أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-5-2016
3410
التاريخ: 13-12-2014
2974
التاريخ: 13-12-2014
3503
التاريخ: 10-12-2014
3681
|
لما ثقل واشتد المرض برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وحضرته الوفاة ؛ أخذ أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) رأسه الشريف فوضعه في حجره ، فأغمي على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وفاطمة ( عليها السّلام ) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
ففتح رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عينيه وقال بصوت ضعيف : « بنيّة قولي : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] ».
فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنوّ منه ، فأسرّ إليها شيئا فتهلّل وجهها له .
فقيل لها ( عليها السّلام ) بعد وفاة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : ما الذي أسرّ إليك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته ؟ قالت : « إنّه أخبرني أنّني أول أهل بيته لحوقا به ، وأنّه لن تطول المدّة لي بعده حتى أدركه ، فسرى ذلك عنّي »[1].
وعن أنس قال : جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في المرض الذي قبض فيه فانكبّت عليه فاطمة وألصقت صدرها بصدره وجعلت تبكي ، فقال لها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا فاطمة لا تبكي عليّ ولا تلطمي ولا تخمشي عليّ خدا ولا تجزّي عليّ شعرا ، ولا تدعي بالويل والثبور ، وتعزّي بعزاء اللّه ، ثم بكى وقال : اللهمّ أنت خليفتي في أهل بيتي ، اللهمّ هؤلاء وديعتي عندك وعند المؤمنين » .
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة أنّها قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشي النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : « مرحبا بابنتي » ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسرّ إليها حديثا فبكت ، فقلت : استخصّك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حديثه ثم تبكين ؟ ثم إنّه أسرّ لها حديثا فضحكت ، فقلت :
ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ! فسألتها عمّا قال : فقالت : « ما كنت لأفشي سرّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) » حتى إذا قبض النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) سألتها فقالت : « إنّه أسرّ إليّ فقال : « إنّ جبرئيل ( عليه السّلام ) كان يعارضني بالقرآن في كلّ عام مرّة وإنّه عارضني به هذا العام مرّتين ، ولا أراه إلّا قد حضر أجلي فبكيت ، ثم قال لي : إنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك ، أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنة ؟ فضحكت »[2].
وعن موسى بن جعفر عن أبيه ( عليهم السّلام ) : « لمّا كانت الليلة التي قبض النبيّ في صبيحتها ، دعا عليّا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) وأغلق عليه وعليهم الباب وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : يا فاطمة ! وأدناها منه فناجاها من الليل طويلا فلمّا طال ذلك خرج عليّ ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب والناس خلف الباب ، ونساء النبيّ ينظرن إلى عليّ ( عليه السّلام ) ومعه إبناه » فقالت عائشة : لأمر ما أخرجك منه رسول اللّه وخلا بابنته عنك في هذه الساعة ؟ فقال لها عليّ ( عليه السّلام ) : « قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له ، وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه فوجمت أن تردّ عليه كلمة » .
قال عليّ ( عليه السّلام ) : « فما لبثت أن نادتني فاطمة ( عليها السّلام ) فدخلت على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يجود بنفسه فقال لي : ما يبكيك يا عليّ ؟ ليس هذا أوان بكاء فقد حان الفراق بيني وبينك ، فأستودعك اللّه يا أخي ، فقد اختار لي ربّي ما عنده ، وإنّما بكائي وغمّي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي ، فقد أجمع القوم على ظلمكم ، وقد استودعتكم اللّه وقبلكم مني وديعة ، إنّي قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك فنفّذها فهي الصادقة الصدوقة » .
ثم ضمّها اليه وقبّل رأسها وقال : « فداك أبوك يا فاطمة » فعلا صوتها بالبكاء ثم ضمّها اليه وقال : « أما واللّه لينتقمنّ اللّه ربّي ، وليغضبنّ لغضبك ، فالويل ثم الويل للظالمين ، ثمّ بكى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) » .
قال عليّ ( عليه السّلام ) : « فو اللّه لقد حسبت قطعة منّي ذهبت لبكائه حتى هملت عيناه مثل المطر ، حتى بلت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه ، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها ورأسه على صدري وأنا مسنده ، والحسن والحسين يقبلان ويبكيان بأعلى أصواتهما » قال عليّ ( عليه السّلام ) : « فلو قلت إنّ جبرئيل في البيت لصدقت لأنّي كنت أسمع بكاء نغمة لا أعرفها ، وكنت أعلم أنّها أصوات الملائكة لا شك فيها ، لأن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ولقد رأيت بكاء من فاطمة أحسب أنّ السماوات والأرضين بكت لها » .
ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) لها : « يا بنية ، اللّه خليفتي عليكم وهو خير خليفة ، والذي بعثني بالحقّ لقد بكى لبكائك عرش اللّه وما حوله من الملائكة والسماوات والأرضون وما بينهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحقّ لقد حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها ، وإنّك لأول خلق اللّه يدخلها بعدي ، كاسية حالية ناعمة ، يا فاطمة هنيئا لك ، والذي بعثني بالحقّ إنّ جهنّم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا صعق ، فينادى إليها أن يا جهنّم يقول لك الجبار اسكني بعزّي واستقري حتى تجوز فاطمة بنت محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الجنان لا يغشاها فقر ولا ذلة ، والذي بعثني بالحقّ ليدخلن حسن وحسين ، حسن عن يمينك وحسين عن يسارك ، ولتشرفنّ من أعلى الجنان بين يدي اللّه في المقام الشريف ، ولواء الحمد مع علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، والذي بعثني بالحقّ لأقومن بخصومة أعدائك ، وليندمنّ قوم أخذوا حقك وقطعوا مودّتك وكذبوا عليّ ، وليختلجنّ دوني فأقول : أمتي أمتي ، فيقال :
إنّهم بدّلوا بعدك وصاروا إلى السعير »[3].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|