أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2022
1848
التاريخ: 15-5-2022
1414
التاريخ: 6-4-2016
2051
التاريخ: 7-12-2015
1711
|
{ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } [مريم: 20، 21]
في آيات الله تعالى وبراهينه الظاهرة على أمير المؤمنين (عليه السلام) ، الدالة على مكانه مـن الله (عزوجل) واختصاصه مـن الـكـرامـات بـمـا انـفـرد بـه مـمـن سـواه للدعوة إلى طاعته ، والتمسك بولايته ، والاستبصار بحقه ، واليقين بإمامته والمعرفة بعصمته وكماله ، وظهور حجته.
فمن ذلك ما ساوي به نبيين من أنبياء الله ورسله ، و حجتين للـه عـلى خلقه ، ما لا شبهة في صحته ، ولا ريب في صوابه. قال الله (عزوجل) في ذكر المسيح عيسى بن مريم روح الله وكلمته ونبيه ورسوله إلى خليقته ، وقد ذكر قصة والدته في حملها له ووضعها إياه والأعجوبة في ذلك: { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا }.
وكان من آيات الله ـ تبارك وتعالى ـ في المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) نطقه في المهد ، وخرق العادة بذلك ، والأعجوبة فيه ، والمعجز الباهر لعقول الرجال.
وكان من آيات الله تعالى في أمير المؤمنين (عليه السلام) كمال عقله ووقاره ومعرفته بالله ورسوله (صلوات الله وسلامه عليه وآله) ، مع تقارب سنه وكونه على ظاهر الحال في عداد الأطفال حين دعاه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلى التصديق به والإقرار ، وكلّفه العـلـم بـحقه ، والمعرفة بصانعه والتوحيد له ، وعهد إليه في الاستسرار بما أودعه من دينه ، والصيانة له والحفظ وأداء الأمانة فيه.
وكان (عليه السلام) إذ ذاك في قول بعضهم من أبناء سبع سنين ، وعلى قول بعض آخر من أبناء تسع سنين ، وعلى قول الأكثرين من أبناء عشر سنين ، فكان كمال عقله (عليه السلام) وحصول المعرفة له بالله وبرسوله (صلى الله عليه واله وسلم) آية لله تعالى فيه باهرة ، خرق بها العـادة ، ودل بـهـا عـلى مكانه منه واختصاصه به وتأهيله لما رشحه له من إمامة المسلمين والحجة على الخلق أجمعين. فجرى في خرق العاده لما ذكرناه مجرى عيسى ويحيى (عليه السلام) بما و صـفناه ، ولولا أنه (عليه السلام) كان في تلك الحال كاملاً وافراً ، وبالله (عزوجل) عارفاً ، كما كلفه رسـول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الإقرار بنبوته ، ولا ألزمه الإيمان به ، والتصديق لرسالته وكما ائتمنه على سره الذي أمر بصيانته ...(1).
{ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ ... وَجَعَلَنِي نَبِيًّا }[مريم/۲۹-۳۰]
افتراق الشيعة بعد وفاة الإمام الرضا والجواب عن صغر السن في الأئمة بعده قال الشيخ أيده الله: ثم إن الامامية استمرت على القول بأصول الإمامة طول أيام أبي الحسن الرضا ، فلما توفي وخلف ابنه أبا جعفر (عليه السلام) وله عند وفاة أبيه سبع سنين ، اختلفوا وتفرقوا ثلاث فرق.
فرقة: مضت على سنن القول في الإمامة ، ودانت بإمامة أبي جعفر (عليه السلام) ، ونقلت النص عليه وهي أكثر الفرق عدداً.
وفرقة: ارتدت إلى قول الواقفة ، ورجعوا عما كانوا عليه من إمامة الرضا (عليه السلام).
وفرقة: قالت بإمامة أحمد بن موسى (عليه السلام) ، وزعموا أن الرضا وصى إليه ونص بالإمامة عليه.
واعتل الفريقان الشاذان عن أصل الإمامة بصغر سـن أبي جـعفر (عليه السلام) وقـالوا: ليس يجوز أن يكون إمام الزمان صبياً لم يبلغ الحلم.
فيقال لهم: ما سوي الراجعة إلى الوقف ، كما قيل للواقفة ، دلوا بأي دليل شئتم على إمامة الرضا (عليه السلام) ، حتى نريكم بمثله إمامة أبي جعفر (عليه السلام) ، وبأي شيء نقل النص على أبي جعفر (عليه السلام) ، فإن الواقفة تطعن بمثله في نقل النص على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ولا فصل في ذلك.
على أن ما اشتبه عليهم من جهة سن ابي جعفر (عليه السلام) فإنه بين الفساد.
وذلك ، ان كمال العقل لا يستنكر لحجج الله تعالى مع صغر السن.
قال الله سبحانه: { قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا }.
فخبر عن المسيح (عليه السلام) بالكلام المهد ، وقال في قصة يحيى (عليه السلام): { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12].
وقد اجمع جهور الشيعة مع سائر من خالفهم على ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) دعا عليا (عليه السلام) وهو صغير السن ، ولم يدع الصبيان غيره ، ويأهل بالحسن والحسين (عليهم السلام) وهما طفلان ، ولم ير مباهل قبله ولا بعده بأهل بالأطفال ، وإذا كان الامر على ما ذكرناه من تخصيص الله تعالى حججه على ما شرحناه ، بطل ما تعلق به هؤلاء القوم.
على انهم أقروا بظهور المعجزات على الائمة (عليهم السلام) ، وخرق العادة لهم وفيهم ، بطل أصلهم الذي اعتمدوا عليه في انكار إمامة ابي جعفر (عليه السلام).
وان ابوا ذلك ولحقوا بالمعتزلة في انكار المعجز إلا على الأنبياء (عليهم السلام) ، كلموا بما يكلم به إخوانهم من أهل النصب والضلال.
وهذا المقدار يكفى بمشيئة الله في نقض ما اعتمدوه بما حكيناه (2).
أن كلام عيسى (عليه السلام) كان على كمال عقل وثبوت تكليف وبعد أداء واجب كان مـنه ، ونبوة حصلت له ، وظاهر الذكر دليل على ذلك في قوله تعالى: { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا }.
وهذا مذهب أهل الإمامة بأسرها وجماعة من أهل الشيعه غيرها ، وقد ذهب إليه نفر من المعتزله وكثير من أصحاب الحديث وخالف فيه الخوارج وبعض الزيديه وفرق من المعتزله (3).
[انظر: سورة القصص ، آية 7 ، وسورة مريم آية ١٢ ، مـن الفصول المختارة : ٢٢٢ ، حول إيمان علي (عليه السلام) قبل البلوغ ].
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا }[مريم / ۸۳]
[انظر: سورة الأعراف ، آية ١٦٧ ، من الرسالة العكبرية: ١٠٤]
{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ }[مريم/۹٠]
[انظر: سورة الأحزاب ، آية ٧٢ ، في مسألة الأمانة وعرضته على الجماد ، وهل يجوز تكليفه ، من الرسالة العكبرية : 136]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الإرشاد: ١٦١ ، والمصنفات ١١: ٣٠٥.
2ـ الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٢٥٦ ، والمصنفات ٢: ٣١٥.
3۔ اوائل المقالات: ١٤٤ ، والمصنفات ٤: ١٢٥.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|