- نمط الزراعة المختلطة (Mixed Farming): يعد هذا النمط نمطا زراعيا يجمع بين إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات، أنتشر هذا النمط في مناطق واسعة من العالم، فقد انتشر في اوروبا من حدود إيرلندا عربا حتى سهول روسيا شرقا، وانتشر أيضا في أمريكا الشمالية شرقي درجة طول   (95 ْ) غربا وفي الولايات المتحدة وفي سهول البمباس في الأرجنتين، وفي جنوب شرقي أستراليا، وجنوب أفريقيا ونيوزيلاند خريطة (10).

تطبق هنا في هذا النمط الدورات الزراعية وتشتمل على زراعة الأعلاف الحيوانية وزراعة الحبوب مع المحاصيل الجذرية، فضلا عن زراعة الخضر. تختص مناطق شمال غرب اوروبا بزراعة القمح والبطاطس والإنتاج الحيواني، في حين يعتبر محصول الذرة الأساس في المزارع الأمريكية ويكون حيوان الماعز والجاموس والابقار أهم الحيوانات التي تربى في مناطق الشرق الأوسط.

غالبا ما تكون الأقاليم الزراعية التي ينتشر بها هذا النمط الزراعي حول العالم متباينة في مناخها وليس متشابه فقد يميل المناخ إلى البرودة صيفا وشتاء كما في غرب أوروبا والاجزاء الشمالية الغربية من الولايات المتحدة الأمريكية، في حين يميل إلى البرودة خلال فصل الشتاء فقد في جنوب شرق كل من اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وهي جهات ذات صيف دافئ، في حين تعد أقاليم روسيا الاتحادية أبرد أقاليم هذه الزراعة لذلك يمتد طول فصل النمو إلى 120 يوما.

تتميز هذه الزراعة في مناطق شرق أوروبا باعتمادها الكبير على الآلات الزراعية والاسمدة والمخصبات، ما يعني أنها زراعة تجارية بنسبة كبيرة، ومعظم هذه المزارع تزرع الحبوب لغرض تغذية الحيوانات. كما أن الزراعة في هذا النمط لها القدرة العالية في مواجهة أي تذبذب قد يحصل أو تتعرض له المحاصيل الزراعية كأن يكون تعرضها للأمراض والآفات أو التقلبات التي تحدث في الأسعار والتغير في العرض الطلب على المنتجات إذ من الممكن يتغير الاستخدام من التصدير إلى محاصيل علف للحيوانات التي تربي فذ هذا النمط وهكذا.

ومن أهم الخصائص التي تلعب دورا في هذا النمط هي الموقع الجغرافي والذي يؤثر في التوزيع المكاني لهذا النمط، إذ يلعب القرب أو البعد من المراكز السكانية دورا كبيرا في ظهور هذا النمط، وغالبا ما يتركز في المناطق القريبة من التجمعات السكانية الكبيرة، وعلى هذا الأساس ركز هذا النمط على تربية الحيوانات وإنتاج منتجاتها وزراعة المحاصيل التي تستهلك محليا من قبل هذه التجمعات الكبيرة. |

تبقى الأيدي العاملة في هذا النمط مستمرة في العمل طيلة أيام السنة أي لا توجد حالة من البطالة في هذا النمط الزراعي عكس الأنماط الأخرى، مع وجود تنوع في الاعمال الزراعية ما بين إنتاج المحاصيل وتربية حيوانات وبذلك لا توجد فرصه في التوقف عن العمل، وفي هذا النمط أيضا تری تطبيق واضح للدورة الزراعية، إذ من خلال هذا النظام يمكن للفلاح متابعة المحاصيل محصول تلو الاخر مع تربية الحيوانات والاستفادة من مخلفاتها لتزويد أرضه بالسماد الطبيعي. وفي الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا نرى بان المزارع العائلية هي السائدة في نمط الزراعة المختلطة لا سيما في شرق الولايات، وايضا يظهر هذا النظام في شمال غرب أوروبا هذا ويوجد اختلاف ما بين الولايات المتحدة وأوروبا في مساحة المزرعة العائلية في هذا النمط، إذ نرى أن المساحة في الولايات المتحدة تصل ما بين (40-100 هکتار) وما بين ملكيات صغيرة تصل في بعض الأحيان إلى (10) هكتار في أوروبا.

تزرع في هذا النمط الزراعي محاصيل متنوعة ومختلفة ما بين مناطق انتشاره إذ تزرع الحبوب وأهمها الذرة في الولايات المتحدة ثم فول الصويا، والشيلم والقمح الشتوي والشعير. في حين في أوروبا يزرع القمح ويأتي بالدرجة الأولى ثم الشعير، وكذلك البطاطس والبنجر وفي أستراليا نجد القمح أيضا إلى جانب تربية الحيوانات، كذلك في نيوزيلاندا تربي الماشية على نطاق واسع في هذا النمط إلى جانب زراعة القمح، أما في القارة الافريقية وفي جنوبها تحديدا يتم التأكيد على تربية الأبقار والأغنام في هذا النمط إلى جانب زراعة القمح وبعض المحاصيل النقدية.