ماذا نعني بالتربية الإعلامية؟

1. تعلم مهارة التعامل مع الإعلام والتنبه إلى ثورة الاتصالات الرقمية وما وفرته من سهولة وسرعة في عمليات التواصل والوصول إلى مصادر المعلومات.

2. حالة من الوعي بما تحمله ثورة الاتصالات الرقمية من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع إذا ما تم استغلال وسائل الاتصال والتقنية الحديثة على الوجه الأمثل، وكذلك ما تنطوي عليه من آثاره سلبية ومن تمرد على القواعد الأخلاقية والضوابط القانونية والمبادئ الأساسية التي تنظم شؤون الحياة الإنسانية.

3. سياسة وقائية تحفيزية وقائية ضد أخطار التكنولوجيا وتحفيزية للاستفادة المثلى من إيجابياتها. وتعزيز مفهوم المواطنة الرقمية Digital Citizeship وهي سياسة تتناغم مع الحاجة وتعبر عن معايير السلوك الرقمي المناسب والمقبول المرتبط باستخدام التقنيات الرقمية،

4.  سياسة توعوية تثقيفية لاستخدام رقمي آمن يستند المعايير وأحكام مرتبطة بالقيم بقصد نشر ثقافة المواطنة الرقمية في البيت والأسرة وفي المدرسة وفي أماكن التعلم واللعب والتسوق تمهيداً لتهيئة الطلاب والأفراد للاندماج في المجتمع الرقمي والمشاركة الايجابية ضمن مجموعة القواعد والضوابط والمعايير والأعراف والأفكار والمبادئ المتبعة في الاستخدام  الأمثل والقويم للتكنولوجيا.

ظهر مفهوم التربية الإعلامية لأول مرة في العالم في أواخر الستينيات من القرن الماضي في الدول الغربية، حيث كان يهتم الخبراء باستعمال وسائل الاتصال الحديثة والإعلام كوسيلة تعليمية مثلها مثل المدرسة لتحقيق منافع تربوية ملموسة مستفيدين من أبحاث المؤسسات الإقتصادية والنظم السياسية، التي كانت تستخدم الإعلام لأغراضها التجارية والأيديولوجية دون الاكتراث بمصلحة الجمهور.

وبحلول السبعينيات، حين كان يتوجس الكثير من تداعيات ظهور التلفاز وانتشاره، بدأ النظر إلى التربية الإعلامية على أنها تعليم دفاعي ضد الرسائل المزيفة والقيم غير الملائمة التي ينبغي للأطفال والشباب أن يرفضوها، لكن في العقد الأخير مع ظهور الثورة الرقمية تطور مفهوم التربية الإعلامية بحيث لم يعد مشروع دفاع فقط، وإنما مشروع تمكين يهدف إلى تزويد الأجيال بالمهارات اللازمة للتعايش مع عصر الإعلام فهما واستهلاكًا وإنتاجًا.

تعرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التربية الإعلامية بأنها فن التعامل مع كل وسائل الإعلام الاتصالي، وتشمل الكلمات والرسوم المطبوعة، والصوت والصور الساكنة والمتحركة، التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات، حيث تمكن أفراد العالم من الوصول إلى فهم لوسائل الإعلام الاتصالية المستخدمة في مجتمعاتهم، والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكنهم من اكتساب المهارات في استخدامها للتفاهم مع الآخرين.