المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الحسين بن أبي العلاء
5-9-2016
Andrew Gray
17-1-2017
أخبار الباقر (عليه السلام) مع الشعراء
15-10-2015
علامات الاسر النهري- اكواع الاسر
8/9/2022
التسبيحات الاربعة
30-9-2016
التربة الملائمة لزراعة الخوخ
17-2-2020


محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد  
  
3298   01:56 صباحاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص82-86
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي. وقال المرزباني: هو أحمد بن محمد قتل في سنة خمسين ومائتين في خلافة المستعين بالله وكنيته أبو العباس ويلقب بأبي العبر.

 قال جحظة: لم أر قط أحفظ منه لكل عين ولا أجود شعرا ولم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعملها بيده حتى لقد رأيته يعجن ويخبز وكان أبوه أحمد يلقب بالحامض وكان حافظا أديبا في نهاية التسنن قتل بقصر ابن هبيرة وقد خرج لأخذ أرزاقه من هناك سمعه قوم من الشيعة ينتقص عليا عليه السلام فرموا به من فوق سطح كان بائتا عليه فمات في السنة المقدم ذكرها.

 وذكره أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني فقال: كان أبوه أحمد يلقب حمدون الحامض ولد لمضي خمس سنين من خلافة الرشيد والرشيد بويع في سنة سبعين ومائة وعاش إلى أيام المستعين بالله وكان في أول أمره يسلك في شعره الجد ثم عدل إلى الهزل والحماقة فنفق بذلك نفاقا كثيرا وجمع به ما لم يجمعه أحد من شعراء عصره المجيدين.

 ومن سائر شعره قوله: [الرمل]

 (بأبي من زارني مختفيا ... خائفا من كل حس جزعا)

 (رصد الخلوة حتى أمكنت ... ورعى السامر حتى هجعا)

 (قمر نم عليه حسنه ... كيف يخفي الليل بدرا طلعا)

 (ركب الأهوال في زورته ... ثم ما سلم حتى ودَّعا)

 قال محمد بن إسحاق: وله من الكتب كتاب جامع الحماقات وحاوي الرقاعات كتاب المنادمة وأخلاق الرؤساء حدث أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي السلامي حدثني أبو أحمد الهذلي قال حدثنا أبو عبد الله الشعيري وكان شاعرا من أهل بغداد قال اجتمعت مع جماعة من الشعراء في مجلس نتناظر ونتناشد ونتساءل ونعد شعراء زماننا فمر بنا أبو العبر فقلنا هذا أيضا يعد نفسه في الشعراء فمال إلينا وقال والله أشعر منكم وأعلم فقلنا قد اختلفنا في بيت فاشتبه علينا نسألك عنه فقال نعم فسألناه عن معنى هذا البيت: [الخفيف]

(عافت الماء في الشتاء فقلنا ... برديه تصادفيه سخينا)

 كيف تصادفه سخينا إذا بردته؟ فقال: أخفي عليكم؟ قلنا نعم. فقال: هو ليس من التبريد وإنما هو حرف مدغم ومعناه بل رديه من الورود فأدغموا اللام في الراء كما قال الله تعالى {كلا بل ران على قلوبهم} وقوله {وقيل من راق} قال: فاستحسنا ما فسره وأقررنا له بالفضل فقال إني أسألكم بيتا كما سألتموني أما ترون إلى قول دغفل: [الرجز]

 (إن على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا تعرفه أو تحمله)

 فقلنا: سل فقال: ما معنى قول القائل؟: [السريع]

 (يا من رأى رجلا واقفا ... أحرقه الحر من البرد)

 كيف يحرقه الحر من البرد؟ قال: فاضطربنا في معناه فلم نخرجه فسألناه عنه فقال: هذا قولي وذلك أنني مررت بحداد يبرد حديدا فمسست تلك البرادة فأحرقت يدي وإنما البرد مصدر برد الحديد بردا وليس هو من الشيء البارد قال فأقررنا بفضل معرفته فأنشأ يقول: [مجزوء الرمل]

 (أقرَّ الشعراء أني ... ومرواً في الحرمرم)

 (إنهم عندي جميعا ................ العَنمنم)

(فقطعت الرأس منهم ... ثم جلد القد دمدم)

 (فعملنا منه طبلا ... من طبول الخد دمدم)

 (فضربنا به دمدم ... ثم دمدم ثم دمدم)

(عجبا يا قوم مني ... كنت معكم كالململم)

 وقال المرزباني: أبو العبر أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.

 وقال محمد بن داود: اسمه محمد بن أحمد وهو حمدون بن عبد الله بن عبد الصمد يكنى أبا العباس صاحب الشعر الأحمق والكلام المختلق وهو أبرد الناس غير مدافع وربما قال شعرا صالحا وهو القائل وأنشدناه الأخفش: [الخفيف]

 (لو يكون الهوى بجسم من الصخر ... على أن فيه قلب حديد)

 (فعل الحب فيهما مثل ما يفعل ... شعر اللحى بورد الخدود)

 وله ورواه أبو الحسن علي بن العباس الرومي: [الكامل]

 (لو كنت من شيء خلافك لم تكن ... لتكون إلا مشجبا في مشجب)

 (لو أن لي من جلد وجهك رقعة ... لجعلت منها حافرا للأشهب)

 قال وكان يظهر الميل على العلويين والهجاء لهم وجرت منيته على يد رجل من أهل الكوفة من رماة الجلاهق وخرج معه من بغداد إلى آجام الكوفة للرمي فسمع الرامي منه كلاما استحل به دمه فقتله.

 

 وهو القائل لموسى بن عبد الملك وكان دفع إليه توقيعا بصلة من المتوكل فدافعه موسى وماطله مدة فوقف له يوما فلما ركب أنشده: [المجتث]

 (حتى متى نتبرَّد ... وكم وكم أتردد)

 (موسى أدر لي كتابي ... -بحق ربك -الأسود)

 يعني محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق وكان محمد من أمة سوداء فنحلته سوادها فجزع موسى بن عبد الملك من قوله وسأله كتم الحال وقضى شغله.

 وقال جحظة: اجتمعت أنا وجماعة من إخواننا مع أبي العبر في براح أراد أن يبنيه دارا فأقبلنا نقدر البيوت وأين مواقعها فبينا نحن كذلك إذ ضرط بعض من كان معنا فقال أبو العبر: مهما شككنا فيه فما نشك أن هذا الموضع الكنيف.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.