أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2014
2545
التاريخ: 15-10-2014
3935
التاريخ: 15-10-2014
2142
التاريخ: 20-09-2015
3636
|
بدأ تفسير القرآن معتمداً على الرواية والنقل عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع كل التحرج والتأكد والالتزام بدقة النقل وعدم التصرف، وليس ذلك الأسلوب غريباً مادام غرض التفسير هو إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز.
فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان، ولا على شيء لم يثبت أنه حجة من طريق العقل أو من الشرع. فلهذا لا يجوز الرجوع إلى غيرها مادام فيها نضاً من النبي (صلى الله عليه وسلم) أو أهل بيته في معنى الآية.
ولكن المشكل كل المشكل في الاعتماد على الروايات التفسيرية الموجودة في أيدينا بما هي روايات عنهم؛ لأن في الكتب الحديث والتفسير روايات ضعاف من طرق السنة والشيعة في تفسير الآيات المخالفة للأصول العقائدية والقواعد العقلية والحقائق التأريخية، فقد حامت لها شبهات وكثرت فيها تشكيكات، بحيث لابد الرجوع إلى مرجع، وأسلوب محكم في التعامل معها، وقاعدة محكمة حتى لا يختلط الغث بالسمين.
كان منهج الشيخ في تفسيره يرتكز على قاعدة كلية: تعتمد على الروايات الواردة في تفسير النص القرآني، اعتماداً واضحاً، إذا كانت لا تخالف القرآن أو نصاً واضحاً، ويردد إذا كان فيه ترديد. ويظهر بوضوح أنه قد عول على الرواية في تفسير النص القرآني تارة، ورجع إليها مستشهداً بها لما انتخبه من المعنى تارة أخرى.
وإذا كانت مخالفة عنده للأصول العقائدية والقواعد العقلية والحقائق التأريخية المتواترة، فيردها بكلمات قاطعة، ويقين راسخ؛ لأنه عارف خبير بهذا الفن، ويتبع طريقة مميزة في تعامله مع الحديث، ويستخدم حق النقد المعمول به في رجال السند و ينهج طريقة عقلية ينقلها من مرحلة الجمود إلى مرحلة المرونة.
ومن أمثلة ما ذكره في معنى الأخبار المروية عن الأئمة الهداة (عليهم السلام) في الأشباح وخلق الله الأرواح قبل خلقة آدم (عليه السلام) بألفي عام، وإخراج الذرية من صلبه على صور الذر في ذيل آية: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ}[الأعراف:157]، فإنه قال:
( إن الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة، وصنفوا كتباً لغواً فيها، وهزأوا فيما أثبتوا في معانيها، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحق، وتخرصوا الباطل بإضافتها إليهم، من جملتها كتاب سموه كتاب: " الأشباح والأظلة " ونسبوا تأليفه إلى محمد بن سنان، ولسنا نعلم صحة ما ذكروه في هذا الباب عنه، فإن صحيحاً، فأن ابن سنان قد طعن فيه وهو منهم بالغلو، وإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه، فهو ضال بضلاله عن الحق، وإن كذبوه فقد تحملوا أوزار ذلك)(1).
وقال أيضاً في معنى العرش عند تفسير قوله تعالى: { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}[النمل:23].
يريد لها ملك عظيم، فعرش الله تعالى هو ملكه واستواؤه على العرش، هو استيلاؤه على الملك، والعرف تصف الاستيلاء بالاستواء، فأما العرش الذي تحمله الملائكة، فهو بعض الملك ..
ثم ذكر أخباراً في خلق البيت تحت العرش سماه البيت المعمور، وغيرها من الأخبار، ثم قال:
( والأحاديث التي رويت في صفة الملائكة الحاملين للعرش، أحاديث آحاد وروايات أفراد لا يجوز القطع بها، ولا العمل عليها، والوجه الوقوف عندها، والقطع على أن الاصل في العرش هو الملك، والعرش المحمول جزء من الملك )(2).
وغيرها من الروايات المنقولة في تأويل بعض المفردات أو الآيات القرآنية، فيشك في صحتها، أو يردها بكلمات قاطعة، معللاً ذلك: بأنها لم يؤيدها نص من نصوص القرآن الكريم، أو أنها أحاديث آحاد وروايات افراد، أو حديث شاذ مجهول الأسناد، وعلل أخرى في رد تلك الروايات.
__________
1- تفسير الشيخ المفيد.
2- نفس الكتاب.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|