المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجهاد
2024-11-25
مقبرة (رعمسيس الخامس والسادس)
2024-11-25
معبد «رعمسيس الخامس» الجنازي
2024-11-25
صورة عن ضرائب الزراعة في عهد الرعامسة
2024-11-25
هل كانت الضرائب تدفع للتاج أم كانت دخلًا للمعبد في (عهد رعمسيس الخامس)
2024-11-25
ضرائب الأطيان في عهد الرعامسة (حوالي 1290ق.م)
2024-11-25

الانصاف والاستقامة على الحقّ والتسليم.
2024-02-14
تفسير آية (9) من سورة النساء
3-2-2017
Geodetic Graph
10-5-2022
Structural linguistics
2023-12-11
تسمية الكوبوليمرات المطعمة
16-10-2017
Principles of Diagnosis of lnfec­tious Diseases and Antimicrobial Therapy
24-3-2016


الإمام الرضا والاعداد لدولة الإمام المهدي (سلام الله عليهما)  
  
1880   02:48 صباحاً   التاريخ: 2023-03-18
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج ١٠، ص162-166
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

إنّ إمامة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) من الحقائق الثابتة عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم ، وهو المصلح الأكبر والمنقذ الأعظم للبشرية من شتّى أنواع الانحراف ، وهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد امتلائها ظلما وجورا .

وقام الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بدوره ومسؤوليته في توجيه الانظار إلى حقيقة هذا المبدأ الإسلامي المتمثّل في قضية الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ، لقرب العهد بولادته وغيبته ، وقد جاءت رواياته وإخباراته مطابقة لما صدر عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من روايات وأحاديث :

فقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا »[1].

كما قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة »[2] ، وقال : « المهدي من ولد الحسين »[3].

ووردت روايات عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تصرّح بغيبة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ، بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « والذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبنّ القائم من ولدي بعهد معهود اليه منّي ، حتى يقول أكثر الناس : ما للّه في آل محمد حاجة ، ويشك آخرون في ولادته ، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ، ولا يجعل للشيطان اليه سبيلا بشكّه . . . »[4].

وقد قام الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بالترويج لهذا المبدأ الإسلامي عند المقرّبين لديه . وقد بلغت النصوص الخاصة بالإمام الرضا ( عليه السّلام ) عن هذه القضية الإسلامية كما أحصاها مسند الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ستّة وثلاثين نصّا .

وإليك نماذج منها :

1 - عن أيوب بن نوح قال : قلت للرضا ( عليه السّلام ) : انّا لنرجو أن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يردّه اللّه عزّ وجل إليك من غير سيف ، فقد بويع لك ، وضربت الدراهم باسمك .

فقال ( عليه السّلام ) : « ما منا أحد اختلفت اليه الكتب ، وسئل عن المسائل ، وأشارت اليه الأصابع ، وحملت اليه الأموال الّا اغتيل أو مات على فراشه ، حتى يبعث اللّه عزّ وجلّ لهذا الأمر رجلا خفيّ المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه »[5].

2 - عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السّلام ) يقول : « إنّه سيبتلون بما هو اشدّ وأكبر ، يبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع ، حتى يقال :

غاب ومات ، ويقولون : لا امام . . . »[6].

3 - وصرّح ( عليه السّلام ) بخصوصية الإمام المهدي - عجّل اللّه فرجه - بأنه الثالث من ولده فقال : « كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه ، فقال له علي بن الحسن بن فضّال : ولم ذلك يا ابن رسول اللّه ؟ قال : لأنّ امامهم يغيب عنهم . . . لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف »[7].

4 - ثم صرّح بأكثر من ذلك فحدّد اسمه فقال ( عليه السّلام ) : « لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وحرّى وحرّان ، وكل حزين لهفان ، بأبي أنت وامّي سميّ جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران . . . »[8].

وكان العباسيون يدركون أن قضيّة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) حقيقة إسلامية لا بدّ منها ، ويتخّوفون من زوال حكمهم على يديه ، لذا كانت الروايات في شأنه في غاية السرّية والكتمان . ولعلّ إشخاصهم للأئمة ( عليهم السّلام ) إلى مركز حكمهم وعاصمتهم كان قائما على أساس ترقب ولادة المهدي ( عليه السّلام ) والقضاء عليه في مهده إن لم يمكنهم الحيلولة دون ولادته .

فالمأمون أشخص الإمام الرضا ( عليه السّلام ) إلى خراسان ، وأشخص ابنه الإمام الجواد ( عليه السّلام ) أيضا إلى بغداد بعد انتقال مركز خلافته إليها . ولعلّ تزويجه للإمام ( عليه السّلام ) من ابنته كان باعتبار هذا الهدف ، إضافة إلى محاولة اختلاط النسب بين العباسيين وأئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) فضلا عن الحضور داخل حياتهم الشخصية ليكونوا على معرفة بما يستجدّ في حياة أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

وقد أشخص الحكّام من بعد المأمون الأئمة الباقين إلى مركز حكمهم كالإمام الجواد ( عليه السّلام ) والإمامين الهادي والعسكري ( عليهما السّلام )[9].

ولعلّ سمّ الأئمة منهم واغتيالهم من قبل الحكّام وعمّالهم واقع في هذا الطريق ، فالإمام الجواد ( عليه السّلام ) مات مسموما وعمره خمس وعشرون سنة ، والإمام الهادي سمّ وهو في الثانية والأربعين من عمره والإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) مات مسموما وعمره ثمان وعشرون سنة[10].

ويؤيّد هذا التحليل النصّ المروي عن الإمام أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السّلام ) إذ قال : قد وضع بنو اميّة وبنو العبّاس سيوفهم علينا لعلّتين : إحداهما انّهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادّعائنا ايّاها ، وتستقرّ في مركزها .

وثانيها انّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منّا ، وكانوا لا يشكّون انّهم من الجبابرة والظلمة فسعوا في قتل أهل بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى منع تولّد القائم ( عليه السّلام ) أو قتله ، فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد منهم ، إلّا أن يتم نوره ، ولو كره المشركون .

وبوجود الأئمة ( عليهم السّلام ) في البلاط كان يسهل على الحكّام متابعة نشاطهم وحركتهم والتدخل في شؤونهم الخاصة ؛ لذا فإن الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) والد الإمام المهدي ( عليه السّلام ) لم يتزوّج زواجا عاديا ورسميا ، وحينما ولد له الإمام المهدي ( عليه السّلام ) أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدة طلب السلطان له ، واجتهاده في البحث عن أمره ، لما كان قد شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه وعرف ذلك من انتظارهم له[11].

وهذه المواقف التي كانت تبدر من السلطة والتحفّظات الكثيرة هي التي جعلت الإمام المهدي ( عليه السّلام ) يختفي دون أن تقوم السلطات باعتقاله ، وهي نتيجة للتخطيط الدقيق الذي كان قد بدأه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وتلميحاته وتصريحاته السرية في خصوص الايمان بالمهدي ( عليه السّلام ) وولادته واسمه .

وقد تابع الأئمة من بعده نفس التخطيط ، دون أن تشعر بهم السلطات القائمة .

وخلاصة القول : ان الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قد رسم مستقبل الرسالة بالتمهيد لها من خلال الوصية بإمامة ابنه الجواد ( عليه السّلام ) ، ثمّ عليّ الهادي ثمّ الحسن العسكري ثم ابنه الإمام المهدي المنتظر ؛ لتواصل الأمة ولاءها وتستمر في انتمائها الفكري والعاطفي والسلوكي .

 

[1] سنن أبي داود : 4 / 107 .

[2] سنن أبي داود : 4 / 107 ، سنن ابن ماجة : 2 / 1368 ، عقد الدرر : 42 .

[3] عقد الدرر : 46 ، كفاية الطالب : 503 .

[4] كمال الدين وتمام النعمة : 1 / 51 .

[5] الكافي : 1 / 341 ، كمال الدين وتمام النعمة : 2 / 370 .

[6] بحار الأنوار : 51 / 155 ، عن الغيبة للنعماني .

[7] بحار الأنوار : 51 / 152 .

[8] كمال الدين وتمام النعمة : 2 / 372 ، الفصول المهمة : 251 .

[9] والملفت للنظر لدى الباحث التاريخي أن الأئمة من بعد الرضا ( عليه السّلام ) لم يولد لهم مثل ما ولد لآبائهم من قبل ، وهو شاهد على مدى تحديدهم وإحكام الرقابة عليهم ، وكما أنه مؤشّر إلى تخوّف الحكّام منهم خشية من ظهور المهدي الموعود من بين أبنائهم ( عليهم السّلام ) .

[10] راجع منتخب الأثر : الباب 34 من أبواب الفصل الثاني عن أربعين الخاتون‌آبادي .

[11] الارشاد : 2 / 337 وعنه في بحار الأنوار : 50 / 334 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.