أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2016
3009
التاريخ: 22-8-2016
2867
التاريخ: 15-8-2016
4328
التاريخ: 15-8-2016
3675
|
1 - العقيدة السليمة
في خضم الأحداث والمواقف المتباينة والمتناقضة جراء تعدد التيارات الفكرية والعقائدية ، واضطراب عقول الكثير من المسلمين ، لابتعادهم عن إدراك أسس العقيدة السليمة ، قام الإمام ( عليه السّلام ) بدور كبير في بيان العقيدة السليمة للجماعة الصالحة ؛ لتقوم بدورها في اصلاح المفاهيم والافكار ، ونشر عقيدة أهل البيت ( عليهم السّلام ) في مختلف الأوساط وعلى جميع المستويات .
لقد بيّن ( عليه السّلام ) الأسس العامة للتوحيد ، فعن حريز بن عبد اللّه ، وعبد اللّه بن مسكان قالا : قال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلّا بهذه الخصال السبعة : بمشيّة ، وإرادة ، وقضاء ، وإذن ، وكتاب ، وأجل ، فمن زعم أنه يقدر على نقض واحدة منهنّ فقد كفر »[1].
وبيّن حقيقة التوحيد تمييزا لعقيدة أهل البيت ( عليهم السّلام ) عن العقائد الأخرى فقال ( عليه السّلام ) : « لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات ، منعوت بالعلامات ، لا يجور في قضيته ، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه »[2].
وبيّن حدود الوصف للّه تعالى فنهى عن التكلم في ذات اللّه وما يتفرع عنه من آراء ومفاهيم ، فقال ( عليه السّلام ) : « تكلموا فيما دون العرش ، ولا تكلموا فيما فوق العرش ، فانّ قوما تكلموا في اللّه فتاهوا . . . »[3].
وبيّن ( عليه السّلام ) معياري الايمان والإسلام فقال : « الايمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل »[4].
وقال ( عليه السّلام ) : « الإيمان ما كان في القلب ، والإسلام ما عليه التناكح والتوارث وحقنت به الدماء ، والايمان يشرك الإسلام ، والإسلام لا يشرك الايمان »[5].
وبيّن الأصل الأساسي من أصول العقيدة بعد أصل التوحيد وهو الولاية والإمامة المجعولة من اللّه تعالى ؛ لأن الولي والإمام يقوم بدور الحجّة نيابة عن اللّه تعالى ، وبيّن مصير من لا يتولّى من نصّبه اللّه تعالى ، فقال : « إنّ من دان اللّه بعبادة يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من اللّه ، فإنّ سعيه غير مقبول وهو ضالّ متحيّر ، ومثله كمثل شاة لا راعي لها ضلّت عن راعيها وقطيعها فتاهت ذاهبة وجائية يومها ، فلمّا أن جنّها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فجاءت إليها فباتت معها في ربضتها متحيّرة تطلب راعيها وقطيعها ، فبصرت بسرح قطيع غنم آخر فعمدت نحوه وحنّت إليها ، فصاح بها الرّاعي الحقي بقطيعك فإنّك تائهة متحيّرة قد ضللت عن راعيك وقطيعك ، فهجمت ذعرة متحيّرة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها ويردّها ، فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، وهكذا يا محمّد بن مسلم من أصبح من هذه الأمة ولا إمام له من اللّه عادل أصبح تائها متحيّرا ، إن مات على حاله تلك مات ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا محمد أنّ أئمة الحقّ وأتباعهم على دين اللّه . . . »[6].
وبيّن حدود ولاية أهل البيت ( عليهم السّلام ) وحدود شفاعتهم فقال : « يا جابر ! فو اللّه ما يتقرب إلى اللّه تبارك وتعالى إلّا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على اللّه لأحد من حجّة ، من كان للّه مطيعا فهو لنا وليّ ، ومن كان للّه عاصيا فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولا يتنا إلّا بالعمل والورع »[7].
وحذّر اتباعه من التأثر بأفكار واعتقادات الغلاة لأنها مخالفة للتوحيد ، ومخالفة للمنهج العقائدي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) .
2 - مرجعية أهل البيت ( عليهم السّلام )
ان المنهج الاسلامي هو منهج واقعي للحياة ، بكل ما للحياة من تشكيلات وتنظيمات وأوضاع وقيم وأخلاق وآداب وعبادات وشعائر ، وهو كمنهج نظري يراد تطبيقه في الواقع بحاجة إلى قدوة تجسّده في الواقع كي يقتدي بها الناس ليندفعوا أشواطا إلى الأمام في مسيرة التنفيذ والتطبيق ، ولهذا ركّز الإمام ( عليه السّلام ) على القدوة الناطقة بالكتاب والسنّة وهم أهل البيت ( عليهم السّلام ) تمييزا عن غيرهم من الذين تنكبوا طريق الاستقامة وانحرفوا عن المنهج انطلاقا من أهوائهم ومصالحهم التي تخدم السلاطين والحكّام وانفلاتا من قيود العقيدة والشريعة .
فقد أكّد الإمام ( عليه السّلام ) على الولاية باعتبارها أهم أركان الإسلام فقال : « بني الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية »[8] ، التي أوضحها في نص آخر بأنها الولاية لأهل البيت ( عليهم السّلام )[9].
وأورد الأحاديث الشريفة عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) التي تؤكد على ولاية أهل البيت ( عليهم السّلام ) ومرجعيتهم في الأمة ، ومنها توجيه الانظار إلى ولاية أول الأئمة أعني الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) متمثّلة بالولاء العاطفي له ، قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . « ما من مؤمن إلّا وقد خلص ودّي إلى قلبه ، وما خلص ودّي إلى قلب أحد إلّا وقد خلص ودّ عليّ إلى قلبه ، كذب يا علي من زعم أنه يحبّني ويبغضك »[10].
وفسرّ الآيات النازلة في حق أهل البيت ( عليهم السّلام ) وبيّن مؤدّاها بشكل دقيق وهو مرجعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) في جميع شؤون الحياة فكرية وعاطفية وسلوكية .
ففي قوله تعالى :
فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[11] ، قال ( عليه السّلام ) : نحن أهل الذكر .
وفي قوله تعالى : لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ[12] ، قال ( عليه السّلام ) : نحن هم .
وفي قوله تعالى : وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً[13] ، قال ( عليه السّلام ) : نحن الأمة الوسط .
وفي قوله تعالى : وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[14] ، قال ( عليه السّلام ) : أي مع آل محمد[15].
وأمّا أحاديثه التي رواها عن رسول اللّه حول ولاية أهل البيت ( عليهم السّلام ) ومرجعيتهم للأمة فمنها قوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أنا رسول اللّه إلى النّاس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من اللّه ، يقومون في الناس فيكذّبونهم ويظلمونهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا فمن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذّبهم ، فليس مني ولا معي وأنا منه بريء »[16].
وحثّ ( عليه السّلام ) على الرجوع إلى القرآن والسنّة ، وأكّد مرجعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) باعتبار أنّ سنّتهم امتداد للسنّة النبويّة الشريفة ، وباعتبار أعلميّتهم بمنهج القرآن الكريم وسيرة النبي العظيم ؛ فإنّهم أهل بيت الوحي والرسالة فهم أدرى بما في البيت .
3 - خصائص الانتماء لأهل البيت ( عليهم السّلام )
بيّن الإمام ( عليه السّلام ) خصائص الانسان الشيعي وهو الإنسان الموالي والمتّبع لأهل البيت ( عليهم السّلام ) تمييزا له عمّن سواه ممّن يحمل شعار الولاء والمشايعة لهم ، قال ( عليه السّلام ) : « فو اللّه ما شيعتنا إلّا من اتقى اللّه واطاعه . . . »[17].
وقال أيضا : « لا تذهب بكم المذاهب ، فو اللّه ما شيعتنا إلّا من أطاع اللّه عزّ وجلّ »[18].
وبيّن الخصائص الولائية والسلوكية للجماعة الصالحة من حيث علاقاتهم فيما بينهم وعلاقاتهم مع الآخرين . فقال ( عليه السّلام ) : « انما شيعة عليّ :
المتباذلون في ولايتنا . المتحابّون في مودّتنا . المتزاورون لإحياء أمرنا .
الذين إذا اغضبوا لم يظلموا . وإذا رضوا لم يسرفوا . بركة على من جاوروا . سلم لمن خالطوا »[19].
وقال أيضا : « إنما شيعة عليّ : من لا يعدو صوته سمعه ، ولا شحناؤه بدنه ، لا يمدح لنا قاليا . ولا يواصل لنا مبغضا . ولا يجالس لنا عائبا »[20].
وقال أيضا : « إنما شيعة عليّ : الحلماء العلماء ، الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانية على وجوههم »[21].
وقال أيضا : « إنّما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ ، والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدّي إلى ما ليس له بحقّ »[22].
وبيّن ( عليه السّلام ) أسس التقييم الموضوعي لمن يريد إثبات صحة انتمائه للجماعة الصالحة . ومن هذه الأسس عرض الإنسان نفسه على كتاب اللّه .
قال ( عليه السّلام ) : « يا جابر واعلم بأنّك لا تكون لنا وليّا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك ، وقالوا : انك رجل سوء لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا : انك رجل صالح لم يسرّك ذلك . ولكن اعرض نفسك على كتاب اللّه ؛ فإن كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فاثبت وأبشر ، فإنه لا يضرّك ما قيل فيك . وان كنت مبائنا للقرآن فما الذي يغرك من نفسك ؟ ! . . . »[23].
والعلامة المميّزة لأفراد الجماعة الصالحة هي التزامهم بمبادئ القرآن الكريم وقيمه في مختلف مجالات الحياة الإسلامية ، في العبادة والارتباط باللّه تعالى ، وفي العلاقات الاجتماعية ، وقد بيّن ذلك بقوله ( عليه السّلام ) - كما مرّ سابقا - :
« فو اللّه ما شيعتنا إلّا من اتّقى اللّه وأطاعه ، وما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع والتخشع والأمانة . وكثرة ذكر اللّه والصوم والصلاة . والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء ، وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام . وصدق الحديث وتلاوة القرآن . وكفّ الألسن عن الناس إلّا من خير . وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء »[24].
[1] المحاسن : 244 .
[2] مختصر تاريخ دمشق : 23 / 81 .
[3] المحاسن : 238 .
[4] تحف العقول : 217 .
[5] المصدر السابق : 218 .
[6] المحاسن : 92 ، 93 .
[7] الكافي : 2 / 74 .
[8] المصدر السابق : 2 / 18 .
[9] الخصال : 1 / 278 .
[10] المحاسن : 151 .
[11] النحل ( 16 ) : 43 .
[12] البقرة ( 2 ) : 143 .
[13] البقرة ( 2 ) : 143 .
[14] التوبة ( 9 ) : 119 .
[15] مناقب آل أبي طالب : 4 / 194 ، 195
[16] المحاسن : 155 .
[17] الكافي : 2 / 74 .
[18] المصدر السابق : 2 / 73 .
[19] تحف العقول : 220 .
[20] بحار الأنوار : 65 / 168 .
[21] بحار الأنوار : 65 / 189 .
[22] الكافي : 2 / 234 .
[23] تحف العقول : 206 ، مستدرك الوسائل : 1 / 460 .
[24] الكافي : 2 / 74 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|