو رفض راشد بن مغامس مساومة البرتغاليين له حول بعض شروط التجارة. وقد لفت هذان الحدثان: عودة الاحتلال الايراني الى العراق والتهديد البرتغالي لرأس الخليج العربي، نظر السلطان سليمان القانوني الى خطورة الحالة التي تهدد ظهر الدولة العثمانية نظراً لسلسلة المحالفات السياسية والعسكرية بين الصفويين والقوى الاوربية، في وقت كانت الدولة فيه منصرفة الى قتال الامبراطورية الرومانية المقدسة في شرق اوروبا والبحر المتوسط وشمال افريقيا. ولهذا بدأ السلطان يفكر جدياً في مدة سلطانه الى العراق. واخذ بالاستعداد لأرسال حملة كبيرة الى إيران قدر لها الاستيلاء على بغداد وبقية العراق في نهاية عام 1534.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|