بالنظر إلى الدور الأساسي الذي يلعبه النقل في تطور الحضارة الإنسانية بما يتيحه من انتقال للناس والمواد ، حيث يتم التبادل الاقتصادي والثقافي بين المجتمعات المختلفة ، فان وسائل النقل تتبوأ المكانة الأولى في هذا المجال. ويتضح ذلك جليا من خلال دراسة الحضارات الإنسانية قديماً وحديثاً .

إذ أن الإنسان الأول كان يعتمد على نفسه في الانتقال و في حمل حاجياته من مكان إلى آخر. وبدأ بعد ذلك في استغلال الدواب لمساعدته ولزيادة كفاءة عملية التنقل باستخدام الدواب جاء استعمال في ذلك الزحافات والاسطوانات الخشبية المجرورة كما هو الحال عند قدماء المصريين. ثم كان اختراع العجلة ، والتي يعود إليها الفضل في تطور وسيلة النقل ، إذ أن العجلة أدت إلى ظهور العربة والتي بدورها فرضت وجود الطريق الممهد ثم المرصوف فيما بعد.

و تفيد المصادر التاريخية بأن استعمال العربات قد انتشر في مصر وغرب آسيا منذ عام 2000 ق. م. انتقلت فيما بعد إلى روما ومنها إلى باقي أوروبا. هذا ولم تسجل أية تطورات جذرية في وسائل النقل البرى حتى القرن الثامن عشر حيث بدأ ظهور العربة الآلية والتي تسير ذاتيا باستخدام المحرك البخاري والتي جاءت تطبيقا لاختراع الآلة البخارية بواسطة جيمس وات James Watt عام 1984، وطريقة تغيير السرعات بواسطة التروس الأمر الذي ساعد كثيرا في تحسين آلية الحركة للعربات. وفي القرن التاسع عشر تم إدخال الكهرباء وآلات الاحتراق الداخلي في تسيير المركبات الآلية وبعد ذلك ابتداء لعصر السيارة الحديثة. ومع بداية القرن العشرين شهدت وسائل النقل بمختلف أنواعها البرية والمائية والجوية تطورا هائلا وذلك من حيث القدرة و السرعة ونسبة مساهمة كل منها في عمليات النقل الداخلي والخارجي وشحن البضائع. وقد ترتب على هذا التطور الحديث في وسائل و أنظمة النقل المختلفة ظهور تخصصات فرعية في هندسة النقل والمواصلات مثل هندسة الطرق وهندسة السكك الحديدية و هندسة الموانئ و هندسة المطارات...الخ. وتقسم أنظمة النقل بشكل عام إلى:

1- النقل البرى ويشمل النقل بالطرق والسكك الحديدية.

2-  النقل المائي ( البحري والنهري )

3- النقل الجوي.

و من خلال الدراسة لمقارنة هذه الأنظمة و وسائل النقل المختلفة المستعملة في كل منها يمكن القول بان وسائل النقل البرى والسكك الحديدية هي الأكثر استعمالا في مجال النقل الداخلي بين المدن والقرى داخل البلد الواحد وبين البلدان المتجاورة. أما النقل الجوي بالطائرات فهو الأكثر نجاحا وعالمية من حيث ربط المناطق البعيدة وقطع مسافات أطول في مدة زمنية قصيرة نسبيا، في حين يعتبر النقل البحري هو الأفضل اقتصاديا من حيث نقل البضائع بكميات هائلة و أسعار منخفضة مقارنة بأنظمة النقل الأخرى.