أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
23093
التاريخ: 16-12-2014
3648
التاريخ: 16-12-2014
3557
التاريخ: 7-3-2019
2219
|
لم تبق الزهراء ( عليها السّلام ) بعد أبيها سوى شهور معدودة قضتها بالبكاء والنحيب والأنين حتى عدّت من البكّائين ، ولم تر ضاحكة قطّ[1].
وكان لبكائها أسباب ودوافع كثيرة ، أهمّها انحراف المسلمين عن الطريق المستقيم وإنزلاقهم في مهاو تؤدي إلى الاختلاف والفرقة وانهيار الامّة الاسلامية بالتدريج .
والزهراء ( عليها السّلام ) التي عاشت انتشار الدعوة الإسلامية أيام أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) وضحّت من أجلها بكل نفيس كانت تتوقّع انتصار الإسلام وتشييد صرح العدل في ربوع الدنيا كلّها ، ولكن غصب الخلافة والأحداث التي تلتها هدم صرح آمالها وأدخل الحزن على قلبها وروحها الطاهرة ، فقد تحمّلت همّا ثقيلا فوق همّها وحزنها على أبيها النبيّ الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) .
وذات يوم دخلت امّ سلمة على فاطمة ( عليها السّلام ) فقالت لها : كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ قالت ( عليها السّلام ) : « أصبحت بين كمد وكرب ، فقد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وظلم الوصيّ ( عليه السّلام ) ، هتك واللّه حجاب من أصبحت إمامته مقبضة على غير ما شرع اللّه في التنزيل أو سنّها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في التأويل ، ولكنّها أحقاد بدرية وترات أحدية »[2].
وعن عليّ ( عليه السّلام ) قال : « غسلت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في قميصه ، فكانت فاطمة تقول :
أرني القميص ، فإذا شمّته غشي عليها ، فلمّا رأيت ذلك غيّبته »[3].
وروي أنّه لمّا قبض النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) امتنع بلال من الأذان قال : لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وإنّ فاطمة ( عليها السّلام ) قالت ذات يوم : « إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بلال » فبلغ ذلك بلالا فأخذ في الأذان ، فلمّا قال : اللّه أكبر اللّه أكبر ، ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء ، فلمّا بلغ إلى قوله : أشهد أنّ محمدا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) شهقت فاطمة ( عليها السّلام ) وسقطت لوجهها وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : امسك يا بلال ، فقد فارقت ابنة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الدنيا ، وظنّوا أنّها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه ، فأفاقت فاطمة ( عليها السّلام ) وسألته أن يتمّ الأذان فلم يفعل ، وقال لها : يا سيّدة النسوان ، إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان ، فأعفته عن ذلك[4].
وأخذت فاطمة ( عليها السّلام ) بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، ولم ترقأ لها دمعة حتى جزع لذلك جيرانها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وقالوا : يا أبا الحسن ! إنّ فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فراشنا ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلا أو نهارا .
فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) حتّى دخل على فاطمة ( عليها السّلام ) فقال لها : « يا بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا أن تبكي أباك ليلا أو نهارا » ، فقالت : « يا أبا الحسن ، ما أقلّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم » ، فاضطرّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) إلى بناء بيت خلف البقيع خارج المدينة وسمّاه « بيت الأحزان » وكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) أمامها وخرجت إليه وهي تمرّ على البقيع باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) إليها ورافقها إلى منزلها[5].
وعن أنس ، قال : لمّا فرغنا من دفن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أتيت إلى فاطمة ( عليها السّلام ) فقالت : « كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ » ثم بكت[6].
وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « وحزنت فاطمة ( عليها السّلام ) حزنا شديدا أثّر على صحتها ، والمرّة الوحيدة التي ابتسمت فيها بعد وفاة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) عندما نظرت إلى أسماء بنت عميس وهي على فراش الموت وبعد أن لبست ملابس الموت ، فابتسمت ونظرت إلى نعشها الذي عمل لها قبل وفاتها وقالت : سترتموني ستركم اللّه »[7].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|