المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الكبد مسؤول عن قبط بقية البروتينات الشحمية
2-9-2021
كروياء Carum carvi L
6-12-2020
Transplantation Immunity
8-11-2015
التربة المناسبة لزراعة الطماطم
25-10-2020
هل في القرآن متشابه ؟
11-10-2014
التناول (التمثيل) (Uptake (assimilation
2024-01-04


ضع في حسابك القدر  
  
1683   09:39 صباحاً   التاريخ: 2/10/2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص45ــ50
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-23 777
التاريخ: 2024-08-02 517
التاريخ: 2024-09-24 178
التاريخ: 2023-03-26 1315

يمكنك أن تقرر ما ترغب القيام به، ويمكنك تنفيذ ما قررت، ولكن هل ستبقى كل الأبواب مشرعة أمامك إلى الأبد لتقرر كل شيء، وتنفذ كل ما ترغب، أم أن هناك دائماً احتمالات أخرى؟

الحق، إنه ليس الناجح هو من يستطيع تنفيذ كل ما يقرر، وتحقيق كل ما يرغب فيه، بل الناجح هو من يضع في حساباته احتمالات الفشل أيضاً، ويتعامل مع الحقائق كما هي، من دون تفاؤل مفرط وثقة مطلقة.

فمن الحقائق البديهية أن الحياة مسرح كبير للإرادات، وأعظمها هي إرادة خالق الإرادة، التي لابد أن نضعها في حساباتنا في جميع خطواتنا وأعمالنا.

وهذا يعني أن للإنسان شريكين في أعماله : القدر، والآخرون، وقرارك بالقيام بما تستطيع فعله في أمور مثل شرب الماء، وأكل الطعام، والسفر، وشراء منزل ليس ممكناً تنفيذه دائماً وأبداً، ففي أحيان كثيرة تجد أمامك عائقاً يمنعك من تحقيق أبسط الأمور، فإما أن يكون العائق حاجزاً من القدر أو مانعاً من الآخرين.

ولربما لا تتجاوز نسبة مشاركة الآخرين والقدر وتأثيرهما في حياتك على ٠ ٢ بالمائة، ولكن بمقدار هذه النسبة لا يستطيع المرء أن يقرر لحياته بمفرده وإنما سيكون بحاجة إلى عون من الآخرين، وسند من القدر.

وهذا يتطلب من الإنسان عندما يخطط لتنفيذ قراراته أن يفتح حساباً للآخرين وإراداتهم، وأن يضع في الحسبان احتمالات تدخل القدر.

ومن لا يفعل ذلك يضيف خيبة أمل جديدة إلى خيبات آماله الكثيرة، ويزداد حينئذ تشاؤما في اموره، بينما يمكن أن تكون الحياة أحلى من ذلك وأكثر سعادة للإنسان فيما لو غير نظرته للحياة، ذلك أن الحياة ليست ملكك وحدك، وإنما هي لك وللآخرين، ولست أنت إلا واحداً من الملايين الذين خلق الله لهم الشمس والأرض والقمر والكواكب، وأعطاهم القدرات والإمكانات في هذه الدنيا.

ثم إن لله تعالى الهيمنة على الكون، وإرادته ماضية في الخلق، فلربما تعلقت إرادته بإيقاف كل شيء وإنهاء كل شيء، وحينئذ لا تنفع الخطط، ولا ينجح العلاج..

فضع في الحسبان احتمالات القدر، لأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.

ولهذا قيل قديماً أن «نية المؤمن أبلغ من عمله» لأن الإنسان قد ينوي أمراً حسناً، ولكن القدر يمنعه من القيام بذلك، فهو مثاب عند الله على نيته الحسنة.

من هنا يجب أن تجعل فعل الخير إرادة في ضميرك، ونية في قلبك، على أن تفعله إذا ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

أهون الناس عزيمة من يعجز عن النية الحسنة، فما ضير أن تلازم المرء نية الخير دائماً وبلا فتور، فإذا تمكن من القيام بذلك فبها ونعمت، وإلا كانت النية الحسنة شفيعة له، أما من لا ينوي فعل الخير فإنه لن يوفق للعمل الصالح في كل الأحوال.

من هنا فإن تمنيات من نوع: «يا ليتني كنت أملك مالاً لأوزعه على الفقراء»، و «يا ليتني أكون قادراً على مساعدة الآخرين»، و «يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً»، كل هذه التمنيات هي أمور حسنة لأنها تنبع من نية الخير.

فلو أنك تمنيت لو كنت حاضراً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للذود عنه في المعارك والحروب، أو تمنيت لو كنت حاضراً مع الإمام علي عليه السلام لتقف إلى جنبه في الأزمات والملمات، أو تمنيت لو كنت مع فاطمة الزهراء عليها السلام لتنصرها وترد عنها البغي، أو كنت مع الإمام الحسن عليه السلام في وقت الشدة والكرب، أو مع الإمام الحسين عليه السلام لتستشهد معه. كل ذلك نيات حسنة، بشرط أن تكون صادقاً فيها، بحيث تقوم بالفعل بتنفيذ ما تمنيت منها إذا أصبحت قادراً على ذلك، وتحول هذه الأمنيات إلى فعل واقعي وملموس، لأن النية تحول الأفكار التي لا يمكن تحقيقها في الوضع الحالي لأسباب مختلفة إلى العقل الباطن، وهناك ستترسخ هذه الأفكار وتندمج مع الإنسان بحيث يصبح تحقيقها من همومه، ولن يستريح ذهنه وتفكيره إلا بتحقيقها.

فالسعي إلى الخير يبدأ في النية، وتمني الخير دافع إلى فعله.

إن النية ترتبط بالعقل الباطن، وهو يلعب دوراً لا يستهان به في سلوكنا وتفكيرنا. ولكن منبع العبقرية هنا يكون بخلق المشاعر الطيبة في النفس بحيث يغمرها الاطمئنان والرضا في الربح والخسارة، والانتصار والهزيمة.. أو كما قال (برنارد شو) : «اجعل نفسك نظيفة وذكية، فهي النافذة التي يجب أن ترى من خلالها العالم».

ولا تكون النفس نظيفة إلا بمشاعرها الصادقة التي تدفع إلى السلوك الطيب.

وهكذا فإن على من يرغب في إنجاز الأعمال العظيمة والنجاح في الحياة، أن ينوي الخير، ويتمنى تحقيق أفضل الأعمال، ولكن مع وضع الأقدار في حساباته، وعدم إلغاء إرادة الآخرين.

فإذا نوى الخير ومنعه مانع، فقد حقق أهم الأمور وهو التغلب على عقبة النفس الأمارة بالسوء، وإذا استطاع تحقيق ما نواه يكون قد أنجز الأمرين معاً: التغلب على الذات، وتجاوز العقبات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.