المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الملكية الناقصة ( حق الانتفاع ) في مصر القديمة
30-5-2022
تنوع الأوساط البيئية
9-5-2017
معنى كلمة صلح
6-3-2022
غزوة خيبر
11-12-2014
Chromomere
22-12-2015
وجه الحاجة إلى علم الرجال
27/10/2022


الرغبات الفطرية والمكتسبة للشاب  
  
1808   11:38 صباحاً   التاريخ: 2023-04-26
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص233 ــ 234
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله تعالى في محكم كتابه : {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84].

الرغبات الفطرية والمكتسبة :

يمكن تقسيم مجموعة الرغبات النفسية والاندفاعات العاطفية لدى الشباب إلى قسمين: الأول، مجموعة من الميول والرغبات التي تولد بشكل طبيعي مع ولادة الإنسان، أي أنها ميول ورغبات فطرية ، والثاني ، مجموعة من الميول والرغبات المكتسبة التي تولد نتيجة ظروف خاصة بالتربية الأسروية والبيئة الاجتماعية.

إن الغرائز الطبيعية والرغبات الفطرية تستمر بالتفتح تدريجياً منذ فترة الطفولة حتى فترة البلوغ، وتبرز الواحدة تلو الاخرى إلى حيز الفعل. وتتبلور هذه الغرائز والرغبات وتصبح اكثر وضوحاً وعنفواناً حالما يبلغ الطفل او الفتى. كما أن هناك رغبات فطرية اخرى تظهر علاماتها على الشاب بمجرد بلوغه ، وتبدأ نشاطها ، منها الاندفاعات الغريزية والرغبات الشديدة تجاه الجنس الآخر وإبراز الشخصية والرغبة الملحة في الاستقلالية وحب التجمل وإبراز النفس وغيرها من الرغبات الفطرية .

الصفات الثابتة :

كما أن الرغبات المكتسبة تظهر تدريجياً بتطور التربية العائلية أو تدنيها وتأثير المحيط الاجتماعي في فترة ما قبل البلوغ. وكلما تجذرت الآثار التربوية الحسنة أو السيئة في ضمير الطفل ووجدانه كلما توضحت صورة الأماني الناجمة عنها، وتتحول الميول والرغبات الحسنة والسيئة شيئاً فشيئاً إلى صفات ثابتة في نفس الإنسان كرغبة العدل والإنصاف أو دافع العدوان والظلم أو الرغبة في الحب والحنان أو الشعور بالحقد والعداء أو الرغبة في الجود والكرم أو البخل واللؤم وما شابهها من صفات.

ظهور نتائج التربية:

عندما يبلغ الطفل ويبدأ فترة المراهقة وتتسارع قواه الجسمية والنفسية في النضوج والنمو، تتوضح نتائج التربية في مرحلة الطفولة سلبية كانت أم إيجابية، وتبرز بقوة بشكل تبدو آثارها واضحة على سلوك الفتى المراهق.

فالطفل يولد وهو لا يعرف شيئاً، وذاكرته خالية من أي أثر لعلم كان أم معرفة، لكنه يحمل معه ما يخوله للتعلم والذي أنعم به الله سبحانه وتعالى عليه، فقد وهبه ذهناً متفتحاً يتكامل تدريجياً ليصبح مهياً لاستقبال العلوم، ووهبه البصر والسمع لكي يدرك من خلال المسموعات والمرئيات حقائق الأمور ويبلغ مراتب متقدمة من العلم والمعرفة .

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.