المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

موجز تاريخي بسيط للمشاكل حول المياه مع إيران
29-1-2016
اصناف الرمان
24-12-2015
نفي الشبه عن اللّه
31-7-2016
ما الفرق بين كتاب علي ومصحف علي؟
2024-10-02
موعد زراعة الفول السوداني في سورية
14-11-2019
الميثاق
23-10-2014


لنهذب ألسنتنا وننزه كلامنا  
  
1457   10:15 صباحاً   التاريخ: 18-8-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص138ـ140
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

سلام وتحية لشهر رمضان المبارك شهر العبادة وتهذيب وتربية النفس. فكما أننا نمتنع عن الأكل والشرب خلال شهر رمضان فإن علينا أن نتجنب كثرة الكلام ونمتنع عن التافه منه الذي لا طائل تحته وعلينا أن نكف عن الكلام البذيء والسباب وإيذاء الآخرين لكي يُقبل صيامنا ويكون مكتملاً. فالإمام جعفر الصادق عليه السلام يقول: [إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت مريم عليها السلام إني نذرت للرحمن صوماً، أي صوماً وصمتاً فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، قال: وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة تسب جارية لها وهي صائمة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطعام فقال لها: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط](1).

فالإسلام يؤكد أكثر ما يؤكد على حفظ اللسان. الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «اللسان سبع إن خلي عنه عقر»(2) ويدمّر ويقتل ويقضي على الخيرات والمحاسن الأخرى. اللسان كالذئب إذا ما أطلق سراحه من القفص يصبح هائجاً وسفاحاً وخطراً ويبدأ بمهاجمة كل من يصادفه أمامه ويجرح الأشخاص ويدميهم ويلقي بهم إلى الأرض. ولكن هل من الممكن إعادته إلى القفص؟! إنه عمل بالغ الصعوبة.

الرسالة:... زوجي رجل طيب جداً وإني راضية عن الحياة التي أعيشها. لي قلب حنون ورؤوف لا أحب أن أؤذي أحداً من الناس أبداً. ولكن يحدث أحياناً أني أفقد السيطرة: على لساني وأتفوه بكلام قاسٍ بصورة لا إرادية وأجعله يتأذى مني وعندها أبقى لفترة طويلة أشعر بالأسف والندم على الكلام الذي صدر مني، الأمر الذي يتعب نفسيتي ويظل هذا التصرف الذي قمت به يقض مضجعي وينخر جسمي وروحي...

وفي تلك اللحظة التي أغضب فيها لا أعرف ماذا يحدث لي بحيث تنطلق من فمي مثل تلك الكلمات القاسية كما لو ان شخصاً آخر تفوه بتلك الكلمات بدلاً عني. هذه الحالة تنتابني أكثر عندما أكون جائعة... وإني أخشى أن تؤدي هذه الحالة إلى حدوث فتور في حياتي الزوجية وأن تجعل زوجي لا يهتم بي (رغم أن زوجي لم يظهر حتى الآن أي رد فعل على تصرفاتي هذه بل يتجاهلها تماماً) إلى جانب ذلك أخشى أن تترك تصرفاتي هذه آثارها السيئة على أولادي وأطفالي. وإني لا أخفي عليكم بأن ابنتي الكبرى أخلاقها كأخلاقي - فهي سريعة الغضب والانفعال ولكنها في نفس الوقت تتمتع بالذكاء والملاحظة... إني أرى نفسي مقصرة في كل ما يجري - أرجوكم أرشدوني.

لكي نتجنب زلّات اللسان ونمسك بعنانه ونمنعه من التمرد وإلحاق الأذى بالآخرين، يجب علينا أن نكمل الصوم بالتزام الصمت والامتناع عن الكلام التافه الذي لا جدوى منه - بل وحتى الكلام القليل الفائدة - لكي يخرج اللسان عن حالة التمرد ويتعود على الطاعة والتكلم بتدبر وتفكر حتى لا يواجه صاحبه حالة من الندم والأسف، يجب علينا أن نسيطر على لساننا وهو في أوج تمرده وعصيانه وأن نتكلم بكلام طيب وهادئ، ولين بدل الكلام البذيء والسباب والشتائم.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: [ما من عبد يصبح صائماً فيشتم فيقول: إني صائم سلام عليك إلا قال الرب تبارك وتعالى استجار عبدي بالصوم من عبدي أجيروه من ناري وأدخلوه جنتي](3).

أيتها الأخت الكريمة! أقدم لكِ سلامي وتقديري لأنك تفكرين في إصلاح نفسك، وفي ختام كلامي أهدي لك كلاماً للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث بإمكانك من خلال التفكر والتدبّر في هذا الكلام القيم وهذا الحديث الشريف أن تحصلي على أفضل التوجيهات وأحسن الإرشادات:

يقول أمير المؤمنين عليه السلام في حديث مضمونه: «علينا أن نحفظ لساننا، هذا اللسان المتمرد ونحبسه ونكبح جماحه قبل أن يطول حبسنا نحن ويزداد عناؤنا وشقاؤنا وتنهار شخصيتنا وكرامتنا بين الناس فليس هناك أكثر من اللسان من يستحق أن يحبس طويلاً ويمنع من الكلام، هذا اللسان الذي يتخلف عن قول الخير والصواب ويسبق في الردّ»(4).

نسأله تعالى أن يجعل ألسنتنا وأقلامنا تنطق بالحق والصواب وأن يثبتنا على طريقهما. إنه خير مجيب.

_______________________________________

(1) وسائل الشيعة ، ج٧ ص ١١٧ باب ١١ح٣.

(2) نهج البلاغة ، ص٦٣٩ باب الحكم رقم ٦١.

(3) أرشيف الرسائل (رسالة رقم ٤١).

(4) وسائل الشيعة ج٧ ص١٢١ حديث رقم ١٣١٣٩.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.