أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-22
1552
التاريخ: 2023-02-18
827
التاريخ: 2024-10-22
149
التاريخ: 21/12/2022
1000
|
التخطيط الإقليمي والحضري
يستطيع الجغرافي أن يؤدي خدمات لمجتمعه عن طريق فروع الجغرافيا المختلفة كالجيومورفولوجيا مثلاً وجغرافية السكان والمدن، والجغرافية الزراعية والصناعية والنقل إضافة إلى الجغرافية السياسية، لأن التخطيط بعامة والتخطيط الحضري والإقليمي بخاصة يعتبر من الأنظمة العلمية التي تخدمها تخصصات عديدة أو أنه في الواقع يمثل مزيجا من أنظمة علمية.
وإذا كان التخطيط قبل ذلك حكراً على المهندس والمعماري بشكل رئيس، فقد اصبحت الأجهزة التخطيطية اليوم تضم افرادا من تخصصات عديدة كالهندسة والعمارة والتصميم والجغرافيا والاجتماع والاقتصاد والتشريع والادارة وغيرها.
وبذا فقد كسرت الجغرافيا الاحتكار الذي اتسمت به لفترة طويلة مهن التصميم في ميدان التخطيط والذي اثبتته نجاحات الجغرافيين في هذا المجال وقدرتهم على اختراق الحاجز التخطيطي وتوسيع المشاركة والاسهامات التي يمكن لعلم الجغرافيا تقديمها.
ولتحقيق هذا الهدف يقول باتريك جيديس الذي وضع القانون الاساسي كما قال أيضا أحد أعلام للتخطيط بأنه: ضرورة اجراء المسح قبل العمل التخطيط في بريطانيا من أن التخطيط في أساسه عبارة عن جغرافيا تطبيقية وأن الخطوة الأولى في أعادة التعمير هي البحث الجغرافي.
إن ارتباط الجغرافيا بالتخطيط الإقليمي ارتباط وثيق، فالتخطيط لا يقوم من غير دراسة للبيئة بمعناها الكلي دراسة مستندة على مختلف العناصر التي تتألف منها، وهذا الموقف الكلي الشامل يحتاج إلى استيعاب العلاقات المعقدة بين عناصر البيئة، هو ما يربط التخطيط بالجغرافيا، فالجغرافيا تتناول بالبحث البيئة في صورتها الحالية وكذلك أصلها وديناميتها وعناصرها وتحليل العوامل المسؤولة عن الشكل الذي يتخذه توزيع عناصر هذه البيئة، وتتناول أيضاً دراسة المضمون الكلي الذي يعول عليه المخطط. إن الجغرافي يمكن أن يوظف خبراته وامكاناته في مجالات التخطيط المكاني. والمقصود بالتخطيط المكاني هنا الإشارة إلى أربعة مستويات تخطيطية مكانية هي:
1- المستوى الأول هو التخطيط المحلي أو كما يسميه البعض تخطيط الجوار (Neighborhood Planing).
2- المستوى الثاني هو تخطيط المدينة (City Planning).
3- المستوى الثالث هو التخطيط الحضري (Urban Planning).
4- المستوى الرابع هو التخطيط الإقليمي (Regional Planning).
فالتخطيط المحلي أو تخطيط الجوار يتناول بعض أجزاء المدينة. أما تخطيط المدينة فهو جزء من التخطيط الحضري، لأن مفهوم المدينة قد تعرض التغيرات واسعة بحيث أصبح من الصعب فصل المدينة عن امتداداتها الحضرية بل أن التجمعات الحضرية الحديثة اصبحت تضم في ثناياها عدة مدن نتيجة الاندماجات الناجمة عن التوسعات للمدن المجاورة. أما التخطيط الإقليمي فهو الأشمل لكونه يضم مناطق عديدة واسعة تتضمن أحياناً العديد من المستوطنات الصغيرة والمدن وبعض التجمعات الحضرية فضلاً عن مناطق ريفية. لذا تلتقي الجغرافيا بالتخطيط الإقليمي في استعمالها للمنهج الخرائطي كأداة رئيسية من أدوات البحث والاستقصاء بغية عقد المقارنات وتوزيع الظواهر المكانية و تفسيرها.
ولكي تبلغ مساهمة الجغرافيين غايتها لابد أن يكون الجغرافيون ملمين الماما صحيحاً باحتياجات المخططين ومطالبهم. فألمام الجغرافي بشكل عميق باحتياجات المخطط يكون أكثر مساهمة من كل عالم من التخصصات الأخرى على حدة. يجب على الجغرافي إلا يتقمص شخصية المخطط ولكن يجب عليه أن يظل محتفظا باستقلاله امينا على ما تقتضيه طبيعة العلم الذي يزاوله وشرائطه وقوانينه وقد يدخل العمل الحقلي كواحد من الطرق والوسائل المهمة لفهم المكان بشكل دقيق ويسهم في أسعاف المخطط الجغرافي في تقديم التخطيط الناجح لذلك المكان، لأن غرض العمل الحقلي مبدئيا هو التدريب في فن النظر إلى الأرض بعين فاحصة والخروج بملاحظة مدعمة وتسجيل الحقائق العلمية والتوصل إلى الفكرة الاستدلالية حول الاشياء التي لوحظت شخصيا.
كما يرتبط دور الجغرافي بالتخطيط في قدرته على مد مشروعات التنمية بمعلومات منتقاة ومفيدة عن الظروف الطبيعية والبشرية للإقليم, إن فشل بعض المشروعات في الدول النامية مرتبط إلى حد كبير بجهل الظروف الجغرافية وقد يفرض بعض المشروعات فرضا على إقليم ولا يراعي الظروف المحلية، فدراسة التخطيط السليم، فلكل إقليم مطلبه ولكل إقليم موارده أساس الإقليم هي هذا الدور التخطيطي للجغرافي متميز كونه مرهون بعاملين اساسيين:
1- إن الجغرافي يمكنه أن يجمع المعلومات اللازمة عن الارض والإنسان.
2- إن الجغرافي يستطيع أن يساعد المخطط لأن أهداف التخطيط الإقليمي استحداث توازن جديد في البيئة يحل محله التوازن الموجود فعلا فالجغرافي يمكنه أن يتفهم عناصر التوازن الحالي وبعد ذلك ينبغي له معرفة الاحتمالات التي سيتمخض عنها التوازن الجديد ومدى ملاءمته للمجتمع، ومن غير هذه النظرة لا يتصور لخطة إقليمية ناجحة.
ويبدو واضحا أن هناك مجالات واسعة يمكن أن تتوافر للجغرافيين فرض المشاركة في برامج التخطيط. ومن هذه المجالات ما يأتي:
1- مسح الموارد الاقليمية وتقدير كمياتها وتخطيط الوسائل المناسبة لاستغلالها بما في ذلك الوسائل التي تسهل المحافظة على البيئة وتنميتها.
2- تقويم النمو الحضري واقتراح استراتيجيات له.
3- تفهم العلاقات الحضرية - الإقليمية وبناء نماذج لهذه العلاقات.
4- البرمجة البيئية وتطوير الأراضي من خلال دراسات استخدامات الأرض وتفسير الخرائط والصور الجوية وبناء خرائط كمبيوترية مرتبطة بنظم معلومات جغرافية.
5- دراسة دور الإنسان في بيئته، ودراسة الأشكال الرئيسة لهذا الدور واتجاهاتها، والتنبؤ بما تنطوي عليه التغيرات واعداد الطرق المشروعة لتحسين النتائج المتعاقبة.
6- تحديد المواقع المناسبة للمستوطنات البشرية والنشاطات الاقتصادية.
7- امكانية الاسهام في تطوير ظروف معيشة السكان والتي يمكن تحقيقها من خلال التخطيط المناسب للأوضاع الاقتصادية.
8- امكانية المشاركة في تشخيص وايجاد الحلول لبعض المشكلات الاجتماعية والعمرانية والسياسية والاقتصادية وكذلك العسكرية.
9- الجغرافيا يمكن ان تشكل جسرا يربط بين العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية والسلوكية.
علما بأن دور الجغرافيا لا يكمن في المحتوى الذي يمكن ان يتداخل في موضوعات أخرى، وانما في الأسلوب الذي تحاول من خلال تفسير وربط المعلومات الجغرافية والمشكلات البيئية وتطوير نظريات خاصة بها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|