المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اعتراضات الأشاعرة على وجوب اللطف و الأجوبة عنها
5-07-2015
أسباب السعادة
25-8-2019
نوح بين امر الله وحنان الابوة
18-11-2014
تساقط الثمار في الكاكي
3-1-2016
مور S.MOORE
9-3-2016
موقع العراق من خطوط الطول ودوائر العرض
27-3-2017


هبة الله بن صاعد بن هبة الله بن إبراهيم بن علي  
  
2309   07:46 مساءاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص588-592
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 موفق الملك أمين الدولة، أبو الحسن بن أبي العلاء المعروف بابن التلميذ البغدادي الطبيب الحكيم الأديب. كان واحد عصره في صناعة الطب متفننا في علوم كثيرة، حكيما أديبا شاعرا مجيدا، وكان يكتب خطا منسوبا في نهاية الحسن، وكان عارفا بالفارسية واليونانية والسريانية متضلعا بالعربية، وله النظم الرائق والنثر الفائق ونثره أجود من شعره وكان ساعور البيمارستان العضدي تولاه إلى أن توفي وكان حاذقا في المباشرة والمعالجة موفقا في صناعته خدم  الخلفاء من بني العباس وتقدم عندهم وعلت مكانته لديهم وعمر طويلا نبيه الذكر جليل القدر معروف المكانة وكان مقدم النصارى في بغداد ورأسهم ورئيسهم وقسيسهم وكان حسن العشرة كريم الأخلاق ذا مروءة وسخاء حلو الشمائل كثير النادرة وكان يميل إلى صناعة الموسيقى ويقرب أهلها وكانت دار القوارير ببغداد من إقطاعاته فلما ولي يحيى بن هبيرة الوزارة حلها وأخذها منه فحضر ابن التلميذ يوما عند الخليفة المقتفي على عادته فلما أراد الانصراف عجز عن القيام وكان قد ضعف من الكبر فقال المقتفي كبرت يا حكيم قال نعم كبرت وتكسرت قواريري وهذا مثل يتماجن به أهل بغداد فقال الخليفة رجل عمر في خدمتنا وما تماجن قط بحضرتنا فلهذا التماجن سر ثم فكر ساعة وسأل عن دار القوارير فقيل له قد حلها الوزير وأخذها منه فأنكر عليه المقتفي أخذها إنكارا شديدا وردها على ابن التلميذ وزاده إقطاعا آخر وكان ابن التلميذ هو وأوحد الزمان أبو البركات هبة الله المعروف بابن ملكان في خدمة المستضيء بأمر الله وكان بينهما شنآن وعداوة فأراد أوحد الزمان أن يوقع ابن التلميذ في تهلكة فكتب رقعة يذكر فيها عن ابن التلميذ عظائم لا تصدر عن مثله ووهب لبعض خدم القصر مالا ورغب إليه أن يلقي الرقعة في مجلس من مجالس الخليفة ففعل فلما أخذ الخليفة الرقعة وقرأها هم أن يوقع بأمين الدولة فأشير عليه أن يتبصر ويستقصي عن ذلك فأخذ يقرر من يتهمه من الخدم عن الرقعة فظهر الأمر وعلم أن ذلك تدبير أوحد الزمان لإهلاك ابن التلميذ فغضب وأباح أمين الدولة ابن التلميذ دم أوحد الزمان وماله وكتبه فكان من كرم أخلاق أمين الدولة أنه لم يتعرض له بسوء وصفح عنه غير أنه قال: [البسيط]

 (لنا صديق يهودي حماقته ... إذا تكلم تبدو فيه من فيه)

 (يتيه والكلب أعلى منه منزلة ... كأنه بعد لم يخرج من التيه)

 وصنف ابن التلميذ حاشية على القانون لابن سينا حاشية على المنهاج لابن جزلة حاشية على كتاب المائة للمسيحي شرح مسائل حنين بن إسحاق، شرح أحاديث نبوية تشتمل على مسائل طبية مختصر الحاوي لأبي بكر الرازي تتمة جوامع الإسكندرانيين لكتاب حيلة البرء مختصر تفسير تقدمة المعرفة لأبقراط تفسير جالينوس مختصر تفسير فصول أبقراط لجالينوس مختصر كتاب الأشربة لمسكويه مختار كتاب أبدال الأدوية لجالينوس مختار كتاب المائة للمسيحي الكناش في الطب المقالة الأمينية في الأدوية البيمارستانية مقالة في الفصد الأقراباذين الكبير باذين الصغير ديوان رسائل مجلد ضخم ديوان شعر مجلد صغير وغير ذلك.

 مات في اليوم الثامن والعشرين من ربيع الأول سنة ستين وخمسمائة وله أربع وتسعون سنة وخلف مالا عظيما ومتاعا حسنا كثيرا وكتبا كثيرة لا نظير لها ومن نثر أمين الدولة ما كتبه إلى ولده رضي الدولة أبي نصر من رسالة قال ألفت ذهنك عن هذه الترهات إلى تحصيل مفهوم تتميز به وخذ نفسك من الطريقة بما كررت تنبيهك عليه وإرشادك إليه واغتنم الإمكان واعرف قيمته واشتغل بشكر الله تعالى عليه وفز بحظ نفيس من العلم تثق من نفسك بأنك عقلته وملكته لا قرأته ورويته فإن بقية الحظوظ تتبع هذا الحظ وتلزم صاحبه ومن طلبها بدونه فإما ألا يجدها وإما ألا يعتمد عليها إذا وجدها ولا يثق بدوامها وأعوذ بالله أن ترضى لنفسك إلا بما يليق بمثلك أن يتسامى إليه بعلو همته وشدة أنفته وغيرته على نفسه ومما قد كررت عليك الوصاية به أن تحرص على ألا تقول شيئا لا يكون مهذبا في لفظه ومعناه ويتعين عليك إيراده وأن تصرف معظم حرصك إلى أن تسمع ما يفيدك لا ما يلهيك مما يلذ للأغمار وأهل الجهالة رفعك الله عن طبقتهم - فإن الأمر كما قال أفلاطون الفضائل مرة الورد حلو الصدر والرذائل حلوة الورد مرة الصدر وقد زاد أرسطاطاليس في هذا المعنى فقال إن الرذائل لا تكون حلوة الورود عند ذي فطرة سليمة بل يؤذيه تصور قبحها إذ يفسد  عليه ما يستلذ من غيرها بها وكذلك يكون صاحب الطبع السليم قادرا على معرفة ما يتوخى وما يتجنب كالتام الصحة يكفي حسه تعريفه النافع والضار فلا ترض لنفسك - حفظك الله - إلا بما تعلم أنه يناسب طبقة أمثالك وأغلب خطرات الهوى بعزائم الرجال الراشدين واطمح بنفسك إلى المعالي بإطاعة عقلك فإنك تسر بنفسك وتراها في كل يوم مع الاعتماد على ذلك في رتبة علية ومرقاة من سمو في السعادة إن شاء الله تعالى ومن شعر أمين الدولة قوله: [البسيط]

 (لو كان يحسن غصن البان مشيتها ... تأودا لحكاها غير محتشم)

 (في صدرها كوكبا نور أقلهما ... ركنان ما لمسا من كف مستلم)

 (صانتهما في حرير من غلائلها ... فتلك في الحل والركنان في الحرم)

 وقال: [مخلع البسيط]

 (أبصره عاذلي عليه ... ولم يكن قبل ذا رآه)

 (فقال لو عشقت هذا ... ما لامك الناس في هواه)

 (قل لي إلى من عدلت عنه ... وليس أهل الهوى سواه)

 (فظل من حيث ليس يدري ... يأمر بالعشق من نهاه)

 وقال: [مخلع البسيط]

 (لا تعجبوا من حنين قلبي ... إليهم واعذروا غرامي)

 (فالقوس مع كونها جمادا ... تئن من فرقة السهام)

 وقال: [البسيط]

 (لولا حجاب أمام النفس يمنعها ... عن الحقيقة عما كان في الأزل)

(لأدركت كل شيء عز مطلبه ... حتى الحقيقة في المعلول والعلل)

وقال: [الكامل]

(العلم للرجل اللبيب زيادة ... ونقيصة للأحمق الطياش)

(مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويعمى مقلة الخفاش)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.