أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05
407
التاريخ: 2024-09-18
277
التاريخ: 2024-01-15
970
التاريخ: 11-4-2017
2068
|
كلما يكبر المرء، ويعظم دوره، كلما تزداد همومه ومشاكله، تماماً كما أنه بمقدار ما يكبر الطفل، تشتد عضلاته، وتزداد قدراته الجسمية والفكرية والروحية.
من هنا يختلف دور الإنسان في الحياة من شخص لآخر، تبعاً للمركز الذي يشغله، والمكانة التي يتبوءها. فلربما يتفوه شخص بسيط بكلمة، فلا تؤثر إلا على مستوى عائلته، ولكن ذات الكلمة عندما يتفوه بها رئيس دولة، فإنها تؤثر على مستوى تلك الدولة، ولربما غيرت معادلات وقلبت موازين.
فالشخص الذي يتبوأ مركزاً مرموقاً في المجتمع، تكون قدراته كبيرة، وتبعا لذلك تكون مسؤولياته عظيمة، وحسابه يوم الجزاء أعظم.
يذكر أن بهلول العاقل كان يسعى مع الناس بين الصفاء والمروة، وكانوا يبكون وينتحبون، فرأى هارون الرشيد وهو يبكي لوحده، فقال له بهلول: أتعلم يا هارون لم يبكي هؤلاء الناس؟
فقال هارون: لا.
فقال بهلول: «كل واحد منهم يبكي لنجاة نفسه، لأنه مسؤول عنها. أما أنت فمسؤول عن نفسك، وعن كل واحد من هؤلاء لأنك رئيسهم)).
ثم إنه بمقدار ما تزداد قدرات الإنسان، فإن مشاكله أيضاً تكبر معه، وإذا سقط فإن سقطته تكون خطيرة كالذي يسقط من شاهق، فكلما كان المكان أرفع، كان السقوط منه أخطر، وعذاب الكبير إذا عصى الله يكون يوم القيامة عسيراً وكبيراً.
وبالعكس بالنسبة إلى الصالحين، فكلما يعظم دورهم يعظم ثوابهم، لأن «الأجر على قدر المشقة» وكبار الصالحين يتحملون عظائم الأمور.
فمثلاً الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حينما بُعث بالرسالة، فهو من جهة قد كبر دوره وعظم، ومن جهة أخرى انهالت عليه المشاكل حتى قال «ما أوذي نبي بمثلما أوذيت».
ذلك لأن رسالته هي أعظم الرسالات السماوية بل هي جامعة لكل الرسالات.
وعظمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تكمن في أنه تحمل كل تلك المشاكل والصعاب، دونما كلل أو ملل، وأنه حمل على أكتافه مشعل الهداية، التي يظل نورها متوهجاً إلى قيام الساعة.
وكما يصدق ذلك بالنسبة إلى دور الفرد فإنه يصدق بالنسبة إلى دور التجمعات، فالفرد الواحد له دور بحجمه ومشاكل بحجمه أيضاً، وإذا أصبح الفرد جزءاً من جماعة فهو بمقدار ما يزداد دوره، تزداد مشاكله. لأن الانتماء إلى الجماعة له ضريبته وهي زيادة المشاكل والهموم. ولكن مع زيادة ذلك يزداد دور الفرد داخل المجموعة، ودور المجموعة داخل المجتمع.
وعلى كل حال لا بديل عن انخراط الفرد في المجموع، لأن «الاثنين خير من الواحد، والثلاثة خير من الاثنين» ــ كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
فعندما تنتمي إلى جماعة أو تنظيم، فإن قوتهم ستضم إلى قوتك، وعلمهم سيلتقي مع علمك، وعقلهم سيشاور عقلك. أما إذا خسرت هذا الانتماء، فإن خسارتك ستكون عظيمة لا يسدها شيء.
ولا ريب أن الفرد الذي يتحرر من إسار الفردانية وينتقل إلى واحة الجماعة، فإن النجاح سيكون حليفه في شتى المجالات. لأن قوة الجماعة ستضاف إلى قوته، فيكون على مواجهة الأعداء أقدر، وعلى مواكبة تطورات العصر أكثر.
يقول كيسنجر، وزير خارجية أمريكا الأسبق: «إن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك في دائرة وسيعة جداً. ليس في نطاق حدودها فحسب، بل يتعدى ذلك إلى سائر نقاط العالم، ويشمل حتى الفضاء والمجرات السماوية؛ حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أكثر من مليون ونصف من الجنود الموزعين خارج حدودها ، وتمد حرب النجوم بشتى وسائل الدعم المادي والتكنلوجي، ولأنها دولة كبيرة، فإن مشاكلها على قدر حجمها».
وهذا أمر طبيعي، فكلما تزداد قوة الجماعة تزداد مشاكلها أيضاً.
غير أن ذلك أمر لا مفر منه. فمن يريد أكثر فإن عليه أن يدفع ثمناً أكبر..
وهذا يعني أن كل جماعة تحاول أن تصبح عظيمة، فإن على أفرادها أن يتحملوا المشاكل الكبيرة.
وكذلك في كل مجالات الحياة، فعندما تكبر، فإن مشاكلك تكبر معك، فلابد أن يزداد حلمك وصبرك وحذرك في الحياة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|