المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

enlightened self-interest
2023-08-23
البنكرياس
24-11-2015
نظرية اللاحدود
2023-08-10
اضطرابات رضاعة الثدي الطويلة Prolonged Breast Fed Disorders
28-9-2019
Atmospheric refraction: Measurement of the constant of refraction
30-7-2020
دخول البصرة في قبضة الفرس وإخراجهم منها
2024-11-10


ست قواعد لبناء (الحب) بين الأخوان  
  
5628   08:51 صباحاً   التاريخ: 29-5-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص133 ـ 148
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1486
التاريخ: 23-3-2021 2034
التاريخ: 15-4-2018 1977
التاريخ: 11-9-2016 1735

ما هي نقاط العداء بين الأبناء؟

وكيف نستطيع أن نقتلعها من صدورهم، ونزرع مكانهـا أشجار الحب والوئام؟

أي كيف تجعل إبنك يطبع قبلة على وجنتي أخيه بدل أن يوجه إليه الضربات؟

الجواب: تستطيع أن تقتلع جذور التباغض والعداء من بين أبنائك إذا ما عملت بهذه الوصايا التالية:

أولا: أعرف متى تطبع القُبلة وتوزع الحب.

جاء في الحديث: (عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ نظر الى رجل له إبنان فقبـل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي: فهلا ساويت بينهما؟)

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): قال والدي: (والله لأصـالح بعض ولدي وأجلسه على فخـذي وأكثـر لـه المحبة، وأكثر له الشكر وأن الحق لغيره من ولدي. ولكن محافظة عليه منه، ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف أخوته.. وما أنزل سورة يوسف إلا أمثالاً لكيلا يحسـد بعضنا بعضاً، كما حسد يوسف أخوته وبغوا عليه)(1).

إذن.. لا تنسى في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك، أو تضمه الى صدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان لا تنس عليك أن تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون.

وإلا.. فإن عليك أن تساوي بين أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبلت أحد ابنائك في محضر إخوانه الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضاً.

وإن لم تفعل ذلك ـ وبالخصوص إذا كنت تكثـر من تقبيل أحـد أبنائك دون إخوانه ـ فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم.

وقد أكد الإسلام على هذه المسألة الحساسة، وأعار لها انتبـاهـاً ملحوظاً، حتى أنه أمر الأب أن يبدأ بالإناث ـ في العطاء ـ قبل الذكور، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وآله):

(من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها الى عياله كان كحامل صدقة الى قوم محاويج..

ثم يضيف الرسول قائلاً: (ويبدأ بالإناث قبل الذكور،...).

لماذا؟

ذلك حتى لا تشعـر الفتـاة بـالانكسـار والضعف، في مجتمع يحب الذكور، ويكره الإناث، وبالطبع فإن هذا العمل يدفع الفتاة الى الشعور بمكانتها العزيزة بين إخوانها، ومن ثم نجاتها من مهالك الحسد والعدوان.

والمطلوب ـ في الحقيقة ـ إقامة العدل بين الأبناء سـواء في تـوزيع القبلات أو في الرعاية والاهتمام بشكل عام.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (اعـدلوا بين أولادكم، كما تحبـون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)(2).

وتحضرنا هنا بعض الأسئلة حول وضع الأخوة في الأسرة:

ـ هل الأطفال الأصغر دائماً يحمون حماية زائدة؟

- وهل الأطفال الأكبر يجدون قبولاً أكبر أو أقل عندما يأتي أطفال آخرون؟

ـ وهل يكون المولود الأول مفضلاً دائماً؟

ـ وما مركز الابن الأخير والابن الوحيد؟

- كيف يكون موقع الابن الجميل والابن القبيح؟

هل هنالك تفاضل بين الأبناء وعلى أي أساس يقوم؟

ـ هل على أساس الجمال أم على أساس التقوى والعمل الصالح؟

ـ وإذا كان هنالك تفاضل.. كيف يجب أن يتم إشعار الأبناء به؟

يجيب على بعض هـذه الأسئلة بعض الباحثين التربويين فيقول: (عندما يولد الطفل الثاني، ويأخـذ بالنمـو والكبر ويـدرك ما حوله، لا يجد الوالدين من حوله فحسب، بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد، والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسماً ووزناً.

وكلما كبر أدرك أنه أصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية: نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخاه قد استلمهـا جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالحة للاستعمال إلا قليلاً.

والذي يزيد الطين بلة، ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موضع رعاية جديدة من الوالدين. فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه.

وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيباً جديداً بين الأخوة، ويصبح طفلاً أوسطاً. أن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ أنه يكون مهاجماً من الامام (عن طريق الأخ الأكبر) ومن الخلف (عن طريق الأخ الأصغر).

أما عن الطفل الأخير في الأسرة، فإن مركزه تحدده العوامل التالية نجد:

أولاً: أن هنالك اختلافاً في معاملة الوالدين له عن بقية الأخوة والأخوات، وميلاً لإطالة مدة الطفولة، لأن الوالدين ـ حينئذ ـ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدود.

وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة وتدليل الوالدين أو من أحدهما.

وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخـوتـه وتـذكـرنـا أمثـال هـذه الحالات بقصة يوسف، وما تعرض له من إيذاء نتيجة كـره إخوته له، لإيثار والديه له بالعطف الزائد).

وبالنسبة الى مسألة التفاضل، نجد أن بعض الآباء يزدادون حباً وعـطفاً على أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير، وإنما لأنه الأفضل نشاطاً وعملاً وخدمة لوالديه.

هنا لا بأس بهذا التفاضـل إذا ما كان سراً، ولكن حذار من الطريقة السلبية التي يتم إشعار الاخوان بها؟

والطريقة السلبية ـ التي يجب اجتنابهـا ـ هي: أن يقول الأب لأبنائه - على سبيل المثال ـ: لا بارك الله فيكم أنكم جميعاً لا تسوون قيمة حذاء ولد فلان!!

أو يقوم باحترام إبنه والاهتمام به دون إخوانه واخواته.

بينما الطريقة الإيجابية تقضي أن يقوم الأب بمـدح الصفات التي يتحلى بها إبنه الصالح دون ذكر إسمه، أو حتى إذا مـا اضطر الى ذكر إسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً: إني على ثقة من أنكم ستحذون حذو أخيكم فلان في مـواصـفـاتـه الحميدة، ولا شـك ـ يا أبنائي ـ إن لكم قسطاً من الفضـل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل الى هذه الدرجة من الرقي والتقدم والكمال.

بالطبع - عزيزي القارئ ـ إنـك وجدت الفارق بين الطريقتين، ففي الطريقة الأخيرة تجد أن الأب يحاول إعطاء التفاضل لأحد أبنائه بصورة فنية دون أن يحرك مشاعـر الحقد والحسـد في صدور أبنائه الآخرين، تجاه إبنه المتميز لديه.

بل.. بالإضافة الى ذلك فهو قد دفع أبناءه الى تقليد أخيهم الصـالح عبر إعطائهم الثقة في الوصول الى مرتبته، وبصورة هادئة وحكيمة.

والتفاضل هنا لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقاً أكثر وفي المقابـل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الأبن المتميز طعاماً أكثر أثناء وجبة الغذاء أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازم الأفضل، لا.. إن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون.

إذن.. أن آخر ما نريد قوله في هذا الباب هو: المطلوب مزيد من الانتباه الى هذه الملاحظة الهامة والتعرف ـ جيداً وبحكمـة ـ على كيفية توزيع الحب بين الأبناء.

ثانياً: بيّن أهمية الأخ لأخيه.

إذا كنت ترغب في أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه، وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الاخوان لبعضهم البعض.

وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التالية التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من أخيه، وإليك بعضها:

يقول الإمام علي (عليه السلام): (الاخوان أفضل العدد).

ويقول: (الاخوان زينة في الرخاء وعدة في البلاء)

ويقول: (الاخوان جلاء الهموم والأحزان).

ويقول: (من لا أخ له لا خير فيه).

ويقول: (من لا أخوان له لا أهل له).

ويقول: (موت الأخ قص الجناح واليد).

كما لا تنسى أن تسرد لهم قصة الإمام الحسين وأخاه العباس (عليهم السلام)، في معركة كربلاء، حيث كان العباس خير معين وناصر لأخوه، حتى أنه لما سقط على الأرض صريعاً جاء الإمام وقال: (أخي الآن انكسـر ظهري، وقلت حيلتي وشمت بي عدوي).

إذن فالأخ هو المساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضاً في قصة النبي موسى حينما قال: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشـدد به أزري وأشركه في أمري)

بهذه الطريقة تكون قد أشعرت إبنك بأهمية أخيه، وبالتالي قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم.

ثالثا: اسقِ شجرة الحب بينهم..

الأب الناجح في التربية هو الذي يجسّم المحبة بين أبنائه ويقوم بإروائها وسقيها كل وقت.

وتسأل: كيف يتم ذلك؟ والجواب يأتيك على لسان أحد الآباء، وهو يسرد تجربته مع أبنائه، حيث يقول: (لقد رزقني الله ـ عز وجل ـ الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله ـ تعالى ـ كثيراً على ذلك.

وكما هو الحال عند كل الأطفال ـ أخذ ولدي الأول يشعـر تجاه أخيـه كما يشعر الإنسان تجاه منافسيه، كان ينظر إليه باستغراب ودهشـة وعـدم رضى، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول: لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟

وبدأ الحسد والغيرة تدب في نفسه حتى أنه تسلل اليـه وصفعه وهو في مهده.

لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع الأذى عن هذا الرضيع.

وفكرت في الأمر ملياً حتى اهتديت الى فكرة وسرعان ما حولتها الى ميدان التطبيق، حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكـولات الطيبة، ووضعتها في المهد عنـد طفلي الرضيع، ثم جئت بولدي الأكبر وأفهمتـه بالطريقة التي يفهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيراً وقد جاء له بهـدايا حلوة وجميلة ثم أمرته بأن يأخذها منه، فأخـذها وهـو فرح مسـرور لا يخامره أدنى شك في ذلك.

ومنذ ذلك اليوم لم أترك العملية هذه حيث أوصيت زوجتي بأن تقدم - أكثر الأشياء التي تريد تقديمها لوليدنا الأول أن تقدمهـا باسم الصغير وعبره، مثلما فعلت أنا في بادئ الأمر.

وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يـزداد حباً لأخيه حتى وصل به الأمر الى البكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء وقال له مازحاً إنني سأسرق أخوك منك!

كان ذلك بالنسبة للأطفال الصغار بينما السؤال الآن: كيف نزرع الحب بين الأبناء الكبار؟

تستطيع أن تحقق ذلك عبر الطرق التالية:

الطريقة الأولى: ادفع أبناءك ليقدم كل واحد منهم هدية لكل أخ من إخوانه.

سواء عبر إبلاغ كل واحد منهم بطريقة مباشرة أو عن طريق توجيههم الى القيام بهذا العمل بطريقة غير مباشرة، أو من خلال الطريقتين معاً، وإن كنا نفضل الطريقة الغير مباشرة.

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الهدية تورث المحبة).

ويقول (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (الهدية تفتح الباب المصمت)

الطريقة الثانية: ادفع أبناءك للتزاور والتواصل بينهم فإنه ليس هناك شيء يمتن العلاقة والحب بين الاخوان مثل الزيارة.

والجدير بك أن تعلمهم هذه الأحاديث الشريفة التالية حتى تدفعهم - ذاتياً للقيام بالتزاور فيما بينهم:

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من زار أخاه في بيته قال تعالى: أنت ضيفي وزائري وقد أوجبت لك الجنة لحبك إياه).

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (ملاقاة الاخوان نشرة (تلقيح) العقل وان كان نزراً قليلاً).

ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مثل الأخوين إذا التقيا، مثل اليدين تغسل أحداهما الأخرى).

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن من روح الله تعالى ثلاثة: التعبد في الليل وإفطار الصائم، ولقاء الأخوان).

الطريقة الثالثة: ادفعهم الى المصافحة والمعانقة فيما بينهم.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن المؤمن ليلقى أخـاه فيصافحه، فينظر الله إليهما والذنـوب تحات عنهما حتى يفترقا، كما تحت الريح الشديد الورق من الشجر).

ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المصافحة تذهب الغل).

رابعا: اقضِ على الظلم والحسد فيهم.

ابحث عن أسباب الشقـاق وبـواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلعها من الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والاخاء.

ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهما البعض ويمارسون الظلم وفي صدورهم يعشعش الغل والحسد، حينئذ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والاخاء.

ترى كيف يمكن أن يحب الصغير أخـاه الكبير، وهو يقاسي من مرارة ظلمه وعدوانه؟

إن وجدت الكثير من الأبناء يمارسون أقسى أنواع الظلم بحق إخوانهم واخواتهم فهم يمارسون الضرب القاسي، ويسلبون حقوق الاخوان في الأكل والمنام والملبس وكل شيء.

وأحياناً كثيرة تجد أن الأخ الأكبر في العائلة يصبح مستبداً إلى آخر حد، ويقوم بأحكام سيطرته الحديدية على اخواته المكسورات الجناح، وكأنه سلطان جائر.

هنا لا بد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم، وإلا فأن الأبناء - كلهم - سيصبحون على مشاكلة أخيهم الكبير، لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشاً ضارية، تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه، وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل.

وهكذا الأمر تماماً بالنسبة للحسد، فالأبناء الذين ينامون على وسائد الحسد ويتلحفون بلحاف الحقد والضغينة، وتنمو في صدورهم أعشاب الغل هؤلاء الأبناء يعيشون حياة ضنكا، لا تجد للمحبة أثراً فيها.

فالحسود بطبعه يبغض الآخرين، ويكن لهم الحقد والكراهية، ولربما تسول له نفسه بالقضاء على من يحسده، كما فعل قابيل بـأخيه هابيل من قبل.

من هنا فإذا ما كنت تريد أن يسود الحب والود بين أبنائك، فلا مناص من رفع أي بوادر سيئة مثل الظلم والحسد من بين أبنائك.. بل ولا بد أن تقتلها وهي في المهد قبل أن تترعرع وتكبر.

خامسا: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات.

هنالك بعض الأبناء لا يعـرفـون طـريقـاً لحل المشكلات غير طريق المشاجرة والاشتباك الحاد، وكأنهم أعداء وليسوا إخوانا!

ترى لماذا لا ينتهجون سبيل الحوار الهادئ بينهم؟

بالطبع إن السبب يرجع الى الوالدين فهما المسؤولان عن خلق الأجواء والعادات والتقاليد في العائلة.

لذلك.. من المفترض أن لا ينسى الآباء تعليم أبنائهم عادة الحـوار والتفاهم الرزين بدل أسلوب المناقشات العصبية والمشاجرات الصاخبة.

والمسألة لا تحتاج الى فلسفة وتنـظيـر، إذ يكفي لأحـد الـوالـدين أن يستوقف أبناءه ـ في حالة حدوث أول صراع كلامي ويبدأ يحل لهم المشكلة بالتفاهم والسؤال الهادئ.

ونضرب مثالاً على ذلك: كثيراً ما يحدث أن يتشاجر طفـلان على لعبة معينة، ويبدأ كل واحد منهما يجر اللعبة.

هنا على الأم أو الأب أن يسرع الى ولديه، ويحاول أن يرضي أحـد الطرفين بالتنازل، مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكمـا بهذه اللعبة نصف ساعة.. واحداً بعد واحد.

وهكذا على أي حال فالمهم أن ينهي المسألة بالتفاهم وبمرور الزمن يتعلم الأولاد هذه العادة الحسنة في حل أي مشكلة تطرأ لهم، فيقضون بذلك على أي سبب للخصام قبل أن يفتح عينه للحياة

سادساً: عرفهم حقوق الاخوان.

وهذه الحقوق يبينها الرسول (صلى الله عليه وآله) في حديثه التالي، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (للمسلم على أخيه المسلم ثلاثون حقاً، لا براءة له منها إلا بأدائها، أو العفو):

1ـ يغفر زلته (أن الأخ ليس ملكـاً ولا نبياً وإنما هـو بشـر.. يصيب ويخطئ، ومن حقه على أخيه أن يغفر له زلته ويتجاوز عن خطيئته).

2ـ ويرحم عبرتـه (إن من واجب الأخ تجاه أخيه أن يخفف عنه حـزنه ويهون عليه رزيته).

3- ويستر عورته (من الطبيعي أن الاخوان هم أكثر الناس معرفة بعيوب بعضهم البعض، لذلك فعلى الأخ ـ إذا ما رأى بادرة سيئة من أخيه ـ أن يسترها ولا ينشرها).

4ـ ويقبـل عثرته (من صفات المؤمن، أن يمتلك قلباً كبيراً وصدراً رحباً يستوعب بها عثرات إخوانه وأخـطاءهم ولا يتخذ ردة فعـل سيئة تجاهها).

5ـ ويرد غيبته (أي إذا كان الأخ في مجلس مـا وسمـع من يغتـاب أخاه، فمن واجبه أن ينهي صاحب الغيبة ويوقفه عن الإستمرار فيها).

6ـ ويقبل معذرتـه (ليس من الصواب ألا يعترف الإنسان بخطئه، ولكن الأعظم من ذلك أن لا يقبل الأخ معذرة أخيه حينما يأتي إليه نادماً، يقول الإمام علي (عليه السلام): (إقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عـذر فالتمس له عذراً).

7ـ ويديم نصيحته (والحق السابع للأخ على أخيه هو أن يديم نصيحته بلا ملل أو تعب).

8ـ ويحفظ خلته (أي لابد من إدامة الصداقة بين الاخوان وتشذيبها من كل نقاط التباغض).

9- ويرعى ذمته (إن للمؤمن كرامة عند الله لا بد من رعايتها ومن كرامته رعاية ذمته).

10- ويعوده في مرضه.

11ـ ويشهد ميتته (إذا مات الأخ لا بد لإخوانه أن يحضروا جنازته وتشييعه).

12ـ ويجيب دعوته.

13ـ ويقبل هديته.

14ـ ويحسن جيرته.

15ـ ويكافئ صلته (فإذا قام الأخ بعمل ما تجاه أخيه فإنه ـ الأخير - مطالب بأن يكافئ عمله، فإن قدم له خدمة فلا بد أن لا ينساها حتى يقدم له خدمة مماثلة).

16ـ وإن يشكر نعمته.

17ـ ويحسن نصرته.

18ـ ويحفظ حليلته (زوجته).

19ـ ويقضي حاجته (قضاء حاجات الاخـوان من حقـوق الأخـوة وواجبات الاخاء).

20ـ ويستنجح مسألته ( أي يسعى لنجاح مسائله بأي شكل كانت وفي أي مجال).

21ـ ويشمت عطسته (فإذا عطس الأخ ـ أو أي أحـد من الجالسين ـ لا بد أن يقول له الإنسان: ـ يرحمك الله ـ ويدعو له).

22ـ ويرشد ضالته (كثيراً ما يحدث أن يحتاج الإنسان الى من يدله على الطريق ويرشده السبيل وهذا حق من حقوق الاخوان).

23ـ ويطيب كلامه (أي يقول له: طيب الله أنفاسك).

24ـ ويوالي وليه (أي يصادق صديقه).

25ـ ولا يعاديه (لا يصبح عدواً لصديق أخيه).

26ـ وينصره ظالماً ومظلوماً (فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه).

27ـ ولا يسلمه (لا يتركه فريسة عند العدو، ولا يتجاهله عند الخطر).

28ـ ولا يخذله.

29ـ ويحب له من الخير ما يحب لنفسه.

30ـ ويكره له ما يكره لنفسه).

بعد أن يكون أبناؤك قد تعلمـوا هذه الحقوق وأدوها تجاه إخـوانـهـم - حينئذ ـ لا تخشى على نور الحب من أن ينطفئ بينهم بل وكن على أمل كبير من ازدياد شعلة الحب والمودة بصورة مستمرة ودائمة.

إجمال

أجل.. لكي يسود الحب والود بين أبنائك لا بد لك أن تقوم بمراعاة الوصايا التالية:

ـ أعرف متى تطبع القبلة وتوزع الحب.

- بين اهمية الأخ لأخيه.

ـ اسقِ شجرة الحب بينهم.

ـ اقضِ على الظلم والحسد فيهم.

- اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات.

- عرفهم.. حقوق الاخوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المستدرك ج٢، ص٦٢٦.

2ـ بحار الأنوارج١٠٤، ص۹۳. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.