أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016
2099
التاريخ: 7-1-2016
3317
التاريخ: 7-12-2016
2197
التاريخ: 2023-03-13
1094
|
أيتها الأم، إن طفلك بقربك، وقد علق آماله عليك منتظرا محبتك ورحمتك. إنه لا يرى من حوله من هو أكثر قرباً له منك، مع هذه الآمال فما هو موقفك ومسؤوليتك؟ عليك الإجابة عن كل ذلك بصراحة.
إنك من جهة والدته، ومن جهة أخرى وليّة أمره، عليك مهمة تربيته وفي الوقت نفسه عليك السعي كي تعوضي له عن الفراغ الناشئ عن فقده لأبيه. وتربيته وتوجيهه يكونان أفضل عبر المحبة والرأفة، وذلك لأجله ولمستلزمات حياته من جهة ولأن هذا التصرف يسهل عملية التربية عليك من جهة أخري.
وفي عالم التربية فإن المربي الموفق هو الذي يلاعب الأطفال ويتصابى معهم بشكل يكون موقعه كملجأ للطفل يوفر له الأمان، فطريقة القسوة والقوة في طريقها للانقراض.
والعمل الحسن الخير وإبداء المحبة والرحمة وطريق الخير هي أمور مطلوبة وعلى الخصوص متوقعة منك كونك أم.
ـ لا شك في محبتك لإبنك، لأنك في النهاية أم. وينتظر منك في التربية أن تبرزي هذه المحبة لطفلك لكي يشعر بها، خاصة وأنه بفقد والده بحاجة أكثر من أي وقت مضى لهذه المحبة.
وفي أغلب الأحيان نجد أن الشرور والجرائم لدى الأطفال والشباب إنما تنشأ بسبب فقدهم للمحبة الصادقة والرأفة، ولأنهم أحياناً بعد فقدهم الأب أو الأم لم يتسن لهم من يعوضهم عن النقص الحاصل لديهم.
عليك محبة الطفل بطريقة يؤمن بها أن أمه تحبه فعلاً وهذا الأمر يستحق التجربة والعمل لتحقيقه.
ـ تدليلك لطفلك:
من الأمور الاعتيادية تدليل الطفل الأمر الذي يبنيه وينشئه بشكل طبيعي فالطفل يحتاج إلى ملامسة أمه بيد عطوفة ليحس باللذة ويصل به الأمر في بعض الأحيان، جراء ذلك، إلى النوم.
كم من الذين يصبون جام عذاباتهم وهمومهم على طفلهم، الذي لا طاقة له على تحمل هذا الموقف. فتقريعه في المدرسة وتوبيخه من رفاق اللعب يكسر خاطره ويغير من حاله. وإذ ما سألته والدته عن أحواله بمحبة ودلال، فإنها ستهدئ من روعه وتزيل عنه الضغوطات.
ولا شك أن الدلال والمحبة مطلوبة بشكل لا يكونا فيه سبباً لحساسية الطفل المفرطة وتألمه. فالأصل في الموضوع هو التوازن والاعتدال.
ـ الأخطار الناشئة عن نقص العاطفة:
ورد في الأحاديث الإسلامية طلب السعي لحفظ أدب ورعاية الأطفال، وتدليلهم والرأفة بهم لإدخال السرور إلى قلوبهم. وكثيرة هي التوصيات التي ربطت إشباع عواطف الطفل بالمحبة، وأقل تقصير في هذا المجال قد يؤدي إلى ابتلاء الطفل بالعقد فيصبح في المستقبل فردا خطيراً.
أثبتت التحقيقات العلمية أن نقص العاطفة يكون سبباً لعدم توافق الطفل مع المجتمع ويؤثر عليه في شبابه وتعويض هذا النقص أمر صعب جداً، والعقد الناشئة في دور الطفولة يصعب حلها ورفعها فيما بعد، لذلك على المربين السعي بأن لا يقع الطفل في هذه العقد.
وعلى أساس بعض أبحاث علماء النفس ثبت أن نقص العاطفة يسبب للطفل التأخر الدراسي ونقص الذكاء وحتى اختلالات في النطق. وبعض هؤلاء الأطفال يقعون في لجة الحياة حيث السعي لتملك القوة والاستمرار للأقوى فيكون ذلك باعثاً لنشوء الإضطرابات وخيبات الأمل والشقاء فأغلب المجرمين كانوا أطفالاً حرموا من العاطفة ولم يفتح أمامهم باب المحبة والأمل.
ـ ضرر الإفراط في المحبة:
هنا لابد من التذكير بأن الإفراط في المحبة قد يولد للطفل أضراراً كبيرة، فالطفل الذي يستفيد من المحبة والرأفة الزائدة عن الحد مثله كمثل الورود التي من كثرة إروائها بالماء تفقد نضارتها وشكلها الأصليين.
فالأطفال سريعو الألم، والمتملقون هم ثمار تلك التربية، مثلهم كمثل شجرة فريدة وسط الصحراء تتقاذفها الرياح وهي على وشك السقوط.
الإفراط في المحبة يفسد الأطفال. يصبحون أفراداً كثيري الأمل والتوقعات وضعفاء في توافقهم مع الآخرين، تصرفاتهم وحركاتهم غير متوازنة وإمكانية مصاحبتهم للآخرين غير موجودة.
والطفل الذي يتعرض لمحبة ورقابة مفرطة، عاجلاً أم آجلا، لن يكون قادراً على مواجهة الحوادث والصعاب، وأمام الخسارة والحرمان سيقع فريسة للاضطراب النفسي ولإحساس الحقارة. لهذا ولحفظ سعادته يجب اتباع جانب الإعتدال في إبراز المحبة له.
ـ تعلق الطفل الشديد:
عادة ما يكون التعادل في العاطفة والمحبة الموجودة في الأسرة هو الأساس للطفل، وعند فقد أحد الوالدين أو كلاهما فإن الطفل يتوجه بعلاقة أشد نحو المتبقي منهما.
يتعلق الطفل عادة بالأم، خاصة في سنواته الأولى. ولكن بنحو أو بآخر يأنس ويألف والده ويمضي ساعات معه. ولكن بعد موت أو استشهاد الأب تصبح علاقته مختصرة بالأم التي يتوجه إليها ويتعلق بها تعلقاً شديداً.
هذه العلاقة إنما تنشأ من إحساسه بالغربة وفقدانه لعطف ومحبة الأب له. ومحبة الأم الشديدة، والرحمة بغير موضعها، والشفقة دون حساب من الآخرين، قد تؤدي بالطفل إلى الإحساس بالخجل والحياء الشديدين.
ويعالج هذا الأمر بشكل تدريجي، لأن ارتباطات الطفل المتطرفة تعرض شخصيته للخطر ولن يستطيع مستقبلاً أن يكون فردا سوياً أنك بعنوان الأم تستطيعين اتخاذ الموقع الذي لا يجعله يتعلق بك بشدة. أوجدي له رفاقاً من عمره ودعيه يختلط بأقربائه ليأنس بوجودهم ولا تجعليه في طفولته يعيش العزلة وكل ذلك يتم بصورة تدريجية.
ـ كيفية إحساس الطفل:
لاستحواذ محبة طفلك نذكر الطرق التالية:
1ـ التغذية: إن الطفل في مرحلة ما يعتمد فيها على طعم فمه وعلى أساسها يبني عداواته وصداقاته، فبإعطائه الحلويات والشوكولا يعتبرك صديقة له وبمنعه عنها وعن الطعام يعتبرك عدوةً له.
2ـ اللعب مع الطفل: أقضي بعض الهنيهات والأوقات خلال اليوم باللعب مع طفلك فهذا الأمر إضافة إلى أنه يتيح لك فرصة تعليمه الضوابط وقواعد الحياة فإنه إلى حد ما يؤثر في علاجه، يتيح لك فرصة لتحريك انفعالاته وإذا كان اللعب المخطط له في الهواء الطلق فإنه يؤدي إلى نموه الجسدي، والنفسي والأخلاقي، وحسن الأداء و...
3ـ اللباس: يتعلق الطفل بالألبسة الملونة الجميلة وحصوله عليها يوجد له إحساس اللذة والكبرياء فأسعي إلى أن يكون ذلك سبباً للذته وكبريائه. وأعلمي أن الطفل يهتم باللون الظاهر ومظهر الثياب لا بقيمتها وثمنها.
4ـ تلبية الاحتياجات الأخرى: انه بالنهاية بحاجة للألعاب، للرحلات، والنزهات ولحمايتك ومرافقتك له. وبتلبيتك ما أمكن من احتياجاته تجعلينه يتعلق بك. نمّي قواه النفسية والعاطفية، وعوضي له إحساسه بالانكسار والنقص.
ـ حفظ الاعتدال:
المطلوب منك في جميع الأمور رعاية الإعتدال والتوازن في التصرفات والأعمال. وهذا فن المربين في حفظ الطفل بين قطبي الإفراط والتفريط لا أن يحس الطفل بالنقص في المحبة والعناية ولا أن تزيد فيؤدي الأمر إلى اليأس وإلى القلق.
وبنظرنا أن إرضاء رغبات الطفل المتطلب بحجة أنه ابن شهيد ويجب أن نعامله باحترام وعطف هي بمقدار الضرر نفسه فيما لو حرمناه ولم نعطف عليه. فالأطفال المدللون والفوضويين يخلقون لنا المشاكل ويقعون هم أنفسهم في هذه المشاكل.
وأصل التربية أن تتوازى تربية الروح والبدن، والعمل على حفظ الطفل ليحس بالطمأنينة والأمان ويستطيع أن يصل إلى الهدف فيجب حمايته من كل ما يوقعه بالخوف والوحشة وأن نحميه من طلباته المفرطة. وأن لا يطلب شيئاً من أحد، وأن لا تتحول محبتنا له إلى الإفراط، ومعاملتنا الحسنة إلى الغلو وفي النهاية شجعيه ولكن لا ترشيه.
ـ مسألة العمل:
يمكن أن تكوني مضطرة للعمل، وعملك مشروع، وفي المحيط السالم، ولا عيب فيه، بشرط أن لا يكون هذا العمل سبباً لغفلتك عن رعاية وحماية طفلك. إذا كان طفلك واعياً نوعاً ما تستطيعين أخذه معك للعمل أو أن تضعيه عند أمك أو أختك أو عند أحد الأشخاص الذين تطمئنين لهم.
وإن كان طفلك في عمر الدراسة، يكون المشكل أخف، ترافقينه صباحاً للمدرسة وترجعينه عصراً. في كل الأحوال يجب أن تكون مدة غيابك عنه بالحد الأقل. فالذي يريد تربية الأولاد تربية جيدة عليه أن يكون حاضرا معهم بشكل مستمر. ومن الخطأ أن تجعلي طفلك لساعات ينتظر قدومك ونظره معلق بأمل عودتك.
إننا مع كل هذه التوصيات لحفظ أبنائك نذكرك أن لا يكون ذلك سبباً للتشدد مع الأطفال. وكذلك أن لا تفقدي رباطة جأشك وتبدأين بالصراخ والتأوه لدى وقوعه على الأرض، فالخوف والرهبة أمام الأحداث والوسواس الزائد عن الحد سيحملان للمربي الصعوبات الجمّة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|