المنهج السلوكي:

يركز المنهج السلوكي تأكيداته المتزايدة على عمليات صناعة القرار، والتي تولد انواع مختلفة من الأنماط المكانية مثل أنماط التنقلات خاصة تلك المتعلقة بالحصول على مختلف الخدمات، كما يقدم نماذج تصف عملية صناعة قرارات الفرد وأنواع مختلفة من اختبارات المواقع وأصبح هذا شيئًا مألوفًا، وقد بنيت على المبادئ السلوكية مثل انتفاعية المكان وإجهاده البيئي.

وفضلاً عن التركيز على عمليات صناعة القرارات الفردية، فإن هناك شعبة كبرى ثانية داخل المنهج السلوكي تنسب إلى فكرة مدركات الفرد الحسية بيئة السكن الحضرية والريفية، فيمتلك ساكني المناطق الحضرية أو الريفية خرائط مدركة حسيا أر عقليًا لبيئتهم المحيطة، ويجد المرء إن هذه الخرائط بعيدة التطابق مع البيئة الطبيعية الفعلية لبيئة السكان الحضرية والريفية، وأن التحريفات التي تحويها تلك الخرائط تأخذ الاهتمام الأول لأنها تلقي الضوء على المحيط السلوكي والتي يمكن من خلاط أن نصل إلى القرارات المتعلقة بالاختيارات المكانية، لذا فإن دارسي الجغرافية والعلوم الاجتماعية يهتمون بهذه الخرائط المدركة وفكرة المسافة المدركة.

ويؤكد بعض الباحثين أن المنهج السلوكي مجرد ملحق للتقليد الوضعي المكاني يسبب عمليات ما قبل العمل في القياس والمنهجية العالية التشكيل، فلم ينحر الجغرافيون السلوكيون في إنتاج فرع تخصصي ثانوي مختلف، بل كانوا يودون المشاركة في المتغيرات والأفكار السلوكية داخل الخطة الشارحة، ويناقش الجغرافيون السلوكيون بصفة خاصة من أجل منهج ذو عمليات أكثر توجيها يدمج مثل هذه الأفكار كالتعليم والإدراك الحسي وإجراء عمليات المعرفة وتشكيل الموقف، اذا فإن الجغرافية السلوكية ليست متعلقة بالتبيان المكاني للسلوك نفسه بل ترتكز على العمليات المسئولة عن هذا السلوك.

كما يرى البعض الآخر من الباحثين أن المنهج السلوكي هو عبارة عن نظرية بيئية في قالب اجتماعي تهتم برصد السلوك البشري للإنسان في الواقع المعاش باستخدام أسلوب جديد يؤدي إلى نتائج مبسطة، ومن ثم فإن المنهج السلوكي لا يعدو كونه وجهة نظر في الجغرافية البشرية، أو بتعبير آخر فإنها تنطوي على فهم التوزيع المكاني وأنماط الظواهر التي من صنع الإنسان على سطح الأرض والتي تولدت من قرارات الإنسان وسلوكياته والتي تؤثر بشكل مباشر على ترتيب الظاهرة على أرض الواقع، تلك هي مجالات المعرفة التي يخدمها المنهج السلوكي بالإضافة إلى اهتمامه بالعلاقات المكانية بين تلك الظواهر.