أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/9/2022
1158
التاريخ: 8-9-2019
2310
التاريخ: 7-9-2019
6874
التاريخ: 9-9-2019
1484
|
الطبقة النشطة: لظروف مناخ هوامش الجليد أن الارض الدائمة التجمد لا تبقى كلية في جميع قطاع عمقها دائمة التجمد طوال السنة مهما كانت قسوة المناخ وشدة برودته. فمع حلول فصل الربيع، حينما ترتفع حرارة النهار الى ما فوق الصفر المئوي، ينصهر جليد الطبقة العليا من التربة. وفي البداية تعود هذه التربة الى التجمد بالصقيع الليلي، لكن مع تقدم فصل الدفء يتلاشى الصقيع بالتدرج، ويزداد سمك طبقة التربة المنصهرة حتى بداية الشتاء التالي. وقد يصل سمك طبقة الانصهار نحو 5ر1 متر، وفي حالات مناسبة الى 6 متر، خصوصا اذا ما كان الصيف دافئا، وكان التركيب الميكانيكي لمكونات التربة السفلى مواتيا، كأن تتألف من حصى خشن له القدرة الفائقة على التوصيل، فيساعد على الانصهار في العمق، أما أذا كانت التربة السفلى مكونة من مواد طينية او من اللبد النباتي، فإنها لا تلائم الانصهار.
وتكثر الشواهد في قطاعات الرواسب البلايوستوسينية التابعة لفترات الجليد في سويسرا والمانيا وغيرهما من المناطق التي كانت تقع كلها او أجزاء منها ضمن الاراضي المحيطة بالجليد، تلك الشواهد التي تشير الى اضطرابات حدثت في تكوينات حصى المدرجات في قطاعات رواسب اللوم واللوس، حيث تصل في السمك الى ما يناهز أربعة امتار وأكثر. ويبدو القطاع مكونا في أسفله من رواسب متجانسة جيدة الطباقية، وفي أعلاه من تكوينات مضطربة أصابها فعل ((تجوية الجليد Cryoturbation)) (الكلمة من مقطعين الاول Cryos اغريقي يعني الجليد، والثاني لاتيني turbotio ومعناه التجوية). ذلك ان تعاقب التجمد والانصهار في مجال التربة المتجمدة العليا يسبب حركة للمواد المكونة لها فيضطرب نظامها، وتختل طباقيتها.
وتسمى الطبقة المنصهرة من الجليد بأسماء متباينة. فيطلق عليها الجيومورفولوجي الامريكي كيرك بريان Kirk Bryan اسم مولى سول Mollisol أي الطبقة اللينة (مشتقة من اللاتينية Mollere = يجعل لينا ، و Solum هي التربة او الارض)ن لكي يميزها عن التربة السفلى الدائمة التجمد Perglelisol. كما استخدم كتاب آخرون تعبير الطبقة النشطة Active Layer الذي استخدمه R.J.Small ابسط التعبيرات وأكثرها وضوحا وقبولا. ففي مجال هذه الطبقة تحدث تجوية الصقيع (الكسر بالتجمد) نتيجة لدورات التجمد والانصهار اليومية في أوائل وأواخر الفصل الدافئ, ولدورة التجمد والانصهار السنوية التي تتعرض لها تلك الطبقة ايضا.
وفضلا عن ذلك تتركز عملية تجوية الجليد Cryoturbation في هذه الطبقة النشطة. وتحتها ايضا تنشط عملية الانسياب الارضي Solifluxion التي تعرف احيانا باسم Congelare بمعنى يتجمد، و turbare بمعنى نقل بواسطة الانسياب الارضي، التي يساعدها التمدد الذي يصاحب تكوين جليد التربة.
ويصاحب عملية الانسياب الارضي في الطبقة النشطة عمليتان اخريان لم نشر اليهما فيما سبق هما:
1- عملية رفع الصقيع Frost التي بواسطتها تنشأ حركة رفع للمواد الصخرية الى أعلا. فعندما تتحول المياه في داخل التربة الى جليد يكبر حجمها فتدفع مواد التربة رأسيا الى أعلى، فتنتفخ الارض.
2- عملية دفع الصقيع Frost thrust التي ينجم عنها دفع جانبي مباشر لمود التربة، يشبه في تأثيره عملية الانسياب الارضي، لكنه أكثر تركيزا ويحدث كثيرا فوق ارض مستوية.
وتبدو آلية هاتين العمليتين معقدة، ونتساهم في احداثها عدة عوامل نناقشها في السطور التالية:
وينبغي في البداية ان نذكر بأن الطبقة النشطة تعود الى التجمد مرة أخرى بحلول فصل الشتاء. ويبرد سطح التربة ويتجمد بطبيعة الحال في البداية نظرا لأنه الاول في اشعاع حرارته للجو، ويتبع ذلك تدخل التجمد خلال عمق التربة حتى يصل طبقة التجمد الدائم. وتبقى الطبقة المحصورة بين السطح المتجمد وطبقة التجمد الدائم فترة من الوقت غير متجمدة وقابلة للحركة، ونظرا لأنها محصورة بين طبقيتين متجمدتين، أحداهما تعاني نموا وتمددا، فإنها تتعرض لضغط شديد. وينشأ دفع جانبي للمواد الصخرية، كما يحدث رفع للمواد في الاماكن التي تكون فيها الطبقة العليا المتجمدة رقيقة او ضعيفة (شكل 49).
وقد ينشا الرفع في اماكن محدودة، فيتسبب في احداث التواءات في الطبقة يعبر عنها بأسماء مختلفة منها الطيات Convalutions و اللفات أو الانحناءات involutions، واشهرها كلمة Cryourbations وهي جميعا ظواهر نشاهدها في الطبقات اللومية واللوسية والحصوية التي كانت اصلا طباقية، واضطراب نظام طباقيتها بتلك العمليات (شكل 59).
وقد يسبب الرفع الصقيعي في تكوين قباب من مواد التربة، يتألف جوفها من الطين او المياه التي غالبا ما تجمد مكونة لعدسة جليدية كبيرة. وتبلغ تلك القباب علو يناهز 30 مترا. وحينما تنهار القباب تنشأ مكانها تجاويف دائرية الشكل، تحيط بها حلقة من الحافات المكونة من مواد التربة، وكثيرا ما تمتلئ تلك التجاويف بالمياه مكونة بركا (شكل 51) وتعرف امثال هذه القباب الجليدية التحت سطحية في النطاق القطبي الامريكي الشمالي باسم بينجوس Pingos، وهي كلمة اسكيمووية. ولقد امكن الاستدلال على وجود أمثال هذه البينجوس فيما مضى اثناء الفترة الجليدية الاخيرة في أماكن من ويلز وجبال الاردن البلجيكية.
وهناك عملية أخر تؤدي الى رفع المواد الصخرية الى أعلى في الطبقة النشطة، وهي تكوين ونمو كتل من الجليد والمسلات الجليدية الصغيرة في أماكن محدودة. لكنا ما تلبث ان تواصل نموها بجذب مزيد من المياه المحيطة عن طريق نوع من فعل الخاصية الشعرية. وتؤدي هذه العملية التي تعرف باسم ((العزل الجليدي))Ice Segregation الى تحريك ونقل المواد غير المتجمدة في التربة. وقد وجد ان العزل الجليدي يكون نشطا وشائعا اسفل الاحجار الكبيرة، ربما بسبب قدرتها الكبيرة على توصيل الحرارة وتسمح للصقيع بالتدخل في أعماق التربة.
ويؤدي نمو وكبر الجليد الى رفع الاحجار، التي قد لا تعود الى مواضعها الاصلية حينما يحدث الانصهار، لان مواد التربة الدقيقة تنساب من كل الجوانب الى الحفر التي تمثل المواضع التي كانت تشغلها الاحجار قبل رفعها، فتملأها. وبسبب استمرار فعل تلك العملية، اي احتلال المواد الدقيقة للاماكن التي تتركها الاحجار بعد رفعها بفعل الصقيع، تدفع المواد الخشنة الموجودة في الطبقة النشطة الى أعلا قريبا من السطح، بينما تبقى المواد الدقيقة في العمق. ومن الغريب أن الاحجار المرفوعة بواسطة فعل الرفع الصقيعي تنتظم بحيث تكون محاورها الرئيسية. رأسية قائمة او قريبة من ذلك ولا يشترط بالضرورة ان يحدث فرز وتصنيف للمواد المكونة للطبقة النشطة بهذه الطريقة. ذلك أنه يحدث في بعض الاحايين ان تدفع المواد الدقيقة بالضغط، كما يحدث عندما تتجمد الطبقة السطحية، فتنفذ من خلال الاحجار التي تعلوها الى السطح.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|