الفعل الكيميائي في الصخور الكربونية:

هذا وينبغي ان لا نهمل أثر الفعل الكيميائي في الصخور الجيرية وغيرها من الصخور التي تقبل الاذابة أو الكربنة والتي تدخل في تركيب الجروف والشواطئ، ووجه الصعوبة في هذا الشأن يتمثل في أن البحر في كثير من جهاته يبدو مشبعا بكربونات الكالسيوم. ومع هذا فال يمكن أنكار أثر الاذابة وخلقها لأشكال خاصة مميزة. ولهذا فقد اقترح البعض لتفسير ذلك أن المياه العذبة التي ترشح من اليابس عند منسوب البحر هي المسئولة عن اذابة مثل هذه الصخور الجيرية، وعلى الرغم من احتمال هذا التفسير إلا أنه لا ينطبق على السواحل في المناطق الجافة وشبه الجافة التي يبدو فيها أثر الاذابة واضحا ايضا، ومنها سواحل البحر الاحمر.

ولهذا كان من الضروري البحث عن اصباب أخرى لتفسير عملية الاذابة الكيميائية نذكر من بينها التفاوت اليومي فيما تحويه المياه الشاطئية من ثاني أوكسيد الكربون. فنظرا لان مقدرة المياه على إذابة ثاني أوكسيد الكربون تزداد بتناقص الحرارة، فإن برودة مياه البحر أثناء الليل تؤدي الى زيادة حامضية المياه، وتبعا لذلك تزيد من قدرتها على إذابة الصخور الجيرية.

ويحدث الاختلاف اليومي لما تحويه المياه من ثاني أوكسيد الكربون لسبب آخر، ألا وهو نشاط الكائنات البحرية النباتية. فهي تمتص هذا الغاز من ماء البحر اثناء النهار لتقوم بعملية التمثيل الخضيري. ويؤدي نقصه في المياه حينئذ الى ارساب جزيئات دقيقة من كربونات الكالسيوم، وهذه المواد الراسبة تزيحها الامواج اثناء حركتها. وفي الليل تخرج النباتات ثاني أوكسيد الكربون الذي يؤدي الى زيادة حامضية مياه البحر، وهذه تعمل بدورها على كربنة الصخور الشاطئية بالإضافة الى ما قد تذيبه من المواد الجيرية التي تم ارسابها أثناء النهار.

ويستطيع الفعل الكيميائي المياه البحر  أن يؤثر ايضا في بعض المعادن التي تدخل في تركيب صخور السواحل، ومن ثم يعمل على سرعة تفككها وتحللها. فقد وجد أ، معادن الفلسبار الارتوكلاسي، والهورنبلند وكذلك صخور البازلت والاوبسيديان تتحلل في المياه المالحة بسرعة تتراوح بين 3- 14 مرة قدر سرعة تحللها في المياه العذبة.