الشكل المنخزق :

أحيانا توجد بعض الدول محصورة فى داخل دولة أخرى أشبه بجزيرة محاطة بالدولة الأخرى من جميع الجهات بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الدولة المحيطة بها مثل الفاتيكان فى إيطاليا وغامبيا فى السنغال وسان مارينو فى إيطاليا وسوازيلاند وليسوتو فى جنوب أفريقيا.

والدولة التى تكون فى مثل هذا الوضع عادة تكون فى موقف ضعيف، وتقع دائما تحت تهديد الدولة المحيطة بها، ولذلك ينبغي أن تكون دائما على علاقة طيبة بها، وقد اضطرت غامبيا إلى إقامة اتحاد مع السنغال فى عام ١٩٨٢ باسم (سنغامبيا) تجنبا لما تعانيه من جراء هذا الموقع.

وأحيانا توجد أجزاء من دولة فى داخل دولة أخرى وتأخذ صورا مختلفة، فقد تكون منفصلة تماما عن الدولة الأم وتحاط بدولة أخرى من جميع الجهات بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا بالمرور فى الدولة المحيطة بها مثل برلين الغربية التى كانت محاطة بألمانيا الشرقية رغم تبعيتها لألمانيا الغربية قبل أن تتحد ألمانيا بشقيها الشرقي والغربي أخيرا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

وقد تأخذ شكل جيب أو لسان أو نتوء يمتد من الدولة فى دول أخرى مثل جيب واخان الممتد من أفغانستان شرقا ليفصل بين روسيا والباكستان (مناطق نفوذ الاستعمار البريطاني سابقا)، ومثل الكمرون الممتد حتى بحيرة تشاد، والنتوء اليوناني الممتد بين بلغاريا وبحر إيجة، ومثل اللسان الذى يطلق عليه قرن الماعز في الشمال الشرقي لناميبيا الذى يمتد شرقا حتى نهر الزمبيزي والذى يفصل بين أنجولا وزامبيا فى الشمال وبتسوانا لاند فى الجنوب.

ويطلق على الجزء الذى يقع فى دولة رغم تبعيته لدولة أخرى اسم (مكتنف) وبالنسبة للدولة المحيطة به يسمى (مكتنف), ومن هذه المكتنفات لليفيا الواقعة فى فرنسا وتتبع إسبانيا، وكذلك كامبيونى التابعة لسويسرا وتقع فى إيطاليا، وأكبر المكتنفات عددا توجد على طول الحدود بين الهند و بنجلاديش.

وتسبب هذه المكتنفات والجيوب الكثير من المشكلات بين الدول المشتركة فيها مما يوجب عقد اتفاقات بينها بخصوص الاتصال بها وإدارتها نظرا لصعوبة موقعها بالنسبة للدولة الأم والدولة التى تحيط بهذا المكتنف أو الجيب.