المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



السيّدة فاطمة ( عليها السّلام ) في أيامها الأخيرة  
  
2080   04:47 مساءً   التاريخ: 17-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص168-171
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

لم تبق الزهراء ( عليها السّلام ) بعد أبيها سوى شهور معدودة قضتها بالبكاء والنحيب والأنين حتى عدّت من البكّائين ، ولم تر ضاحكة قطّ[1].

وكان لبكائها أسباب ودوافع كثيرة ، أهمّها انحراف المسلمين عن الطريق المستقيم وإنزلاقهم في مهاو تؤدي إلى الاختلاف والفرقة وانهيار الامّة الاسلامية بالتدريج .

والزهراء ( عليها السّلام ) التي عاشت انتشار الدعوة الإسلامية أيام أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) وضحّت من أجلها بكل نفيس كانت تتوقّع انتصار الإسلام وتشييد صرح العدل في ربوع الدنيا كلّها ، ولكن غصب الخلافة والأحداث التي تلتها هدم صرح آمالها وأدخل الحزن على قلبها وروحها الطاهرة ، فقد تحمّلت همّا ثقيلا فوق همّها وحزنها على أبيها النبيّ الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وذات يوم دخلت امّ سلمة على فاطمة ( عليها السّلام ) فقالت لها : كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ قالت ( عليها السّلام ) : « أصبحت بين كمد وكرب ، فقد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وظلم الوصيّ ( عليه السّلام ) ، هتك واللّه حجاب من أصبحت إمامته مقبضة على غير ما شرع اللّه في التنزيل أو سنّها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في التأويل ، ولكنّها أحقاد بدرية وترات أحدية »[2].

وعن عليّ ( عليه السّلام ) قال : « غسلت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في قميصه ، فكانت فاطمة تقول :

أرني القميص ، فإذا شمّته غشي عليها ، فلمّا رأيت ذلك غيّبته »[3].

وروي أنّه لمّا قبض النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) امتنع بلال من الأذان قال : لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وإنّ فاطمة ( عليها السّلام ) قالت ذات يوم : « إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بلال » فبلغ ذلك بلالا فأخذ في الأذان ، فلمّا قال : اللّه أكبر اللّه أكبر ، ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء ، فلمّا بلغ إلى قوله : أشهد أنّ محمدا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) شهقت فاطمة ( عليها السّلام ) وسقطت لوجهها وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : امسك يا بلال ، فقد فارقت ابنة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الدنيا ، وظنّوا أنّها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه ، فأفاقت فاطمة ( عليها السّلام ) وسألته أن يتمّ الأذان فلم يفعل ، وقال لها : يا سيّدة النسوان ، إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان ، فأعفته عن ذلك[4].

وأخذت فاطمة ( عليها السّلام ) بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، ولم ترقأ لها دمعة حتى جزع لذلك جيرانها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وقالوا : يا أبا الحسن ! إنّ فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فراشنا ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلا أو نهارا .

فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) حتّى دخل على فاطمة ( عليها السّلام ) فقال لها : « يا بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا أن تبكي أباك ليلا أو نهارا » ، فقالت : « يا أبا الحسن ، ما أقلّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم » ، فاضطرّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) إلى بناء بيت خلف البقيع خارج المدينة وسمّاه « بيت الأحزان » وكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) أمامها وخرجت إليه وهي تمرّ على البقيع باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) إليها ورافقها إلى منزلها[5].

وعن أنس ، قال : لمّا فرغنا من دفن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أتيت إلى فاطمة ( عليها السّلام ) فقالت : « كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ » ثم بكت[6].

وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « وحزنت فاطمة ( عليها السّلام ) حزنا شديدا أثّر على صحتها ، والمرّة الوحيدة التي ابتسمت فيها بعد وفاة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) عندما نظرت إلى أسماء بنت عميس وهي على فراش الموت وبعد أن لبست ملابس الموت ، فابتسمت ونظرت إلى نعشها الذي عمل لها قبل وفاتها وقالت : سترتموني ستركم اللّه »[7].

 

[1] طبقات ابن سعد ج 2 / القسم 2 : 84 حلية الأولياء : 2 / 43 .

[2] بحار الأنوار : 43 / 156 .

[3] المصدر : 157 .

[4] بحار الأنوار : 43 / 157 .

[5] بحار الأنوار : 43 / 177 .

[6] أسد الغابة ، لابن الأثير : 5 / 524 ، وطبقات ابن سعد : ج 2 / القسم 2 : 83 .

[7] أهل البيت لتوفيق أبو علم : 165 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.