التصريف النهري المتشعع والدائري:

(فوق التراكب المخروطية والقبابية) للتراكيب الصخرية المخروطية والقبابية الشكل أهمية خاصة لأنها المسئولة عن نشوء أشكال التصريف النهري التابع المتشعع radial consequent. ويتألف هذا النمط من عدد من الانهار التابعة تنحدر من قمم المخروطات البركانية او قباب اللاكوليت والباتوليت فوق متحدراتها الى أسافلها.

ويظهر التصريف النهري المتشعع واضحا جليا فوق منحدرات كثير من المخروطات البركانية المركبة العظيمة كمخروط فوجي ياما، واتنا، ورينيير Rainier وهو Hood. وقد قطعت المجاري المائية منحدراتها تقطيعا شديدا، فهي قوية نشيطة بسبب شدة الانحدار على الرغم من أحواضها محدودة الرقعة.

وتبدأ دورة التعرية المائية فوق مثل هذه المخروطات بان تغزو المجاري المائية جسم المخروط البركاني بعنف، وتبدو عمليات الاختيار التحاتي بواسطة الماء الجاري في أجلى صورها, فهذه المخروطات تتركب من خليط من الرماد البركاني والجمرات اللافا، ويختار الماء الجاري أضعفها وألينها فينحره أكثر مما ينحر غيره، وما يزال النهر ينحت رأسيا وجانبيا الى ان يصل بواديه الى مرحلة نضج تبدو واضحة على سبيل المثال في مخروط ماونت شاستا في مرتفعات كاسكيد، ومونت دور Mont Dore، وبلومب دي كانتال Plomb de Cantal في اقليم اوفيرن Anvergne بهضة فرناس الوسطى. وحينما تتقدم دورة التعرية المائية وتصل الى مرحلة الشيخوخة، ويظهر المخروط البركاني وقد تدعى وتحطم هيكله، ولا يبقى منه سوى العنق الصلد المقاوم للتعري الذي يتلاشى ويزول هو الآخر في النهاية.

وهناك أمثلة للتصريف النهري المتشعع نجدها فوق سطوح قباب اللاكوليت والباتوليت التي تنشأ نتيجة للنشاط الجوفي، ومنها لاكوليت هنرى Hery Mount في ولاية وتاه. ولا تظهر أجسام الباتوليت بشكلها القبابي إلا بعد ان تزيل التعرية الغطاء الرسوبي الذي تحمله فوقها، ومن ثم فإن المرحلة الاولى في دورة التصريف النهري المتشعع لا تظهر فوق سطحها. وحالما تنكشف وتبرز باعتبارها كتلة جارنيتية مرتفعة عن منسوب الارضي المجاورة، فإنها تصبح مركزا لتصريف نهري متشعع, وعادة ما تكون منحدرات الباتوليت هينة، ونظرا لشدة مقاومة الصخور البلورية الصلبة التي يتركب منها الجسم الناري، فان مجاري الانهار تكون في العادة ضحلة رغم شدة النحت، لكنها تزداد عمقا نحو أسافله حيث يشتد الانحدار. ونشاهد مثالا طيبا لهذه الظروف في منطقة دارت مور Dartmoor القبابية في اقليم ديفون بجنوب غرب انجلترا، وفي منطقة اليموزان Limosin بشمال غرب هضبة فرنسا الوسطى.

وتتسبب التراكيب القبابية أحيانا في نشأة نظام آخر من التصريف المائي – عدا التصريف المتشعع – يعرف بالتصريف الدائري Annular حول قاعدة القبة، ويبدو ذلك جليا في منطقة التلال السوداء في ولايتي داكوتا الشمالية وواومنج. وقد كانت التلال أصلا أشبه بقبة مستطيلة الشكل تتوسطها كلتة جرانيتية متداخلة تحف بها صخور متحولة من الشسمت، وكانت تغطيها طبقات الصخور الجيرية والرملية. وقد عمل نهر شيين Cheyemme وروافده (تصريف متشعع) على نحت القبة وتقطيعها، وتمكن من الكشف عن كتلتها اللورية الوسطى، وبقيت مخلفات الغطاء الرسوبي القديم المتآكل على جوانبها مكونة لهضيبات تكتنفها الحافات الشديدة الانحدار. وتجرى الانهار في مجاري دائرية حومل القبة متوافقة مع مضارب تلك التكوينات الضعيفة ومشكلة لما يعرف بالتصريف النهر الدائري (شكل 1).