أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-31
2242
التاريخ: 21-05-2015
3322
التاريخ: 15-10-2015
3729
التاريخ: 2023-03-29
943
|
نهض الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بأعباء الإمامة الشرعية للمسلمين وهو لما يبلغ الحلم على نحو ما حدث لعيسى بن مريم ( عليه السّلام ) حيث أوتي النبوّة في المهد ، وقد أوجدت هذه الظاهرة حالة من التساؤل والتشكيك لدى البعض من الموالين لأهل البيت ( عليهم السّلام ) والمعتقدين بإمامتهم بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، لكن الإمام ( عليه السّلام ) استطاع أن يدحض هذه التشكيكات ويجيب على التساؤلات المعلنة والخفيّة بما أوتي من فضل وعلم وحكمة وحنكة .
إن حالة الصبا التي تزامنت مع اضطلاع الإمام ( عليه السّلام ) بأعباء الخلافة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وتصديه لامامة المسلمين في ذلك الوقت المبكّر دفعت ببعض أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) إلى التساؤل والتشكيك .
وأما التساؤلات فقد تمّ حسمها بدرجة ما ، من خلال الأحاديث والتوجيهات والإشارات التي صدرت عن والده الإمام عليّ الرضا ( عليه السّلام ) وانتشرت بين مقرّبيه ورؤساء القوى الموالية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) في البلدان كمصر والحجاز والعراق وبلاد فارس .
على أنّ الإمام الجواد ( عليه السّلام ) نفسه قد قام بنشاط واسع لتبديد تلك الشكوك التي أثيرت بشكل أو بآخر بعد وفاة الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وهو ما نفهمه من خلال بعض الروايات الواردة بهذا الشأن ، ومنها ما يلي :
أ - أورد السيد المرتضى ( رضى اللّه عنه ) في عيون المعجزات أنّه : لما قبض الرضا ( عليه السّلام ) كان سن أبي جعفر ( عليه السّلام ) نحو سبع سنين ، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد وفي الأمصار ، واجتمع الريّان بن الصلت ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن حكيم ، وعبد الرحمن بن الحجّاج ، ويونس بن عبد الرحمن ، وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجاج في بركة زلول ، يبكون ويتوجّعون من المصيبة ، فقال لهم يونس بن عبد الرحمن : دعوا البكاء ! من لهذا الأمر وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا ؟ يعني أبا جعفر ( عليه السّلام ) .
فقام اليه الريّان بن الصلت ، ووضع يده في حلقه ، ولم يزل يلطمه ، ويقول له : أنت تظهر الايمان لنا وتبطن الشك والشرك .
إن كان أمره من اللّه جل وعلا فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه ، وان لم يكن من عند اللّه فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس ، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه . فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبّخه .
وكان وقت الموسم ، فاجتمع فقهاء بغداد والأمصار وعلماؤهم ثمانون رجلا ، فخرجوا إلى الحج ، وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر ( عليه السّلام ) ، فلمّا وافوا أتوا دار جعفر الصادق ( عليه السّلام ) لأنها كانت فارغة ، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير ، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسى ، فجلس في صدر المجلس وقام مناد وقال :
هذا ابن رسول اللّه فمن أراد السؤال فليسأله .
فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم .
واضطرب الفقهاء ، وقاموا وهمّوا بالانصراف ، وقالوا في أنفسهم : لو كان أبو جعفر ( عليه السّلام ) يكمل لجواب المسائل لما كان من عبد اللّه ما كان ، من الجواب بغير الواجب .
ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفّق وقال : هذا أبو جعفر ، فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه فدخل صلوات اللّه عليه ، وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين وفي رجليه نعلان وجلس وأمسك الناس كلهم ، فقام صاحب المسألة ، فسأله عن مسائله ، فأجاب عنها بالحق ، ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه وقالوا له : إن عمّك عبد اللّه أفتى بكيت وكيت ، فقال : « لا اله الّا اللّه يا عمّ إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك : لم تفتي عبادي بما لم تعلم ، وفي الأمة من هو أعلم منك ؟ ! »[1].
ب - وروي أنّه جيئ بأبي جعفر ( عليه السّلام ) إلى مسجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) بعد موت أبيه ، وهو طفل ، وجاء إلى المنبر ورقا منه درجة ثم نطق ، فقال : « أنا محمد ابن علي الرضا ، أنا الجواد ، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب ، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه ، علم منحنا به قبل خلق الخلق أجمعين ، وبعد فناء السماوات والأرضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ، ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك ، لقلت قولا تعجّب منه الأوّلون والآخرون . . »[2].
ج - وقال إسماعيل بن بزيع : سألته - يعني أبا جعفر الثاني ( عليه السّلام ) - عن شيء من أمر الإمام ، فقلت : يكون الإمام ابن أقلّ من سبع سنين ؟ فقال : « نعم وأقل من خمس سنين »[3].
د - قال علي بن أسباط : « رأيت أبا جعفر ( عليه السّلام ) وقد خرج عليّ فأخذت أنظر إليه وجعلت انظر إلى رأسه ورجليه ، لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد ، فقال ( عليه السّلام ) : يا عليّ ! ان اللّه احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة ، فقال : وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[4] وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ[5] وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [6]، فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو صبي ويجوز ان يؤتاها وهو ابن أربعين سنة »[7].
إنّ تصدي الإمام الجواد ( عليه السّلام ) لإمامة المسلمين وهو صبي كان معجزة بذاته .
وسنتطرق فيما بعد إلى ما أظهره من المعارف الإلهية ، وقد ذكرنا نماذج من تحدّيه لكبار الفقهاء ومنهم قاضي قضاة الدولة العباسيّة مع ما كان عليه من كبر السن ، ولا شك أنّ ذلك من مصاديق الصفة الإعجازية في الإمام ( عليه السّلام ) ومن الأدلة التي تجسّد مدى علاقته وتؤكد عمق ارتباطه باللّه تعالى وقربه منه وحجم الدعم الغيبي الذي كان يحظى به الإمام ( عليه السّلام ) من عند اللّه عز وجل .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|