الطقس والمناخ

لعل الطقس والمناخ من أهم العوامل التي تؤثر في العمليات العسكرية على جميع مستويات الحرب. فالتعرض لهواء الجو بدرجات حرارة تتجاوز المجال الأمثل وهو 2025 درجة مئوية (68-77 فهرنهایت)، قد يؤدي إلى خسارة الجسم أو اكتسابه للحرارة بشكل مفرط، مع تأثيرات فسيولوجية كبيرة. وإذا استمرت هذه العملية، فإن "عمليات التنظيم الحراري" سوف تفشل في الحفاظ على الحرارة الأساسية للجسم، مما يؤدي إلى فرط انخفاض أو ارتفاع حرارة الجسم (1997 Morgan and Moran). ويمكن للحالتين كلتيهما أن تكون قاتلة، ويتعين على القادة العسكريين معرفة المخاطر المرتبطة بتعريض الجنود لدرجات حرارة مفرطة، وتأثيراتها المحتملة على جهوزيتهم القتالية ;1995 Blond) (1998 Winters . ومعركة موناوث (28 يونيو 1778)، وهي مثال من الحرب الثورية الأمريكية، توضح تأثير المناخ في نتيجة المعركة. فبعد المعركة، أعلنت القوات البريطانية بقيادة الجنرال كلينتون عن 65 حالة وفاة نتيجة إصابات في المعركة و59 حالة وفاة أخرى نتيجة ضربة شمس (1998 Wade).

ومثل درجة الحرارة، كان لهطولات الأمطار تأثير مهم في حملة ميثوین؛ فهذه المنطقة من جنوب أفريقيا تشهد تركيزا لهطولات الأمطار في الصيف. وتبعد کیمبرلي نحو 30 کیلومتر) (19 ميلا) شمالي نهر مودر، وقد راوح معدل الأمطار فيها بين 300 و750 ملم ( 30-12 إنشا) سنويا خلال السنوات العشر التي سبقت عام 1899 War Office) (1899. وبحسب مكتب الطقس الجنوب أفريقي، فإن معدل الأمطار السنوية لهذه المنطقة يراوح بين 250 و500 ملم (10-20 إنشا). وينتج المطر عادة عن العواصف الرعدية وزخات المطر، ويكون مصحوبة بالبرد أحيانا (1986 Schulze).

يراوح متوسط سطوع الشمس اليومي بين 70 و80 بالمئة، حتى خلال ذروة موسم الأمطار، ونمط الحرارة الموسمية هو النمط النموذجي للمناخات القارية. درجات الحرارة القصوى في يناير (أي الصيف تراوح بين 30 و33 درجة مئوية (86-91 فهرنهایت)، وتصل في أقصى حد إلى 41 درجة مئوية (106 فهرنهايت). وفي يوليو (أي في الشتاء)، تبلغ درجة الحرارة القصوى نحو 17 درجة مئوية (63 فهرنهایت)، في حين قد يصل أقصاها إلى 28 درجة مئوية (82 فهرنهایت). درجات الحرارة الدنيا الطبيعية خلال فصل الصيف (أي يناير) تبلغ 15 درجة مئوية (59 فهرنهایت) وتهبط إلى صفر درجة مئوية (32 فهرنهایت) في الشتاء (أي في يوليو)، مع حالات مفرطة في التدني تصل إلى 3 درجات مئوية (37 فهرنهایت) في الصيف و-11 درجة مئوية (-9 فهرنهایت) في الشتاء. تكون الرياح عادة شمالية غربية، وتبلغ أقصى سرعة لها خلال فترة ما بعد الظهر. وتعد العواصف الرعدية والرياح الجنوبية الغربية القوية والعاصفة التي تدوم لفترة قصيرة، ويصاحبها انخفاض حاد في درجة الحرارة، من الملامح المشتركة في هذه المنطقة Schulze) (1986. ومن ثم، كانت أحوال الطقس والمناخ في جنوب أفريقيا قاسية وأثبتت أنها غير مألوفة وشاقة للغاية على الجنود البريطانيين، الذين وصلوا إلى جنوب أفريقيا مباشرة من فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وكان الغبار والحرارة والشمس القاسية والتغيرات الحادة في درجات الحرارة النهارية، وعدم توافر المياه بسهولة، من العوامل التي أثرت سلبية في القدرة القتالية للجنود البريطانيين خلال المعارك التالية.