ثانياً : أنواع المصارف : types of banks 

يتوقف نوع المصرف و تخصصه على العلاقة بين الودائع التي تودع لديه، وعلى طريقة استخدامه لهذه الموارد، أي العلاقة بين الائتمان الذي يمنحه المصرف و الائتمان الذي يحصل عليه ، وتتفاوت طريقة الانتفاع بالموارد المالية للمصارف بين استخدامها في العمليات المصرفية التجارية قصيرة الأجل، ومنح القروض متوسطة الأجل، وفي تمويل المشروعات العقارية أو الصناعية أو الزراعية، ونتيجة لذلك تعددت المصارف لتأخذ الأشكال التالية :

1- المصرف التجاري: Commercial Bank

يقوم على تلقي الودائع وخصم الأوراق التجارية، وشراء العملات الأجنبية وبيعها وإصدار الكفالات المصرفية، وفتح الاعتمادات المستندية وتقديم القروض ومنح التسهيلات الائتمانية لآجال قصيرة أو تحت الطلب.

2- مصارف الأعمال أو مصارف الاستثمار: investing banks

وهي مصارف تهدف بشكل خاص إلى تقديم العديد من التسهيلات الائتمانية لكبار رجال الأعمال والشركات الصناعية، وهي تقوم بإصدار الأوراق المالية نيابة عن عملائها، وتستفيد من الودائع المختلفة التي تحصل عليها من الأفراد والشركات، في استثمارها لفترات متوسطة أو طويلة الأجل، وذلك لإقراضها للغير مقابل معدل فائدة يغطي المخاطر والمصاريف الإدارية، وغالباً ما تسهم في إنشاء الشركات الكبيرة والهامة

3 ـ المصارف المتخصصة: specialized banks

وهي تلك المصارف التي تسهم في تمويل نوع محدد من الأنشطة الاقتصادية عن طريق تمويل مشروعات خطط التنمية المدرجة في موازنة الدولة، سواء كانت تغطي الأنشطة العقارية أم الزراعية أم الصناعية. ومصادر أموالها الأساسية تعتمد على رأس المال أو ما يخصص لها من موازنة الدولة لتمويل مشروعاتها، وهي تقدم التسهيلات إلى المشروعات المتنوعة في شكل قروض متوسطة وطويلة الأجل. ومن تلك المصارف :

أ- المصارف العقارية real state banks 

ب - المصارف الزراعية agricultural banks

ج - المصارف الصناعية industrial banks 

4 ـ المصارف الاجتماعية: social banks

تهدف هذه المصارف إلى تقدم المساعدة إلى المتعاملين المحتاجين إلى أموالها، عن طريق تقديم قروض حسنة قصيرة الأجل - بلا فوائد - لتمويل مختلف أنواع الأنشطة، وتحصل المصارف في مقابل ذلك على عوائد ضئيلة لتغطية مصاريفها الإدارية وأعبائها المالية، وتتمثل موارد المصرف الاجتماعي في رأس المال واحتياطاته ومخصصاته، كما يُموّل سنوياً بنسبة محددة من أرباح الوحدات الاقتصادية التابعة للمؤسسات العامة، فضلاً عن قيامه بتلقي الودائع الادخارية والاستثمارية.

5 ـ المصارف الإسلامية: Islamic banks

يطلق عليها بعض الكتاب المصارف اللاربوية أي المصارف التي لا تتعامل بالفائدة، وهي التي تقوم على أساس مبدأ المشاركة. وهي مصارف حديثة النشأة، تطلبتها حاجة المجتمع إلى وضع قواعد الشريعة الإسلامية موضع التطبيق، ونبذ العمليات المصرفية التي يتفق على أنها غير جائزة شرعاً . فهي مصارف تقوم بالمضاربة الشرعية أو غيرها من العمليات التي أحلها الله، والتي تخضع أرباحها للزيادة والنقص دون تحديد مسبق لمقدار أو زمان تحققها، و ينتفع منها جميع الأطراف بأرباحها، ويتحملون جميعاً خسائرها بطريقة عادلة. وتتمثل مصادر التمويل في رأس المال، وودائع الأفراد والهيئات التي تتخذ شكل حسابات جارية دائنة أو ودائع استثمارية بالمشاركة أو بالمضاربة أو بالمرابحة أو حسابات الادخار، كما تقوم باستثمار تلك الأموال في صورة قروض حسنة بلا فوائد، على أن يحصل المصرف على عوائد ضئيلة لتغطية مصاريفه الإدارية .

6 ـ المصرف المركزي: central bank

وهو مصرف المصارف، أي المصرف الذي له سلطة إصدار أوراق البنكنوت، والإشراف والرقابة على باقي المصارف الأخرى، ويهدف إلى الحد من نزعة المصارف إلى المخاطرة سعياً وراء الربح دون اعتبار لعامل الضمان الذي يستشعره المستثمرون والمودعون في المصارف. وتتمثل مصادر أمواله في أرصدة المصارف والهيئات المودعة لديه، فضلاً عن رأسماله وما خصص له من موازنة الدولة. ويقوم بتمويل المصارف بما يحقق الموازنة بين عوامل السيولة و الضمان والربحية لديها، وذلك عن طريق استثمارات المصارف أو القروض القصيرة أو المتوسطة أو طويلة الأجل .