منشأ اختلاف الأفراد في طائفة نحل العسل

أ- نوع البيض:

إن استعداد الملكة للتكاثر أمر يدعو للغرابة ولكن الصفة الخاصة بخصوبتها تثير الدهشة أكبر وتنفع للتساؤل بالحاح حول ظاهرة وضع الملكة لبيوض غير ملقحة تلك الظاهرة التي لازال يكتنفها الغموض في الواقع فإن للملكة القدرة على عدم إخصاب بعض البيوض ومع ذلك ستعطي هذه البيوض غير المخصبة أفراد النحل المذكرة مع الإشارة إلى أن الناحية الأكثر اثارة تكمن في المظهر الإرادي لظاهرة التوالد البكري فالملكة هي التي تمتلك حق الخيار وإقرار الإحصاب من عدمه لما تضعه من بيوض في هذا المجال يكفي أن تقوم الملكة بفتح أو إغلاق قناة النطف التي تصل المبيض بالقابلة المنوية التي تختزن النطف التي جاءتها عندما اقترنت الذكر وبتقرير الملكة الإداري بفتح أو إغلاق تلك القناة تكون قد حددت الخيار الأساسي لاستمرار الخلية أو ( المستعمرة) في الحياة.

في الحالة الأولى (أي فتح القناة) تلج النطفة عبر نفير البويضة وبالتالي فإن الإخصاب الذي حدث سيحدث ولادة يرقة شغالة، وفي الحالة الأخرى (إغلاق القناة) سينتج عن البويضة غير المخصبة فردا ذكر كثمرة لتطورها عندما يقترن مخرون القابلة المنوية من النطف من النفاذ وهذا ما يحدث في السنة الرابعة من حياتها، تصبح الملكة عندئذ أكثر ميلا لولادة الذكور في نسلها.

وسيعمل هذا الواقع على انخفاض نسبة الشغالات في المستعمرة وهذا ما يمثل تهديدا خطيرا لمستقبلها ويسهر مربو النحل، وبمنتهي اليقظة، على وقاية خلايا النحل من إباضة الملكات المتقدمة بالعمر، الأمر الذي يدفعهم إلى تجديد ملكات الخلايا بين الحين والأخر.

أخيرا هناك ظاهرة أخرى تخص الملكة وهي أكثر إثارة ومدعاة للدهشة والتي تتلخص بإفرازها لهرمونات (Pherormones) تعمل كوسيط كيميائي بين الملكة التي تفرزها والشغالات التي تتلقاها منها تلامس بطن الملكة وتلعقه. تقوم هذه الهرمونات لإعاقة تطور مبايض الشغالات مما يؤدي إلى بقائها مختزلة أو ضامرة، وهذه ضرورة حيوية لاستمرار الانسجام بين أفراد المستعمرة، يضاف إلى ذلك أن هذه الهرمونات تمنع أي احتمال في إقامة "خلايا ملكية جديدة".

ب- نوع المسكن:

إن العيون السداسية الضيقة هي التي تنتج الشغالات والعيون السداسية الواسعة هي التي تنتج الذكور والعيون الكبيرة التي تشبه حبة الفستق "بيوت الملكات" هي تنتج ملكات.

ج- نوع الغذاء:

إن هذا العامل يعتبر من أهم الأسباب الثلاثة فالاختلاف ينتج من نوع الغذاء الذي يقدم للأفراد. فاليرقات التي تتغذى على سائل يفرزه النحل من غدد في راسة تنتج ملكات ويسمى هذا الغذاء بالغذاء الملكي وهو غني بالمواد البروتينية تعيش عليه يرقات البيض الملقح لمدة ثلاثة أيام ثم يستمر تقديمه ليرقة الملكة فقط طول حياتها.

أما يرقات الشغالات الذكور فيغير لها الغذاء بعد اليوم الثالث حيث تأكل غذاء نصف مهضوم متنوع من العسل وحبوب اللقاح.