النظرية الكلاسيكية:

يعود الفضل الكبير للنظرية الكلاسيكية في تحليل تطور نظرية التجارة الخارجية، وقد بينت الفوائد المتعلقة بالتبادل الدولي من خلال الجوانب الاتية:

أ- تحديد ماهية وطبيعة السلع التي تدخل في التجارة الدولية (تفسير أسباب قيام التجارة الدولية).

ب- تحديد نسب التبادل التجاري بين تلك السلع.

ت- كيفية تحقيق التوازن في الميزان التجاري.

و تتألف النظرية الكلاسيكية من عدة نظريات اهمها:

- نظرية الميزة المطلقة لأدم سميت:

انتقد ادم سمث من خلال كتابه (ثروة (الامم أراء المذهب التجاري فيما يتعلق بالذهب والفضة وبالثروة وبالعلاقات التجارية بين الدول، وقد نادى بانه لا يوجد معنى كون الذهب مصدر الثروة الوحيد إذ بين أن الثروة تكمن في السلع المادية المنتجة القادرة على إشباع حاجات الأفراد ورغباتهم وأن الدخل الذي يحصل عليه الشخص لا يتكون في الواقع من عدد القطع الذهبية بقدر ما يتكون من ما يستطيع هذا الشخص أن يشتريه في السوق أو يحصل عليه بواسطة هذه القطع.

كما دعا من خلال مبدأ دعه" يعمل دعه "يمر والاهتمام بضرورة تقسيم العمل بين الأفراد وأوضح لما له من فائدة كبيرة تتمثل في الحصول على كميات من المنتوجات أكبر من الحصول عليه في حالة عدم إتباع تقسيم العمل وبنفس عوامل الإنتاج، أوضح مساوئ تقييد التجارة الخارجية التي دعا إليها التجاريون من أجل جلب المعادن النفيسة إلى الدولة حيث أظهر أن كل دولة يمكن لها أن تزيد من ثروتها وذلك باعتمادها على مبدأ تقسيم العمل والتخصص في الإنتاج. يمكن شرح مفهوم التخصص على أن الدول لا تحاول صناعة الانتاج بكلفه أقل عند استيرادها.

فنلاحظ مثلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستورد الموز من البرازيل بدلا من محاولة زراعته في اراضيها، وبنفس الحال يجب على البرازيل استيراد السيارات من أمريكا، حيث تكون هناك أرخص نسبيا بدلا من محاولة تصنيعها محليا بتكلفة اكبر، ولذا يمكن أن تحدث الميزة المطلقة بسبب الظروف المناخية او التربة او التضاريس الأرضية. كما هو الحال بالنسبة للنفط في الدول العربية أو بسبب المهارات او رأس المال كما هو الحال في اليابان والدول الغربية لصناعة الطائرات والسيارات والمعدات العسكرية. يؤخذ على هذا التحليل أنه لا يبين السبيل إلى التخصص بالنسبة للدول التي لا تتمتع بأي مزايا مطلقة، فهل هذا يعني أن الدول التي تتمتع بإنتاجية ضعيفة في كل الميادين تقريبا يكون محكوم عليها بالعزلة.