فرضيات البحث:

تعد عملية صياغة فرضيات البحث من المهام الأساسية التي يجب أن يؤكد عليها الباحث لتكون دليل عمل بحثه في مراحل البحث اللاحقة, والتي تصب في تحقيق هدف الدراسة, وتمثل صياغة الفرضيات اختبار لمدى تصور الباحث لما يمكن أن يتوصل اليه من نتائج, حيث تعبر تلك الفرضيات عن الصورة الواقعية والحقيقية المشكلة البحث, لوضع حلول لتلك المشكلة, وتكون تلك الحلول تصورية وخيالية يعتقد الباحث أنها مناسبة لحل المشاكل، وقد تكون الفرضيات في بعض الأحيان محاولة لقياس علاقة بين متغيرين أو اكثر رأي أنها تعبر عن فكرة في ذهن الباحث, والتي يتم التأكد من مدى صحتها بعد جمع البيانات وتحليلها, لذا يقوم الباحث بوضع عدة فرضيات ويحاول برهنة صحتها أو عدم صحة بعضها, وهذا لا يعني فشل الباحث بل يؤكد عمليته لأنه توصل إلى نتائج لم يكن يتوقعها وبذلك اقتنع بالأمر الواقع, ولغرض الدقة في وضع الفرضيات يفضل مراعاة ما يأتي:

1- أن تكون الفرضيات بسيطة وواضحة المعنى ومحددة في مجال هدف البحث, حتى لا يقع الباحث في متاهات هو في غنى عنها وربما تؤدي به إلى طرق مسدودة لأنها لا تتعلق بمحتوى البحث الأساسي.

2- أن تكون الفرضيات على شكل فقرات متعددة تضم قضايا محددة يتوقعها الباحث.

3- أن تكون الفرضيات منسجمة مع قواعد وقوانين البحث العلمي.

4- توضع الفرضيات لإثبات حقائق يتصورها أو يتوقعها الباحث, ولاتكن لإثبات حقائق واقعية ومعلومة, وفي هذه الحالة الا قيمة لتلك الفرضية.

5- تكون الفرضية غير مبالغ بها لكي تعبر عن الواقع ,وقد يصعب على الباحث إثباتها إذا كانت غير واقعية.

6- عدم استخدام المصطلحات الفلسفية في صياغة الفرضيات مما يزيد من تعقيدها وعدم القدرة على برهنتها.

7- أن تهدف الفرضية إلى كشف علاقة بين متغيرين أو ظاهرتين غير واضحة أو معروفة قبل تحليل البيانات.

8- تكون الفرضيات من استنتاج الباحث, ويقوم باستنباطها من موضوع البحث وعنوانه وهدفه, ولإثبات حقائق متوقعة يتصورها الباحث.

9- أن عدم إثبات صحة بعض الفرضيات لأسباب عدة منها ارتباط تلك الفرضية بمتغيرات أخرى تقع خارج حدود البحث, ويشير الباحث إلى أسباب عدم إمكانية برهنتها. وبعد ذلك منطقا علميا سليما, وقد يسبب إثباتها مشاكل للباحث لأنه يضطر إلى تناول جوانب غیر مهمة وأساسية في البحث.

10- أن تعبر الفرضيات عن العلاقة بين مشكلة البحث والحلول العلمية والعملية التي يتوقع الباحث التوصل إليها عند تحليل البيانات المتعلقة بمحتوى البحث.

11- تكون الفرضيات لإثبات حقائق تبين مدى صحة المشكلة التي حددها الباحث, وقد يتضح للباحث حقائق أخرى غير متوقعة, مما تجعله يجري تعديلا على فقرات البحث بما يتلاءم والنتائج التي توصل اليها.

ولغرض الزيادة في التوضيح سيتم عرض بعض الأمثلة عن فرضيات بعض البحوث العلمية:

أ- بحث بعنوان التحليل الرياضي الجيومورفومتري لبعض الأودية الساحلية في الجبل الأخضر.

فرضيات البحث:

1- تتشابه الأودية من الناحية الشكلية والتضاريسية.

2- تتشابه الأودية في الخصائص الحوضية.

3- وجود تشابه في الظروف التي أسهمت في تكون الأودية.

4- تأثير بنية وتركيب الصخور على تباين المقاطع الطولية والعرضية للأودية.

ب۔ كفاءة توزيع الخدمات التعليمية في منطقة الجبل الأخضر. فرضيات البحث:

1- الخدمات التعليمية لا تتوافق في توزيعها مع توزيع الكثافة السكانية.

2- المعايير التخطيطية لم يكن لها دور في توزيع الخدمات التعليمية.

3- الأنظمة والقوانين غير فعالة في مجال التعليم.

4- للمستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للسكان دور في المستوى العلمي.

ومن الجدير بالذكر رغم أهمية الفرضيات في البحث العلمي ألا أن بعض الباحثين لا يعير لها أهمية كبيرة ويكتفي بالجوانب الأخرى ويعتبرها اكثر أهمية من الفرضيات مثل هدف البحث وأهميته, وربما خوفا من حدوث تناقضات بين ما يرد في الفرضيات والنتائج التي يتوصل اليها بعد تحليل البيانات, ففي مناقشة أحد رسائل الماجستير كانت النتائج عكس ما ورد في العنوان والفرضيات, وهذا يعني أن الباحث لم يكن مدركا لما يريد أن يفعله وما يجب أن يتوصل أليه, والمفروض أن يعيد حساباته بعد التوصل إلى نتائج غير مطابقة لهدف دراسته, وكان الأجدر به أن يغير عنوان البحث بما يتفق والنتائج التي توصل اليها, وقد يقع البعض في أخطاء اكبر من ذلك عندما يكون العنوان غیر منسجم مع محتوى البحث.