العوامل المؤثرة فى الدولة - العوامل الطبيعية- الموقع - موقع الدولة بالنسبة لليابس والماء |
2221
07:38 مساءً
التاريخ: 9-5-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2021
3857
التاريخ: 10-1-2022
1900
التاريخ: 26-1-2016
2580
التاريخ: 24-12-2021
1340
|
- موقع الدولة بالنسبة لليابس والماء:
إن موقع الدولة بالنسبة لليابس والماء له أهمية كبرى، فالعوامل البحرية والقارية تؤثر فى الدولة، وعلى أساس موقع الدولة من البحر واليابس تتوقف مجموعة العلاقات التى تربط هذه الدولة بغيرها كما تحدد طبيعة هذه الدولة ووظيفتها الرئيسية.
والمناطق الساحلية والجزرية عادة أقل قارية فى مناخها من المناطق الداخلية، وأكثر قربا من المواصلات البحرية السهلة الرخيصة، مما يشجع على النشاط التجاري البحرى، أما الدول الداخلية فتشعر بالعزلة وتسعى للوصول إلى البحار المفتوحة للتجارة طول العام، وقد يدفعها موقعها الداخلي إلى المنازعات والحروب مع الدول التى تفصلها عن البحر، ولذلك تسعى الدول الداخلية من أجل الحصول على واجهة بحرية حتى وإن كانت ضيقة، كما حدث بالنسبة لبولندا للوصول إلى بحر البلطيق، وبالنسبة للأردن للوصول إلى خليج العقبة، وكذلك بالنسبة لزائير للوصول إلى المحيط الأطلنطي.
والواجهة البحرية للدولة تختلف أهميتها من مكان لآخر، فهناك واجهات بحرية عديمة القيمة مثل السواحل الشمالية لكل من روسيا وكندا لوقوعهما على المحيط المتجمد الشمالي رغم طول هذه السواحل، وذلك بخلاف أهمية السواحل المطلة على بحر البلطيق أو البحر الأسود وبحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك بالمقارنة بسواحل كندا المطلة على البحيرات العظمى وعلى نهر السنت لورانس.
وتضعف أهمية الواجهة البحرية إذا كانت تطل على بحار أو بحيرات مغلقة مثل بحر قزوين وبحيرتي آرال وبلكاش فى آسيا، وبحيرتي فيكتوريا وتشاد فى أفريقيا.
كما تتوقف قيمة الجبهة البحرية على الظهير الخلفي للساحل، فالظهير الخلفي لساحل البحر الأحمر المصري يبعد عن وادى النيل حيث مراكز الإنتاج والعمران بمسافات طويلة، وكذلك بالنسبة للساحل الشرقي المطل على بحر الأدرياتيك حيث توجد جبال الألب الدينارية الوعرة، وذلك بخلاف ظهير ساحل البحر المتوسط التونسي أو المغربي، أو ظهير سواحل بحر الشمال كدول غرب أوربا.
وقد تكون الواجهة مفتوحة على مسطحات مائية واسعة، ولكنها تختلف فى أهميتها، فالسواحل المطلة على المحيط الأطلنطي أكثر أهمية من تلك المطلة على المحيط الهادي بالنسبة للسواحل الأمريكية. وكلما كان للدولة أكثر من واجهة بحرية كلما زادت أهميتها مثل فرنسا المطلة على البحر المتوسط وبحر الشمال والمحيط الأطلنطي مما جعلها مفتوحة على جميع الجهات، ومثلها مصر المطلة على البحر المتوسط والبحر الأحمر، والمملكة العربية السعودية المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي، والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك المطلتان على المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي وخليج المكسيك، وتركيا المطلة على البحر المتوسط
والبحر الأسود، والمملكة المتحدة واليابان المفتوحتان على العالم لموقعهما الجزري. هذا بخلاف الدول ذات الواجهة البحرية الواحدة مثل دول شمال أفريقيا (ليبيا وتونس والجزائر) ومعظم دول غرب أفريقيا، ومثل إكوادور وبيرو فى أمريكا الجنوبية، وبولندا المطلة على بحر البلطيق والسودان وأرتيريا على البحر الأحمر.
والدول ذات الواجهة البحرية الواحدة تختلف أهميتها من مكان لآخر مثل بولندا المطلة على بحر البلطيق الذى يتجمد ماؤه شتاء بخلاف هولندا المطلة على بحر الشمال المفتوح على دول العالم طول العام.
وتمتاز المناطق الساحلية بأنها عادة أرقى حضاريا من المناطق الداخلية؛ وذلك لارتباطها بالعالم الخارجي وتأثرها وتفاعلها مع تيارات الحضارة والتقدم كما كان الحال بالنسبة لفينيقيا التى كانت من أرقى مناطق الشرق الأدنى القديم، وكذلك اليونان بحضارتها الإغريقية، وإيطاليا بحضارتها الرومانية ومصر بحضارتها الفرعونية القديمة، ولا يقتصر ذلك على الماضي وإنما يمتد إلى الحاضر.
والموقع الساحلي يؤثر فى اقتصاد الدولة الساحلية وفى مصالحها المختلفة، فقد كان لهذا الموقع دور كبير فى قوة بريطانيا وامتداد نفوذها، ومثلها فرنسا واليابان ومن قبل إسبانيا والبرتغال، وكما ذكرنا بالنسبة لليونان وإيطاليا.
ويبدو أثر الموقع الساحلي أكثر وضوحا بالنسبة للنرويج ذات الطبيعة الجبلية الفقيرة فى مواردها الزراعية، ولكنها ذات ساحل متعرج طويل تمكنت من استغلاله إلى حد كبير فى شكل صناعة السفن وصيد الأسماك وإعداد أسطول تجارى كبير بخلاف الحال بالنسبة للسويد الواقعة على بحر البلطيق الذى يتجمد فى شهور الشتاء مما جعلها تعتمد بالدرجة الأولى على مواردها الزراعية ولا تعتمد كثيرا على البحر، وبذلك تقل أهمية البحر بالنسبة لها بالمقارنة بالنرويج.
كما تزداد أهمية الموقع البحرى بالنسبة للدول التى تقع على المضايق والممرات مثل تركيا التى تضم مضيقي البسفور والدردنيل اللذين يربطان البحر الأسود ببحر الأدرياتيك المؤدى للبحر الأبيض المتوسط، وممرات الدانمرك (السوند والمضيقين الصغير والكبير) وهذه الممرات تفصل بين السويد والدانمرك، كما تربط بين بحر البلطيق وبحر الشمال المؤديين للمحيط الأطلنطي، وكما تبدو من أهمية الدول المطلة على مضيق جبل طارق الذى يصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي. وكذلك تبرز أهمية الدول المطلة على مضيق هرمز الذى يصل الخليج العربي بالمحيط الهندي، وهو الذى أعطى أهمية كبيرة لدولة عمان، وأيضا مضيق باب المندب الذى يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي وهو الذى أعطى أهمية كبيرة لليمن والقرن الأفريقي (الصومال وجيبوتي وأرتيريا).
وتبدو كذلك أهمية الموقع بالنسبة للدول المطلة على القنوات المائية مثل قناة السويس بالنسبة لمصر، وهى التى ربطت البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وقناة بنما التى ربطت المحيط الأطلنطي بالمحيط الهادي، وقناة كييل بألمانيا وهى التى تربط بحر البلطيق ببحر الشمال عبر ألمانيا.
وبقدر ما أعطت هذه الممرات والقنوات من أهمية كبيرة للدول المطلة عليها فقد كانت سببا فى كثير من النكبات فى بعض الأحيان لهذه الدول كما حدث بالنسبة لمصر من جراء قناة السويس، وبالنسبة لبنما من جراء قناة بنما، وكذلك بالنسبة لإسبانيا التى ما زال جبل طارق محتلا من بريطانيا بسبب هذا المضيق الذى كان يهم بريطانيا إلى حد كبير منقبل، كما عانت تركيا طويلا فى صراعها مع الاتحاد السوفيتي بسبب مضيقي البسفور والدردنيل.
وقد انعكس الموقع البحرى على أسلوب الدفاع الذى تعتمد عليه الدولة، فبينما تعتمد الدولة البحرية على الأساطيل البحرية والغواصات، فإن الدول القارية تركز على الطائرات والقوات البرية.
والدول القارية التى تفتقر إلى وجود سواحل لها تعانى من هذه العزلة، فقد حالت ظروفها دون وصولها إلى البحر. ويوجد فى العالم عدد كبير من الدول الحبيسة. ففي أوربا تعد من الدول الحبيسة كل من سويسرا وتشيكوسلوفاكيا (التى انقسمت أخيرا إلى دولتين) والنمسا والمجر ولوكسمبرج، وفى أفريقيا تكثر الدول الحبيسة حيث توجد كل من تشاد ومالي والنيجر وفولتا العليا وأوغندا وزامبيا وزمبابوي وبتسوانا وليسوتو وسوازيلاند ورواندا وبوروندي وأفريقيا الوسطى ومالاوي، وفى أمريكا الجنوبية كل من بوليفيا وباراجواي، وفى آسيا كل من أفغانستان ونيبال ومنغوليا وسكيم وبوتان ولاوس، وبذلك تضم أفريقيا أكثر من نصف الدول الحبيسة فى العالم
ونتيجة لما تعانيه الدول الحبيسة فقد تم توقيع معاهدة برشلونة فى عام ١٩٢١ التي شارك فيها ٣٢ دولة تؤيد حرية العبور عبر أراضيها من قبل الدول الحبيسة مقابل تقاضى رسوم مرور لسلع هذه الدول. وقد تم عقد مؤتمر للدول الحبيسة من خلال الأمم المتحدة في عام ١٩٥٨ لمناقشة هذا الموضوع حيث أكد هذا المؤتمر على أهمية وضرورة المرور البرى للدول الحبيسة لاتصال هذه الدول بالبحر عن طريق الأنهار أو الممرات والمعابر الأرضية، وفى نفس الوقت أعطت لدول العبور الحق فى منع مرور السلع والأشخاص التابعة لدول أخرى قد يترتب على عبورهم ضررا أمنيا لدول العبور، وقد تأكد ذلك أيضا فى مؤتمر المكسيك عام ٠١٩٨٢
وترجع فكرة إعطاء معابر أرضية للدول الحبيسة فى الدول الساحلية إلى نهاية القرن التاسع عشر عندما وقعت النمسا والمجر اتفاقا فى عام ١٨٦٧ يعطى للمجر حق استخدام معبر أرضى للوصول إلى بحر الأدرياتيك، كما أعطى مؤتمر برلين الخاص بأفريقية فى عام ١٨٨٥ الحق لمستعمرة ألمانيا فى جنوب غرب القارة فى معبر أرضى إلى نهر الزمبيزي الدولي لتصل إلى المحيط، وكذلك حصلت بلغاريا على معبر أرضى إلى بحر إيجة فيما بين عامي ١٩١٣، ١٩١٩، وحصلت فنلند من روسيا فى عام . ١٩٢ على ممر يربطها ببتسامو على المحيط القطبي، ولكنها أعادته إليها فى عام ١٩٤٥، كما حصلت زائير (الكونغو الديمقراطية) على ممر يربطها بالمحيط الأطلنطي من أنجولا بمساحة ميل مربع مقال أربعمائة ميل مربع فى الداخل، وذلك لتنمية ميناء متادى المنشأ على مصب نهر (الكونغو) . وبعد الحرب العالمية الأولى حصلت بولندا (الدولة الحديثة النشأة وقتها) على ممر أرضى (ممر دانزج) عبر ألمانيا إلى بحر البلطيق، وكان هذا الممر من الأسباب الأساسية لاندلاع الحرب العالمية الثانية. وحصلت العراق على مخرج إلى الخليج العربي فى عام ١٩٢٢، وحصلت الأردن على مخرج إلى خليج العقبة، وحصلت كولمبيا على ممر عبر بيرو للوصول إلى نهر الأمازون.
وأحيانا تقوم بعض الدول الحبيسة بالوصول إلى البحار والمحيطات عن طريق الأنهار الصالحة للملاحة، فالنهر الملاحي طريق وهبه الله للإنسان لكى يستخدمه في الوصول إلى البحر، ولا يجوز لإنسان أن يقف دون ذلك، وقد ظهرت فكرة الأنهار الدولية كطرق ملاحية لحل مشكلة الدول الحبيسة فى القر ن الثامن عشر عندما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية فى عام ١٧٩٥ بأن يكون لها حق ملاحي فى نهر المسيسبي عبر المكسيك الذى كانت تسيطر عليه إسبانيا فى ذلك الوقت، كما طالبت بأن يكون لها حق ملاحي فى نهر سنت لورنس فى عام ١٨٢٣ . وقد تحقق لها ذلك بموجب اتفاقية فى عام ١٨٧١ بينها وبين بريطانيا نيابة عن كندا، وقد توسعت هذه الاتفاقية لتشمل البحيرات العظمى والقنوات المتصلة بها. كما تستخدم الدول الحبيسة فى أوربا نهر الدانوب.
وأحيانا تستخدم بعض الدول الأنهار عبر دول أخرى رغم وقوعها على الساحل، وذلك لبعض المزايا النسبية أو لحسن العلاقة مع الجيران أو لاختصار الطريق الملاحي مثل ألمانيا التى تستخدم نهر الراين فى هولندا كمخرج لتجارتها رغم وجود سواحل لها على بحرى البلطيق والشمال، و كذلك بيرو التى تستخدم نهر الأمازون عبر البرازيل للوصول إلى المحيط الأطلنطي رغم وقوعها على المحيط الهادي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|